كان يا مكان, في سالف العصر والأوان, فتاة طيبه تدعى روان, أحبَّها الأصحاب والخلان, وكانت للبراءة عنوان, وقصد صحبتها فلانُ وفلان. وانكَ لتعاقب نفسك تصنيفاً لها من البشر والإنسان, فهي إذا سبرت غورها طيف سماوي يأتي على جزعكَ فيبدده وكأن الحزن ما كان, وكأنها برقةٍ تقضي على همومكَ والأحزان.
وليست هي من تنسب إلى نفسها الصفات الحسان, ولكن هكذا يراها العمر وهكذا رسمها الزمان. وبذاته التواضع يشير اليها بالبنان, موضحاً انهما بالمعنى لا يختلفان, فاذا كان هو تواضعاً, فهي بروانها تجعل له اسمين.
وفي يومٍ من الايام, بينما هي تنشر الحب والوئام, وتطمئن قلوب الأنام, غمرها ضباب كثيف, وسألها من تكون؟ رغم انها غنية عن التعريف. فأجابت: "لستُ سوى روان وكلمة اكثر فلن اضيف! فمن انت؟ ومالكَ تلفني بشكل مخيف؟" فقال لها: "ان كنتِ روان فاسمعي, انا من سيسقيكِ من مدمعي, وسأجعلكِ تتعذبين لو كنتِ قاصية او كنتِ معي!" فقالت: "لستُ آبهة لك, فارمني بغضبك وسخطك, وادفني في همك وحزنك, واكوني بنار دمعك, فأنا الكثير من الاحباب املك, وسوف يطفئون فيّ جمرك".
فدارَ الضباب حولها وضجَّ في السكون, واصبحت المسكينة مخفية عن العيون, وفجأة وكوحش حاقد مجنون, اخترق الضباب جسدها, واصبح الجسد الهزيل مسكون. وبتلك اللحظة ارتخت الجفون, واختفى بريق العيون, وكأن سر الشقاء في عينيها مكمون!
وراحت تدور على الخلائق وقد اكتساها الجزع, سألتهم جرعة حب واهتمام تزيل من اضلاعها الوجع, فاغلقوا الابواب في وجهها وقالوا: "ادعي الله ان يفرج كربكِ وانه بإذنه لدعائكِ سيسمع".
فاحتارت بامرها وقد شعرت ان جزعها ليس بجزع, وان الوجع الذي يهدها ليس بوجع, وان فؤادها المصدوم من قفصه قد وقع. فما كان منها الا ان صرخت, حزنت الحزن الحقيقي وتفجرت, فكل من ادعى حبها انكشف وقت المصيبة, بلغ بهم الامر ان يقولوا لها حبيبتي وهي يوماً لم تكن بالحبيبة, لم يؤلمها الم الضباب بقدر ما آلمها الم الصحاب وغدر الاحباب...
لكنها لم تكره الضباب بالمرة, رغم انه قصد ان يجعل حياتها مرة, فهو من جعلها ترى الصواب, وهو من جعلها تزيل من على عينيها الحجاب, لتعرف ان احداً ليس كنفسه, وانه رغم محبتها للجميع ليس لها احدٌ من الصحاب. فرحلت عنهم وهي تقول بصوت منكسر: "يا له من زمن عجيب, احبهم واخلص لهم بكل كياني, حتى اذا ما سهم الحزن نفسي يصيب, وطلبتُ لأوجاعيَ آسياً وطبيبا, تخلوا عني وتركوني فريسة لاحزاني, فيا من ادعيتم حبي, كيف اصدقكم وكل ما فيكم بعينيّ غريب؟!".
منذ مدة لم أقرأ مثل هذا النص ، وهذا اللون من الكتابة والذي انتشر في حكايات ألف ليلة وليلة ، وظهر في أزمنة مثل الزمن الفاطمي والأيوبي ، حيث التركيز فيه على السجع ...وحقيقة أعجبتني قدرتك على السجع وبناء النص بهذا الشكل
وتقديم هذا اللون بهذه الصورة الجميلة ..
أهلا و سهلا بك روان و بحكاية روانية جميلة
لقد تحدثت هنا روان عن نفسها بحديث مسجوع و استطاعت أن تجعل منها رسالة أقرب للمقامة
و هذا فن جميل جدا لمن يتقنه
فقط مأخذي على رواننا الجميلة هو إهمالها الهمزات في بعض الكلمات
و قولك : " لكنها لم تكره الضباب بالمرة "... فالوصف هنا (بالمرة) أظنه لا يمت للفصيح إنما للهجات المحكية والله أعلم
و اسمحي لي أن أنقل هذه الحكاية الروانية (المقامة) لنبع الرسائل الأدبية
و تقبلي تحياتي و تقديري.
و لك مني هذه الهدية عسى أن تحبيها
منذ مدة لم أقرأ مثل هذا النص ، وهذا اللون من الكتابة والذي انتشر في حكايات ألف ليلة وليلة ، وظهر في أزمنة مثل الزمن الفاطمي والأيوبي ، حيث التركيز فيه على السجع ...وحقيقة أعجبتني قدرتك على السجع وبناء النص بهذا الشكل
وتقديم هذا اللون بهذه الصورة الجميلة ..
تحية لك وتقدير
الوليد
الاستاذ القدير الوليد !
لَكَم تسعدني كلماتك وتدخل البهجة الى قلبي الصغير!
تلكَ شهادة اعتز بهـآ جداً,,
ويفرحني ان هذا اللون قد نال اعجابك..
ودّي ووردي
روان الغالية
وكأنك شهرزاد
تروين حكاية من ألف ليلة
حكاية الزمان
وقلة الوفاء
هي موضة العصر يا غالية..لكن لا بد أن تتغيّر
نص قصصي جميل
ولا أدرى إن كان ينتمي إلى الخاطرة ..سأنتظر رأيّ آخر
محبتي وورودي
ممم.. وكأنني شهرزاد ؟! تعجبني التسمية
وصدقتِ, انها موضة العصر .. ولكن أن تتغير مم.. حسناً, دعيني اقول آملُ ذلكـ..
وتصنيف كلمـآتي يرهقني .. خاطرة, رسالة, قصة ام خربشة, لكم حرية القرار
مع حبي
الأستاذة المحترمة والأديبة المتألقة
روان أغبارية
ما يوحي به العنوان ( حكاية روانيّة)
هي حكاية منسوبة لصاحبتها إغبارية التي طالعتنا بهذه المقامة
الأدبية الجميلة . مع العلم أن هذا الفن الأدبي قد طغى كثيرا في العصور
الماضية وكان له أساطينه من أهل الرفعة في الأدب أيام زمانهم
وهناك من يسير على نهجهم من الشباب الذين يريدون تبليغ رسائلهم
بهذا اللون الأدبي الذي يتميز بالفكاهة والسخرية في سرد الأحذاث
وايصال الرسالة إلى القارئ . تحياتي روان ودمت في رعاية الله وحفظه
لقد تحدثت هنا روان عن نفسها بحديث مسجوع و استطاعت أن تجعل منها رسالة أقرب للمقامة
و هذا فن جميل جدا لمن يتقنه
فقط مأخذي على رواننا الجميلة هو إهمالها الهمزات في بعض الكلمات
و قولك : " لكنها لم تكره الضباب بالمرة "... فالوصف هنا (بالمرة) أظنه لا يمت للفصيح إنما للهجات المحكية والله أعلم
و اسمحي لي أن أنقل هذه الحكاية الروانية (المقامة) لنبع الرسائل الأدبية
و تقبلي تحياتي و تقديري.
و لك مني هذه الهدية عسى أن تحبيها
ممم.. لستُ ادري ان كنتُ اتقنه او أمارسه كهاوية لا غير !
اعتذر على اهمالي :$ منكِ ومنَ اللغة المعذرة
وأجملُ من هديتكِ.. انتِ ~
فلآ تحرمينـآ هكذا حضور , يزيدني بهجة
مودتي لروحكـ