هل سألتَ الزمان عن ذكرياتي ؟!
كلّها خنتَها ..
وخنتَ ودادي !
أو سألتَ الحياة عن لحن شوقي ؟!
باتَ لحناً يذوبُ في الفلواتِ !
أسألتَ الشعورَ أين شعوري ؟!
كان ورداً ..
فدستَ كلّ ورودي !
يالقلبِ حرسته بعيوني ..
باتَ يرمي صفيّه بالجنون !
وحروفاً رعيتها بدمائي ..
أصبح الحرفُ للدماء حريقاً !
وحياة أشربتها كل عمري ..
يا لعمرٍ تخطّفتهُ حياة !
أسألتَ الفؤادَ كيفَ فؤادي ؟!
لا تسلْ ..
فالجوابُ بعضُ رمادِ !
***
هل ترى جلتَ في فيافي وجودي
و رأيتَ الشجون تملأ عودي
وزهور الوجود صرنَ ركوداً
ومتون الحياة بتنَ قيوداً ؟!
ورسيس السعودِ غارَ شروداً
لا تعد
فالوجودُ صار رعوداً !
***
هل تذكرتَ أمنياتِ لقاءٍ ؟!
كم بنينا بحبنا أحلاماً ..
ورشفنا من المساء حناناً ..
وضحكنا في لوعة أزمانا !
هل تناسيتَ ما بعثتُ مراراً ؟! :
من مزونٍ ملأتُها لكَ حسّا ..
وحروفٍ نسجتُها لكَ ورداً ..
وفؤادٍ طيّرتُهُ لكَ شوقاً ..
وأمانٍ عطّرتُها لكَ وجداً ؟!
هل سألتَ الزمان كيف طواها ؟!
لا تسل ..
أنتَ من أخفاها
أنتَ من جزّ عشبها فرماها !
هذه القصيدة جاءت تفعيلية عرضاً عفواً على بحر الخفيف عندما كنت مشغولة بقصيدة عمودية على نفس البحر أنشرها لاحقاً
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
نص بهذه الكثافة ، الكثافة في التعبير والكثافة في كم الصور الشعرية يعطي انطباعا مشرقا للثناء والتقييم وبما يستحق . لا تسل نص طرح حالة التمرد والرفض والعتاب في كل مفاصله وهو صرخة بل قرار يتخذ او اتخذ سلفا ولا رجعة فيه " لا تسلْ .. فالجوابُ بعضُ رمادِ ! " الرماد هنا تعددت فيه الابعاد فهو جواب لـ " لا ّ الناهية الرافضة المتمردة وهو رفض ضمني لحالة او مبدأ السؤال الذي صنعته الشاعرة في دواخلها وفي وجدانها وفي شعورها " أسألتَ الشعورَ أين شعوري؟! وهو جواب لسؤال اقرب الى العتاب منه الى المحاسبة وهو شرح تقريري تفصيلي لشدة الالم والمعاناة التي تعيشها الشاعرة ومعاناتها من الوحدة والهجر" والغدر " كما جاء لاحقا وهي تقول : أسألتَ الشعورَ أين شعوري؟! كان ورداً .. فدستَ كلّ ورودي الفعل دست هنا يرمز الى" الغدر " والمغدور هو "الورد " والذي يشير هنا الى الشباب وهو الامل وهو ذات الحب وهو العمر وهو العطاء ايضا وهي تذكر العطاء الغير مقطوع وكل عطاء غير مقطوع يشي في الغالب الى عدم المنة في العطاء من خلال استمرارية العطاء وهو دليل حبها وكرمها كما وشت احداث النص بذلك في اكثر من مفصل هل تناسيتَ ما بعثتُ مراراً؟! : من مزونٍ ملأتُها لكَ حسّا شكرا لشاعرتنا الكريمة وهي تمتعنا بمثل هذه النصوص الجميلة
تقبلي احترامي وتقديري
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )