الأرملة
مضت سنوات على موت الرجل .. بقيت الارملة تبكي زوجها .. تذرف الدموع كلما مر من جانبها رجل , كلما زارها رجل ..
اعتادت طريقا لم تغيره , عند ذهابها الى مقر عملها , تجتاز الحي عبر صف من المحال التجارية المغلقة صباحا وصولا الى الشارع الرئيسي حيث موقف الباصات .
و في طريقها يظل ذهنها مشغولا بمشاهد و تصورات قديمة تشتر الذكريات , تنبثق من جديد فتعيد التفكير بها يظل خيالها يلوكها و يلوكها , انها ذكريات تجمعها بالرجل الذي مات منذ سنوات .
و في صبح من الصباحات .. نظرت الارملة الى الحشود الواقفة و الراكبة من رجال و نساء و أطفال ..
فجأة تلاشوا جميعا ليبقى رجل واحد فقط .. رجل له سمرة الرجل الذي مات منذ سنوات .. زارته بنظرة و زارها بنظرات .. و في لحظة خطرة تمنته لنفسها .
و منذ تلك اللحظة .. أخذت الارملة تجتاز طريقا غير طريها الذي اعتادته .....
طريقا لا يساعدها على استرجاع الذي كان .
و منذ تلك اللحظة راحت الارملة تستجدي الدمع من عينيها .... لكن الدمع لم ينزل ...
و صفا فكرها تماما .....