استوطنتِ الحروفُ
مذبوحةً على الورقة
فكت جدائلها ،،
أدفنُها مرةً فتسبقني للضياء
طاوَعتها ،،
نثرتُ تاريخَ امرأةٍ من عذابٍ
كانَ يَرقبني ،،،،
حينَ حلَّ الظلام ،، التقطَ ذاتهُ
قَّصَ الورقةَ ،،.....
أوشام سنين ،،
لهبٌ لا ينام ،،
أسأنتظرُ زماناً آخرَ
كي تَشتعِل الورقةَ ؟؟ .
من مقومات ومرتكزات الومضة هي الدهشة والمتعة وتتوزع هذه المتعة عبر سائر جسد النص ابتداء من العنوان والاستهلال وانتهاء بالقفلة بما تحوي من بناء وفكرة وإيجاز وتكثيف وتضمين وترميز واستعارة وتشبيه وتلميح وغيرها من عناصر تشويق النص أما الدهشة فغالبا ما تخص القفلة الذكية التي تستفز المتلقي إلى حد الصدمة لانه لم يتوقعها فتاتي بشكل مباغت وهذه المباغتة هي التي تخلق هذه الدهشة في لحظة من الزمن يتوقف فيها نفس المتلقي حتى تمر الصدمة وهذا ما حدث هنا في هذه اللوحة المتألقة كصاحبتها فخلقت المتعة وخلقت الدهشة في القفلة الحقيقية للنص
" حينَ حلَّ الظلام ،، التقطَ ذاتهُ
قَّصَ الورقةَ ،،.....
لان ما بعد هذه القفلة للأسف جاء زائدا اثقل وميضها رغم جمالية المقطع وقوته إلا انه لا محل له في هذه الومضة المتكاملة الأبعاد والمضمون والفكرة والدلالة
(( استوطنتِ الحروفُ
مذبوحةً على الورقة
فكت جدائلها ،،
أدفنُها مرةً فتسبقني إلى الضياء
طاوَعتها ،،
نثرتُ تاريخَ امرأةٍ من عذابٍ
كانَ يَرقبني ،،،،
حينَ حلَّ الظلام ،، التقطَ ذاتهُ
قَّصَ الورقةَ ، ))
· تسبقني للضياء الأدق تسبقني إلى الضياء
بالعودة إلى العنوان "" مقص "" :
سر قوته انه امتداد مكمل للدهشة واعني القفلة التي اختارتها كاتبة النص الوقار هنا التي انتهت بفعل " القطع " وهذا التدوير إن صحت التسمية أضفى جمالية فنية وتقنية على النص ليصبح النص كتلة متراصة لا يسمح بأسقاط جزء معين منه فيحدث الخلل وهنا يكمن سر قوة أي نص بالتكامل والتراص
وبعد هذه الجمالية المتمثلة بالعنوان يأتي الاستهلال بهذا المقطع المملوء بالحيوية والتدفق :
" استوطنتِ الحروفُ
مذبوحةً على الورقة
فكت جدائلها ،،"
وكأنه ينبئ بحدث مقبل ليقدم كخطوة أولى للدهشة ويشكل عنصرا مكملا آخر اً لوحدة المضمون والهيكل البنائي بفعلين من الماضي القريب حسب الحدث لان الكاتبة حصرت وحدة الزمن في القريب المتواصل غير المنقطع أو المجزأ وبتأثير الفعل المضارع " أدفنها " في " أدفنُها مرةً فتسبقني للضياء "
وهو مقطع يدل على الاستمرارية والذي يلي هذين الفعلين أو الحدثين فتتحقق وحدة الزمن إضافة إلى وحدة المضمون وتتحقق معها المتعة التي تكلمنا عنها بالتكامل والتتابع في الفعل والحدث . لكن المآخذة هنا في عدم التجانس والتوافق في المعنى بين الاستيطان " استوطنت الحروف " وبين " مذبوحة " لان من خصائص الاستيطان هو الاستقرار الذي يخالف الذبح اللهم ألا اذا اعتبرنا المقصود من المذبوحة هنا بـ " القلقة " بتحريك المعنى وعدم حصرة وتقييده وان كان ذاك هو المقصود فإنها ستبعد تلك المآخذة بل ستمنحها قوة ومتانة بمضمونها وتلميحها وتأثيرها
أيتها الوقار امتعني نصك هذا فشكرا لك
دمت لنا أديبة نعتز بها
تقديري
تحايا