أربعة مضحكة لعمري
4
الحمد لله البقر لا يطير
تلبية لدعوة ، قمت بزيارة قصيرة الى فينا.سمحت لي الظروف ان التقي بكثير من الاصدقاء ، والمعارف. وبما انها لم تكن الزيارة الاولى ، لذا ما اعرتها اهمية كبيرة ، غير ان حدثا واحدا بقي عالقا في ذهني لغرابته. إذ في احد الايام ، كنت على موعد في مقهى ، مع صديقي ، الناقد المسرحي النمساوي ، بغية الذهاب سوية لمشاهدة احدى المسرحيات.
ارتديت وحسب العادة الجارية بدلة زرقاء غامقة ( لاني لا احب اللون الاسود وامقته) ، تمعنت بهندامي مرارا ، وتأكدت أن كل شيء على ما يرام ، من شعر رأسي ، والقميص ، والرباط ، وحتى الحذاء ، اعني كنت كاشخا تماما كما نقول قي العراق هههههههه
عزمت أن اذهب قبل الموعد المقرر بساعة ، لكي اكتب عددا من البطاقات ، لأصدقاء يعاتبوني لجفائي في مراسلتهم. وصلت المقهى ، وجلست في إحدى زواياها. شرعت في الكتابة ، وكنت غاطسا بمخاطبة صديق اعزه ، بل وتصورته جالسا معي. كنت اخاطبه بكل مشاعري ، وقلمي كان ينقاد لعواطفي طائعا.
سمعت صوتا رقيقا ، ممزوجا بنسيم فينا ، يرن في أذني قائلا : أتسمح لي بالجلوس أم المكان محجوز لغيري. رفعت رأسي واذا بامراة في عز شبابها ، وأجبتها تفضلي ، واستمريت في الكتابة.
غير اني والحقيقة تقال ، كنت انظر اليها بين فينة وأخرى ، بطريقة ثعلبية لا تجلب الأنظار. أي في القلم العريض كانت جميلة ، وأي امرأة لم تكن جميلة يا ترى ؟ خمنتها ما بين 24- 28 من العمر ، كانت تنظرني مستغربة ، إذ كيف انقش هذه الحروف على البطاقة بلغة هي لا تعرف عنها شيئا !!!!!!! وشعرت انها راغبة ان تفتح معي حديثا ، ولا اعتقد كنت اقل منها رغبة في ذلك ، كنت اكتب غير اني كنت اراقب حركاتها دون ان تشعر ، كما يراقب القط الفارة. وبعد وقت قصير وجدتها تسألني:
عفوا ، ايمكنني ان اعرف بأي لغة تكتب ؟ !!!!!! أجبتها ، اكتب في اللغة العربية.
- اراها كنقوش فنية تدعوني الى العجب.
- لمن لا يعرفها يراها كما تفضلت.
مر الوقت بين صمت وابتسامة ، وحيرة واستغراب ، وسؤال يعقبه جواب ، وجرأة ممزوجة بالخجل ، وشجاعة لا تخلو من امل !!!! مر الوقت مسرعا ، وكنت اشعر ان كلانا في دوامة من التفكير. كنت لا اعرف عنها شيئا ، ولكن وحسب تقديري للوضع ، انها تريد ان تعرف عني بعض الشيء.
بادرتني بسؤال لم اتوقعه منها:
– أأنت متزوج ؟
-- لا
-اسبق لك ان تزوجت؟ وهل عندك اولاد؟
-لا
-لماذا ؟ !!!! انتم العرب معروفون بتعدد الزوجات ، فما بالك وأنت بدون زوجة !! الم تحض بواحدة منهن؟
-فأجبتها لظروف خاصة ، وانتهزت هذه المناسبة وسألتها ، أأنت متزوجة؟
– تزوجت سبع مرات. ولسوء حظي , كل من أتزوجه ، بعد اسابيع معدودة يموت. واكبر مدة عاشها أحد أزواجي معي ثلاثة اشهر ولسوء الحظ مات هو كذلك !!!!!!!!!!!!!!!!!
لاحظت قد ظهر عليها نوع من علامات التأثر.
- أتمزحين؟
- لا ، اقسم بالله أني أتكلم بجد.
قلت مع نفسي : يا ربي ابعد عنا الشر ، وكل مكروه ، أهذه امرأة ام غضب الله !!! وصرت اقرأ اية تلو الاية لأتخلص من هذه الغمامة السوداء التي عكرت حالتي النفسية هههههههههههههههه .
بعد صمت مشحون بصراعات فكرية ونفسية من الطرفين ، بادرتني قائلة : أما ترغب أن أكون زوجتك ؟
أجبتها في الحال ( دخيلج خلينا انعيش ) لا ، لا ، لأني لا أريد أن أموت هههههه
وإذا بصديقي يناديني ، فودعتها بكل أدب ، متمنيا لها حظا سعيدا.
خرجت من المقهى وإذا بطائر مصاب بالإسهال يذرق على شعر رأسي وكتفي ويحطم اناقتي ويحرمني من المسرح بعد ان حولني إلى مسرح. رفعت يدي إلى السماء شاكرا ربي. فاستغرب صديقي النمساوي ، وعرته موجة من الضحك ، وهو لا يعرف قصتي مع المرأة ، وسألني مستغربا :
لماذا تشكر ربك في هذا الوقت بالذات ؟ أجبته : الحمد لله أن البقر لا يطير ، والا كانت المصيبة اعظم بكثير يا صديقي ههههههههههههه
اخوكم ابن بغداد الجريحة : صلاح الدين سلطان