صَنعْـتـني شاعراً ، هيهات أنسـاكا
يا بهجــةَ القلبِ مــا وافى مُــحـيّــاكـــا
وهـبْـتـني من نعيمِ الجاهِ أجملـَـه
ومن مــعــين ســمـوٍّ فيضَ نجْــواكـــا
إذا الفـؤاد يـصـوغ الشوق مفـتـقراً
حـاكـيتُ فـيــه أثـيرَ المـجـدِ إدراكــــا
وكنتَ للصفو كـاسـاتٍ معتّـقـةً
ما كــان يـفـقـه سـؤل الروح إلاّكــــا
كنسْمةِ الفجرِ تُشجي كلّ ذي ولهٍ
معنى الغـوالـي تـنـامى مـن مُـسمّـاكا
صنعتني شاعراً ، أهديتـني طُـرَفا
الآن أشـتـمّـهـا تـحـكـي ســجـايــاكــا
إيهٍ حبيبَ دموعي شدوَ ذائقتي
هـواك أيـقـظـنـي فاشتـقـتُ ذكـراكــا
شــذاك ألهمني الذكرى وما حملت
للـدين تـزهـرّ ، للـدنــيـا وأخــراكــا
قضيتُ في ظلك الروحيّ أزمنةً
مبنايَ مستغرقً فـــي ســحر مــبـناكــا
وهل على مَن رقى العلياءَ من عتبٍ
إنْ رام حُسْـنــكَ أو تِـريـاقَ ريّـــاكـــا ؟
فاهـنـأ بمجـدك إنّي العمرَ تحملني
رؤى الوفــاء ، فما أسلو مـرايـــاكـــا
يا رائع الحبِّ يا مسرى خرائدنا
إنّــي حبـبْـتُـك ، هــلاّ ذقتُ مـســراكــا ؟
كيما يعانقني الـتــأريخُ ، تغبطني
حـورُ الجــنان ، ومَـن بالفكر صافاكـا
ناديتني : ولدي ، صبراً ستجمعنا
أرائكُ الوصــل ، فاهجرْ شجوَ دنــياكا
واكتبْ عن الزُّهـر والأزهار ذا شغفٍ
فالنورُ والنـَـوْرُ منها ارتاد مــغــناكـــا
كفى ذكرتَ طيوب الأمس مـدّكراً
عهـدَ الحبـائبِ ، تـستـهدي حـنايـــاكــا
إنّي صنعتك علّي شِمْتُ بارقـــةً
من التلــيد بها تـشــدو عــطايـــاكــــا
فاسلمْ وشِعْركَ مـزهــوّاً بلغتَ به
ما كـنتُ يومــاً أُمنّــي الـقـلبَ ذيّـــاكــا
واقرأ على الأهــل والأحباب موهبتي
غِــبّ الســلام ، ولا تـغـفـلْ سنايــاكـــا
إني صنعتك موهـــوبــاً على ثـقـةٍ
أنّ الذي راقـنــي لا ريــبَ وافـــاكـــا