كانت تقفُ في مكانٍ يعجُّ بالعابرين ...وعندما اقتربتُ منها
استدارت ، ونظرتْ صوبي ..وكأنها لم تعد ترى سواي ..
كما أنا لم أعد أر سواها ..
بادرتها بتحية الصباح ...كانت الكلمات نائمة في عيونها ..
قدمت لي قطعة حلوى ...وكانت عيوننا تحمل حوارا يختلف
تماما عن ذاك الحوار المندفع من أفواهنا ...
عندما تصبحُ قطعة الحلوى هي أغلى شيء تحصلُ عليه
عندما تصبحُ قطة الحلوى أنثى ، تدعوها لتشاطرك رقصة
مجنونة ، فتلبي لك الدعوة ...حين تصبحُ أنثى ، تبوحُ لك
بكل شيء ...تترككَ تتأملها بصمت ...
كنتِ هذا الصباح على غير العادة ، كنتِ أنثى ناضجة فائرة الجمال
كانَ لا بدَّ لي أن أغادرك / وكان لا بدَّ لك أن تغادريني...
لكنْ ..بقيت قطعة الحلوى معي / أنتِ ..
وتركتُ لك ذاكرة أقاسمك فيها شوقك الدفين للقاء مؤجل ..
هذا اللقاء ..في لحظة عفوية ، وضعنا خارج حدود الزمان والمكان ..
خرجنا فيه عن المألوف ، تمردنا على العادات والتقاليد ...في قاعة
شاسعة مكتظة بالعابرين ، حولي / حولك الكثير ..لكن ، أجزم أنني لم أشاهد
سواكِ / وربما أنتِ كذلك ، كما قالت عيناكِ لي في حوارنا الهاديء الرزين
لم تشاهدي سواي ...ربما أصبحنا نسخة واحدة في لوحتين ، لوحة لرجل هو أنا
ولوحة لأنثى هي أنت ...وبين أنا وأنت ، كانت قطعة الحلوى ...