كنت على الطائره مسافرا من بوسطن الى فرانكفورت...يجلس جنبي رجل لاأعرفه..وبما أن الرحله تستغرق سبع ساعات أو أكثر فلا بد من الحديث..لاأذكر من منا بدأ استفزاز الحديث لكنه سألني ..من أين أنت..؟؟ قلت من العراق..وأنت ..؟؟ قال من جنوب أفريقيا..شككت أنه يهودي لأن اليهود يخجلون من الأعلان عن عائديتهم ..سألني عن عملي فقلت له أنا أنتج سلعة معينه..فقال أنت اذن تكسب رزقك من هذا العمل قلت نعم...سألته بدوري وأنت..؟؟ قال ..أنا ناشر..قلت أنت اذن تكسب رزقك من بيع المعرفه..بدا عليه الأستغراب وقال..وهل تباع المعرفه...قلت نعم...فأستاذ الجامعه وبائع الكتب ومن هم ضمن هذا المجال يبيعون المعرفه ويتقاضون منها مايسد حاجاتهم...أضفت...لكن هناك ماهو أكثر من المعرفه لايباع ولا يشترى...انه الحكمه...فالحكمة هبة من الله لاتقرأ بكتاب ولا تتلقاها من بروفسور...وهي تخلق في الأنسان نتيجة معاناة وتجارب في الحياة والألم...هنا أخرج قلما وورقه وكتب شيئا لاأعرفه...أضفت..ياسيدي...الذكي يعرف كيف يتخلص من المشكله ان وقع فيها لكن الحكيم لايقع بالمشكلة أصلا...
نصّ جميل يرصد نماذج اجتماعيّة معرفيّة انسانيّة نلتقي بها ويضعنا الجدل معها على محكّ التقييم .
المستطرف في الحكاية أنّ الرّجل يصدّر الذّكاء والمعرفة ولا يعي...
ويمكن للمتلقي لهذا النص أن يتقصّى ما كمن من معان غير هذه ...فهو متلبّس بكثافة ايحاء ودلالات على مستوى مساحته النّصيّة
مرحبا بحرفك ورائع ما كتبت .
مرحبا اخ قيس هنا في مقالك الكريم..
كنت دائما اقرأ في المقهي وهي تتصدر الواجهة
رأس الحكمة مخافة الله...كثيرا ما فكرت بها..ولكن
بعد ان مررنا بالتجارب الحياتية..عدت لهذه الحكمة
من يخاف الله..سيرحم العبد الذي مثله..كم يخاف
الله لا يعتدي على حقوق غيره..من يخاف الله..يعفو
يسامح..متواضع..كريم..
الحكمة يا اخ قيس..هي العقل الاجم للردة الفعل الآنية
تحركها ثورة الغضب الأنسانية ..ومن امتلك اللجام ..امتلك
الحكمة...
فائق تقديري اليك مع اجمل التحيات
رائع قولك عن الحكمة أخي قصي المحمود...لكنك تطرقت الى جانب جميل من جوانبها...معرفتي المتواضعه عن الحكمه أنها معرفة النفس البشريه وسلوكها والتصرف بموجب هذه المعرفه....معاويه بن أبي سفيان كان حكيما فعرف كيف يتعامل مع خصومه (لو كانت بيني وبينهم شعرة ماانقطعت) ...بعض الحكام اليوم لم يعرفوا نتائج سلوكهم ولم يكن لهم من الحكمة نصيب...فخربت البلاد ومات العباد...لو أنهم عالجوا الأمور (بحكمه) لأطفأوا المشكلة عندما كانت بسيطه وبلا تضحيات ضيعت البلاد...وزير حكيم قال للملك...
أرى خلل الرماد وميض نار....ويوشك يوما أن يكون لها ضرام
فقد أدرك الخطر قبل وقوعه لأنه كان حكيما...
يؤ تي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا (من القرآن الكريم)
انما اردت أن أقول شيئا لكن قلمي أبى أن يسطره ولم تطاوعني الحروف
انما أردت أن أتطرق الى ذكر أمة بنى مجدها الحكماء وأضاعها الجهلاء...
انما أردت أن .......
يحكى أن الحكمة هي الفلسفه...ومنهم من يرى أن الفلسفة هي الحكمه..