جعلتُ أصبو ، فلا عيناكَ تهواني
ولا تنسَّمَ معنىً عنك واساني
ولا تزاهى إلى علياك ذو ولهٍ
يتيه أوَّلُه كي يغرب الثاني
وما اعترفتُ ، ولكنْ راقني وجعي
أجلْ ، صدودك طــول الآه أبكاني
ندبتُ ما كان من بِشْرٍ ومن بشَرٍ
ومن رغيدٍ بصفو العيش أغراني
حتى سمعت نشيجًا جال مبتئسًا
حول الطلول ينادي أين خلاني؟
أين التي عبقت منا ملاحتها
جمالها يا فضاء الشعر أغشاني
أين الحنان الذي ما عشتُ أبعثه
للعاشقين حديثًا دون أحزانِ
جعلت أصبو ، ولي في الحبّ سابقة
تهوى النَّفائسَ من ذوقٍ وعرفانِ
بها تسيَّدَ حرفُ الصدقِ مفتخرًا
واستنفر الكون من إنسٍ ومن جانِ
عسى الوفاء يناغيها ولو نفَسًا
فيأتسي بالأماني وحيُ ألواني
ونتَّقي بالتداني رسمَ عاديةٍ
ويحملُ الشوقُ للآتين تبياني
به رأيت نسيم الفجر ألهمني
أغلى الغوالي أمينًا من شذى البانِ
أغنى فغنَّى له طير الحمى فرحًا
هيَّا إليَّ أحيبابي لألحاني
وبلغوا الوالهين الآن أغنيتي
فيها التلاقي ، ومنها طيب وجدانِ
عهدُ البشاشة فيهِ كالنَّدى الحاني
خضراء منطقها بالود صافاني
يا منيتي : فاذكري الهيمان وارتشفي
من مقلتيه الهنا ، فالغيث حياني
جعلت أصبو وما لي غير عاطفةٍ
مالت فأملت على مغناكِ أشجاني
تبقى تحبك ، ماذا أنت فاعلة
حبّيك نبض الثرى ما زال يرقبنا
حبيك زهو الثريَّا تاج أفناني
يا منيتي : رقتي في رحلتي انتثرت
وأنت من بعضها طوَّقتِ بستاني