على نية الوفاء .. قبّلتُ التراب ..ربتُ على الحصى وقلت للحكاية أن تنهض من مرقدها .. يريد وجهي معانقة الحب من جديد ..أو الدخول لصميمك أيتها النائمة بي أبداً . دعيني أجنُّ وأهذي في هذه الرسالة وأهدم سدّ الزمن الذي حال بيني وبينك يوماً ..وأودع هدهدة الحلم وكل الأشياء التي توازيك مصروعٌ أنا ومازلت مضرجٌ بلهاث البنادق فلا أريد تصديق حكاية الدم ولا زفير البارود ولا وحزن عينيك ..ثقي بي ..ثقي بعشقي الذي لن يموت ..تركت جسدي بعيداً وأتيتك بروحي أنا وأنت وزهو طهرك .. لا شيء لا زمن .. لا حياة بعدك ..لا ظل لرأسي . أنا لك التراب والسماء ولغة الحلم الجميل .. أأبكي.. وأبلل جسدك الصامت علّ الملح يُلهب جروحك وتمتشق الحياة من بين أحضانك وأعود طفلك الرضيع الغافي الذي يبحث عن ثدي يلقمه الأمان ..أأبحث عنك وأنت تسكنين مفارق سكوني وضوضاء مواعيدي ..وأجنُّ أم أتعقل وأعدُّ تنازلياً لأصعد أبراج اسمك .. اسمعي وغردي كلما أطلقت صوتي كل الأشياء صنعتُ لها فمٌ لكيّ يشدوك .. حتى فنجان القهوة يسير على رصيف لساني طائعاً إشارتي .. يدندن صباحاتي التي كانت .. التي لم تكن إلا لك .... التي لن تكون لسواك .. دعيني أعفرُّ من تراب الذكرى ما فعلته مواعيدنا ..وأدفنُ كل شيءٍ لم نفعله .. من يقل لي.. مالذي جرى.؟!! وكيف لهذا الوقت أن ينعي الحلم وما زالت أجفاننا نصف صاحية على أمل الشروق من استعمل صباحاتنا ...؟ من اقترب من ضفافك واستحم بكوثرك من تجرأ على اقتحام عطرك من يقل لي ..؟؟ هم حسدوك يا وردة القلب وشاكسوا الغيم والمطر.. ترجموا لغة القدر ..جربوا الهطول يا ندى .. ويحهم ألا يعرفون بأنهم عابرون وأن المطر لغة السماء .. لا تحزني يا ندى ... لا يقلقك أن دمعي بلا أجنحة ولا يجيد التحليق ..أنا في حضرتك رذاذٌ من كوثرك علميهم يا ندى ..بأن العاشق لا يُقهر وكلما قُهروه في هوى المحبوب تمرد ... علمهم أنت يا زمن بأن الشام بنت القمر والفضاء وكلها قمم صعبة المنال .. وهل يطالُ القمر في حضرة السماء؟
حين دخلت محرابك.... كنت قد توضأتُ بدمعة ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك سأرجع له الدمعة