سكنَ هناكَ، في سفحٍ تدثَّر عشبهُ بندى ذكرياته العميقة...
اتخذَ التَّأملُ غذاءً، وأعربَ عن مكنوناتِ ذاته بما يشبهُ الغروبَ والشروق...
أبدى خيبةَ آمالهِ تاراتٍ مدوِّية! لم يستجب وقعُ الصَّدى المنتثرُ في أرجاء روحه لمُبتغاه!
فارتكس على خاصرةٍ ملتهبةٍ بمجرياتِ الواقع، يلملمُ هزائمهُ الموسومةَ بذبول كؤوس الجوريِّ في البيت القديم...
**
نظرَ من ذروة سطحٍ محدَّبٍ نحو الأسفلِ، فاشتبه بصرهُ النافذُ بهلامٍ يشبههُ كينونةً وملامحا!
ظنَّ سراباً ما يراوغهُ على حين غِرة! حيثُ اعتاد مشاكساتِ الأشباح في الآونة الأخيرة،
تؤزُّوه على الانبعاثِ نحو توجهٍ جديد...
وإذ به، يصطدم بتعنُّتاتهِ الصَّخرية! تحول دون تشرُّبِ رِضوانهِ دفقاتِ الألم المهولِ في قيعان نفسه...
فأضمرَ الحزنَ، وتمثَّلَ القبولَ مرائياً أخيلتهُ الواقعية!
استلَّ يراعهُ الصَّدئَ، وقد كان حبرهُ جفَّ منذُ ربيعٍ حالمٍ ما! لم يعد يذكر متى كان!
حفَّ ذؤابتهُ بأسنانهِ المجهدةِ اصطكاكا، وعرضَ بصمةَ إبهامهِ على أوراقِ القُرَّيصِ، موقِّعاً بهدنةٍ ركيكةٍ مع أناه...
فسالت دماؤهُ شديدةٌ لزوجتُها، غمس فيها يراعه وكتب محارفاً، عجزعن فهمها كما دائما!
إلا أنَّه في هذه المرَّة؛ لم يُرمسْ للحروفِ في أقباءِ أوقيانوساته الدَّفينةِ في الأعماق!
بل... نشرها على أعين الأطيافِ لتشرحها لهُ! علَّها...
**
في مقابلةٍ جديدةٍ مع الصَّمت الموقَّر؛ اعتبرا أنَّه زاد في رنين حروف الكلمات هذه المرَّة!
فجاء وقْعُها شاذَّاً نوعاً ما!!
قالَ: قلتَ شاذَّاً وليس نشازا...
فأجابه: عندما لا يُستوعبُ البثُّ، وتأتي الرُّدودُ شافيةً لمرضٍ آخر، لايمتُّ للعضو المريضِ بصلةٍ؛
فالأجدى أن يكمنَ القلبُ على عبراتهِ، وليبُحْ بها لتجاويفهِ الحمراءَ... إن أراد!
**
عادَ وجفَّ الحبر على ذؤابةِ اليراعِ مرَّة تلو أخرى... حتَّى لم يعد هناك من دماءٍ تفي مدوَّناتهِ الشَّعواء!
هو.. لم يكتب الكثير بها على كلِّ حال؛ فاللزوجةُ أطَّرت سيب المشاعر.. وما عادت سيبا.
لكنَّهُ... ما زال يترقَّبُ بظلٍّ بائسٍ، رِهمةً تُطري يباسهُ الأرعن، على ذاك السَّفحِ الخطيرِ ذاتَ شروق...
نص عميق ذزو فلسفة وجودية تـملية تحس كأنه يتحدث عنك
لغة قوية جدا ونقية وعميقة وعامرة الدوال بالمعنى
يستحق هذا النص الوقوف عنده طويلا واستحق بالفعل الواجهة
دمت مبدعا الأستاذ ألبير
أحيانًا لا تكون الحياة إلاّ سلسلة متقطّعة من مفترقات طرق
وقد يكون الحلم أقرب من الغفوة
نصّ شاعري هادئ شجي بموسيقى تتسلّل كما الماء ذات ظمأ
انحناءة للغتكم الرائقة وأدائكم المريح للمتلقي
كلّ البيلسان