رقص الفراشات
كنت أراه مايزال في عقده اليافع شاباً طويل القامة، يرتدي ملابس الحياء على الدوام، وكانت تغريداته تملاً صدري المهموم على الدوام، تابعت نظراته التي صادفتني ذات ليلة صيفية، أحياها همسه بين فضاءات النجوم، وضياء القمر. شاركني رقص الفراشات، وشاركته حلمه الجميل في بناء قصيدة اغتالتها نظرات عابثة، دونت بأناملها عجز قلبينا فانفردنا ببكائية ذات قهر خاص. سافر صديقي بها وطرت بها إلى عالم بعيد اِسمه هو، ولم نلتق! إلا بعد انفراج وعشرون يأس، وحضنتنا الأشواق وحملتنا أجنحة الألم وهبطنا منزلة البؤساء! لم نزل أصدقاء، ولم تزل كأسه بين يدي أرشف منها بؤسي وعجزي وحزني. ولم تزل الأيام صانعة القرار. ولم أزل تلك الفراشة الحالمة التي أودعته سرها، وغفت بين أهدابه.. في غمرة اِنشغالي بوعدي له داهمت كتائب حروفه أسوار مملكتي، واستوطنت مآزق شوارعي أرتال من الحشود المدعمة قوافي، اصطفت تحاجيني..كانت أسواري عتيدة سقطت عندها أحلام عناوينهم ومرت مئات الأيام ومازالت عند اولى العناوين تهديني مفاعيل العشق وفعول الهيام، وصديقي بحارٌ اودعته عيوني، ووعدني بأن لاينام.تسللت حصار عيونه، وغادرت على عجل من بين أوراق مدينته التي وعدتها الصلاة، وتشبثت بمملكتي التي عشقها لأجل أن أنام، فكان وعد البيارق، دوى رعد صوت احببته قطرات، كما أحبه هو، أو ربما أكثر.غسل المطر اجنحة الفراشة التائهة، وعمد هو طهر محبتها بوفائه على مدى الأيام!
الله يا عروبة
للأحجية هنا رموز تتدلى بخيوط لا مرئية
مشاهد نابضة في لوحة متوهّجة.. تسبي الأحداق بأنينها
أعدت القراءة مرات لأشبع نهم ذائقتي من جمالك
إنحناءة مغموسة في بهاءات الأمكنة
.
.
الأستاذة عروبة
رقص الفرشات : خاطرة جميلة فيها من المعاني السامية
ما ينم عن حميمية التوافق والإنصهار في برزخ الأرواح
النقية المتطهرة بمياه الحب والمطر .
تحية تليق . ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه