ذكراك قد تركت في شعرنا أثرا *** فقد أتيت بشيء جاء مبتكرا وقفت وقفة أبطال معبرة *** ففاح منها شذا الاخلاص منتشرا نهضت مثل أسود الغاب محتسبا *** رضا الاله وفيها كنت مقتدرا لمّا رأيت فلول الشرك قد رسمت *** معالم البؤس تعلي بيننا الشررا من زمرة دخلت في الدين مرغمة *** لم تتعظ فبدا ذا فكرهم أشرا أردت اصلاح ما في القلب من عفن *** وما وجدناك ذاك اليوم معتذرا نفضت ما في عيون القوم من غُبُر *** لكنّ أحقادهم قد أعمت البصرا وقد تلمست في القرآن مخبرهم *** سدّت منافذه الأخبار والقدرا ان كان قتلك قد أشفى غليلهم *** ويل لهم جعلوها مأزقا وعرا فضاقت الأرض من رجس ومن دنس *** واستوعبت ما جرى حتى روت صورا يا أربعين شهيد قد بدا بطلا *** رسمت ملحمة فيها الخنا دُثرا عالجت جرح حضارات به ابتليت *** فكنت بلسمها اذ أفرح العصرا منك الشعاع يوافينا بمحنتنا *** من كوّة أنت فيها كنت منتصرا فكان عونا لنا في كل معترك *** به وجدنا ضفافا يرسم الظفرا يا سبط طه لك الأيام شاهدة *** تمضي السنون ويبقى ذكركم عطرا في كل عام نرى ذكراكم سمقت *** بها وجدنا سمو الفكر والعبرا