الفتاة والصنارة العجيبة

الفتاة والصنارة العجيبة...

توفي جميع أفراد عائلتها جراء مرض نادر أصابهم، أما هي فقد كانت الناجية الوحيدة لم تصب سوى بإصابات طفيفة
كتبت لها الحياة ،جلست أيامًا حزينة على فراق عائلتها ،ثم أشتد عليها الجوع فلم تجد أمامها سوى صنارتها
أخذت تحيك الثياب ،وتبيعها، وتشتري قوت يومها، رأها أحد ذوي النفوس الضعيفة ،وطمع فيها، وأخذ يؤذيها ،هذا يجرحها
وأخر يشتمها ،وهكذا لم تسلم من أذاهم فقررت أن تبيع البيت، وتشتري بقيمته صوف ،وطعام يعينها على صعوبة الحياة
قررت أن تعيش في الجبل ،حتى تضمن أن لايؤذيها أحد ،شعرت بالوحدة، وبالغربة ،ولم تجد أحدًا يقف إلى جانبها عندما أحتاجت
إلى المساعدة فأختارت أن تعيش بمفردها، وصعدت الى الجبل مر الأسبوع الأول شديًدا عليها ،فكانت تشعر بالوحدة والظلمة
كانت تشغل وقتها بحياكة الثياب ثم تذهب إلى القرية كي تبيع ما تصنع، وتشتري قوت يومها، وهكذا كانت كلما
شعرت بالوحدة تحدثت إلى صنارتها ويخيل إليها أنها تحادثها تعلقت بصنارتها، وأحبتها ،وأصبحت هي بالنسبة إليها
كأنها صديق حميم، كانت دائمة التحدث مع صنارتها ،وفي يوم من الأيام حدث شيء عجيب ،صدر من صنارتها وميض ذهبي
وظهر لها فم ،وعينان ،وأخذت تحدثها كما لو كانت صناره سحرية ،ذهلت الفتاة
وقالت : حقًا أنتي تتحدثين فعلاً كنت أظن ذلك
ولم أصدقه يومًا.
قالت :أجل أنا كنت أسمعك وأتحدث معك في خيالك ،أما اليوم فأنا أتحدث معك حقيقة ،وأعلم كل ماحدث لك
بكت الفتاة، وقبلت صنارتها ،وقالت لها عديني أن لا تتركيني وحيدة مهما حدث .
قالت: أعدك ياعزيزتي ،لن أتركك ماحييت نامت الفتاة،وعندما استيقظت ،وجدت نفسها في قصر فخم ،وحولها خدم
وتطل على حديقة غناء والتفتت حولها وجدت شاب وسيم ملقى على الأرض نائم ،أعتقدت أنه حلم ولم تصدق
أنه واقع ،صرخت على الفتى
وقالت :ويحك من أنت ماذا تفعل هنا ؟
قال: إيلين ماذا دهاك ألم تعرفيني؟
أنا صنارتك العجيبة أتيت بك إلى هذا القصر البهي
إيلين هل تقبلين الزواج بي ؟
قالت :كيف اتأكد أنك صنارتي ؟
قال :أنا كنت أملك خدش بسيط في الأعلى، عندما كنت صنارة، أنظري إلى ساعدي موجود ذاك الخدش ،رأته وتأملت عيناه
وقالت :حقا أنت صنارتي العجيبة التي أحببتها دهرًا
قال :أنا أملك قوة سحرية، وهذا القصر ملكك ،وكذلك الحديقة، أريدك أن تنعمي، وتنسي حياة الحرمان، وكرر طلبه ،وعرض الزواج ،خجلت إيلين من كرمه ووافقت على الفور، وعاشا في سعادة ووئام ،وذاقت إيلين طعم الفرح الذي نسيته من سنين ،وأصبحت الملكة على مملكتها السحرية، التي أصبحت تقطن فيها إلى الأبد.