أيّها العام..
ألم أخبرك ألّا تبعث في جيوب أيّامك حزنا؟
ألم أوصيك ألّا تفتح قوارير أحلامي لتتطاير مع رياح الغربة؟
ماذا لو تركت الحبّ يصطاد الأمل من بين عيون الزّمن..
الذي خبّأه في الأحداق من غيرة الحزن وثرثرة الوهم؟
أنظر لأعوام الرّبيع التي كانت هنا يوماً...
تمتطي السّعادة فيفيض منها على القلب أزهار الشّوق. .
وتتفتّح بين الضّلوع أخاديد الورد..وتتبسّم أفواه العصافير للحظة اللقاء..
أيّها العام..
ولأنّك أتيت تحمل من الحكايا ما أنقّب به بين طيّاتها المواويل..
وأقتنص فريسة لي من الحكايا العبقة..وأغيّر عنوان بريدك المرسل...
لأمسح عن وجه وطني وشاح الكآبة..
سأراوغ تمتماتك المبهمة ..
وأفكّك شيفرة الوجع..
وأكسر طلاسم العقوق التي عقدتها في جبينك..
حينها لن تقدر على طاقتي ولن تكسر إرادتي..
لأنها باختصار ...
قد شربت من أوردة هويّتي..
وارتوت من جنسيّتي..
التي لن يمحوها التاريخ ولو جئت لنا بألف عام....
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية