انتهى من كتابة قصته الأخيرة ، في اليوم التالي أعاد قراءتها ، صحح الأخطاء اللغوية والنحوية للصفحة الأولى ثم أضاف وحذف ، انتقل إلى الصفحة الثانية فالثالثة ، قرأ قصته للمرة الأخيرة بعد الحذف والإضافة ، رفع رأسه إلى الأعلى وحدّق بسقف الغرفة ، استرخى على مقعده ، أشعل سيجارة وسحب نفسا ً قويا ً، نفث الدخان على المنضدة ، تناول القصة ومزقها بعصبية ثم أخذ قصاصة منها وكتب على ظهرها ..
باختصار .. أهم ما يعجبني بنفسي أنني أكرر محاولات انتحاري بين فترة وأخرى.
إثـــــــارة
قال لأمه التي كانت تحدق بالفراغ منذ أكثر من ساعة :
- أماه .. سأضع في عينيك ماء بقطرة العين هذه للمزاح ، ومثّلي أن تبكي لنرَ ردود فعل العائلة .
أذعنت ْ الأم لطلب الأبن ، كان ذلك قبل عشرين سنة ، منذ تلك اللحظة المازحة حتى الآن ودموعها تنهمر حتى صارت مدرسة للبكاء ...
حيـــــرة
ثلاثة تمنّوا التفريط بأعمارهم ، انتحر الأول ، فأقيم له نصب تذكاري ضخم في وسط المدينة ، انتحر الثاني بمناسبة مرور سنة على انتحار صديقه فأحرقت جثته البلدية ورمته في النهر ، احتار الثالث بين الموت والإنتحار ، فاختار الموت نكاية بالحياة..