تطبيقات الهواتف الذكية تتعرض لهجمات القرصنة

في بداية العام 2009 أطلقت "سيتي غروب" تطبيقات بنكية جديدة، يمكن استخدامها على هواتف الأي فون، وهي تطبيقات تسمح لمستخدمي هذا النوع من الهواتف مراجعة أرصدتهم البنكية ودفع الفواتير. لكن وبسبب ضعف هذه التطبيقات، كاد الأمر أن يؤدي إلى قرصنة الحسابات البنكية لنحو 118000 مشترك قاموا بتحميل الخدمة.
ولهذه القصة نهاية سعيدة، إذ اكتشفت "سيتي غروب" العيوب الأمنية للتطبيقات في منتصف العام 2009، وقبل أن يتمكن المقرصنون من العبث بأرصدة المشتركين، مما أدى إلى حمايتها من الاختراق وخسارة الأموال.
ويؤكد الخبراء على ضرورة الحذر من هذه القصة؛ لأن المقرصنين قد يكونون أسرع من المبرمجين في اكتشاف العثرات الأمنية.
خبير التكنولوجيا تشارلي ميلر يقول "المقرصنون يسعون دائما إلى المال وهم سيستهدفون الهواتف النقالة، ويخففون حركتهم على أجهزة الحاسوب نوعا ما".
وبالرغم من أن عدد الهجمات على أجهزة الخلوي ما تزال قليلة، إلا أن خبراء التكنولوجيا يكتشفون في اليوم، مئات الاختراقات من قبل المقرصنين على أجهزة الحاسوب، بينما وصل عدد الاختراقات على أجهزة الخلوي نحو 67 اختراقا فقط في العام 2010، بحسب مطور شبكات المن للبرمجة الحاسوبية شون سوليفان.
ويقول "رغم أن العدد قليل نسبيا، لكنه ضعف ما كان عليه العام الماضي، والأجهزة الخلوية أصبحت تتحول إلى هدف للمقرصنين من دون أدنى شك".
ويتوقع المحلل التكنولوجي مورغان ستانلي أن تتجاوز مبيعات الأجهزة الخلوية الذكية أجهزة الحاسوب والنتبوك، ويتوقع أيضا أن تنهار أسواق أجهزة الحاسوب في العام 2012.
وهذه الأرقام تعني أن الأجهزة الخلوية ستقع من دون أدنى شك ضحية المالوير، وهذا يعني أيضا أن الشركات التي تصمم برامج لحماية الأجهزة من العبث ستجني أرباحا طائلة، ويتوقع المحلل التكنولوجي جيف ويلسون أن تزداد العائدات العالمية لبرامج حماية أجهزة الهواتف الذكية من 219 مليون دولار أميركي العام الماضي إلى نحو 1.4 بليون دولار أميركي في العام 2013.
كما يتوقع المحللون أن تركز شركات البرمجة تلك، على برامج غوغل للأجهزة الخلوية الاندرويد، وهي من أكثر الأنظمة التشغيلية للأجهزة الخلوية نموا في السوق وستكون أكثرها عرضة للهجمات، كما يؤكد مدير شركة مكافي للحماية ديفيد غولدشلاغ.
وعلى العكس مما تقوم به شركة ابل في تفقد التطبيقات من أية عثرات أمنية قبل تحميلها من قبل الزبائن، إلا أن غوغل لا تقوم بذلك بحسب ميلر. ولكن غوغل ستقوم بالرد على استفسارت صحيفة بزنس ويك، والرد أيضا على هذا التصريح.
وهذا يسهل على المقرصنين عملهم في ابتداع برامج تهاجم وتتجسس على الأجهزة الخلوية غير الآمنة من دون أخذ الإذن، وفي تموز (يوليو) الماضي اكتشفت الشركة الأمنية الصينية NetQin اختراقا في إحدى تطبيقات الاندرويد، يستطيع من خلاله المقرصنون الوصول إلى معلومات حساسة حول مستخدم الهاتف.
فيما قام مقرصنون آخرون، بتصميم برامج وتطبيقات وبثها في الأجهزة الخلوية، وتجعل هذه البرامج الهاتف يتصل تلقائيا ومن دون معرفة المستخدم وبأرقام دولية باهظة التكاليف، مما يجعل فاتورته في نهاية الشهر ضخمة.
ويقدر خبراء في شركة "اس موبايل سيستم"، والتي تطور برامج مكافحة الفيروسات للهواتف الذكية، أن 2 % من تطبيقات الاندرويد قادرة على إرسال رسائل نصية من دون معرفة المستخدم، في حين أن 5 % منها يمكنها طلب رقم من دون إذن من المستخدم.
وبالرغم من هذه الإحصائيات، إلا أن العديد من المستهلكين لا يرون أن برامج الأمن على أجهزة الهاتف تعد أمرا أساسيا كما هو الحال على جهاز الكمبيوتر. فهم على استعداد لدفع ثمن خدمات أمنية أخرى للهاتف غير برامج الحماية مثل؛ النسخ الاحتياطي للبيانات أو برامج لتحديد موقع الهاتف الذي فقد، ومع ذلك أصبح التنافس بين شركات برامج الحماية في الأسواق كبير.
ولتمييز عروضهم، تقوم شركات الأمن بربط حزمة البرامج الخاصة بمكافحة الفيروسات بخدمات أخرى يرغبها المستهلك. ففي تموز (يوليو) الماضي استحوذت شركة مكافي tenCube، التي تدير خدمة تساعد على تحديد موقع الهواتف المفقودة باستخدام نظام تحديد المواقع للجهاز. في حين قامت شركة "سيمانتيك" بتحديث برنامج مكافحة الفيروسات للأي فون والاندرويد، بربطها مع أدوات لمحو البيانات عن الأجهزة الخلوية التي تفقد. كما قامت شركة "اس موبايل سيستم" بتحديث برنامج مكافحة الفيروسات وتضمين بيانات لمسح البرامج والبيانات من الهواتف المفقودة.
وهنالك شركة جديدة ظهرت في سان فرانسيسكو تحت اسم "احذر" قامت بتأسيس قاعدة بيانات لأكثر من مليون تطبيق من تطبيقات الهواتف الذكية. وتستخدم الشركة هذه المعلومات للكشف عن التهديدات الجديدة، ومنع التطبيقات التي يحتمل أن تكون ضارة. وتقدم الشركة خدمات تشمل أيضا الحفظ الاحتياطي للبيانات والقدرة على محو البيانات عن بعد، وتستخدم من قبل أكثر من 2 مليون شخص.
المدير التنفيذي للشركة التي جمعت أكثر من 11 مليون دولار في رأس مالها الاستثماري هيرينغ جون يقول إن مستقبل شركات حماية الأجهزة الخلوية مشرق ومليء بالربح. وخلاصة القول، إن حماية الهواتف الذكية ضد البرمجيات الخبيثة يتوقع أن تصبح تجارة كبرى رائجة ومربحة.
عن موقع: Business week
عن جريدة الغد