آخر 10 مشاركات
خواطر تائهة: ما عدت أرى للشمس أناشيد (الكاتـب : - )           »          .. يا ساقيَ السدرةِ اسْقِ القلب رضوانا ……….. (الكاتـب : - )           »          إلى ربّة الحرف الجيل ... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          فوضى في المدى (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          امرأة من قطران (الكاتـب : - )           »          باتا (الكاتـب : - )           »          مشهد مؤلم ومبكى جدا (الكاتـب : - )           »          في صندوق النسيان .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
تواتيت نصرالدين من أنوار الجمعة وقبساتها : جمعتكم مباركة وطيبة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال **طابت أيامكم بالخير والهناء**** عوض بديوي من من النبع : جمعتكم طيبة مباركة مقبولة مرفوعة بإذن الله، آل النبع الرام************ محبتي و الود هديل الدليمي من قلبي : كل عام وأنتم بألف خير وعافية،، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والأمان والنصر والتحرير ومَنّ علينا بالعيش الكريم

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-21-2010, 12:50 AM   رقم المشاركة : 1
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي أين شبابي

1
دأب السيد عباس المراكشي منذ أسبوع ـ والذي سيطفئ شمعته 65 بعد خمسة أسابيع من الآن ـ على التوجه صبيحة كل يوم إلى شاطئ البحر للاستمتاع بالمنظر الأخاذ للأمواج التي تموت على شاطئ البحر . يجلس على الرمال الذهبية و يأخذه تفكيره في ما مر عليه من أحداث في الآونة الأخيرة و ما آلت إليه حياته.
قصة السيد عباس تشهد بدايتها منذ ما يقرب من ثمانية و ثلاثين سنة خلت.
في صيف سنة 1971 ، قرر عباس و صديقه جواد العايدي تمضية العطلة الصيفية في مدينة طنجة شمال المغرب. وضع عباس ملابسه و كل مستلزماته في حقيبة و ودّع والديه و أخته بشرى التي تصغره بحوالي ستة سنوات.
ركب عباس و صديقه جواد القطار المتوجه إلى طنجة... ولكن القطار لم يصل قط إلى طنجة.
انحرف القطار عن سكته الحديدية و هوى في أحد الوديان. توفي ستة عشر شخصا جراء الحادث الأليم الذي أذيع خبره في كافة وكالات الأنباء المغربية و الدولية و تناقلته كل الإذاعات و محطات التلفزة و الجرائد المحلية و العالمية.
كان من بين ضحايا هذا الحادث الأليم جواد العايدي الذي لقي حتفه . أما عباس بطل هذه القصة ، فقد أصيب إصابة بليغة في رأسه استلزمت نقله بواسطة طائرة مروحية إلى أحد مستشفيات الرباط المتخصص في جراحة الأعصاب و الدماغ حيث أمضى أربعة أيام في غرفة الإنعاش و هو في غيبوبة.
2
أحس عباس أن جفونه تزن أطنانا و لن يستطيع فتحها ثانية. و لكن ، و ببطء شديد ، أستطاع أخيرا أن يرى ما يحيط به. انه موجود في غرفة بمستشفى كما توقع. و أول ما رآه هو ممرضة في ثيابها البيضاء تتقدم منه و ابتسامة مرسومة على شفتيها. سألته : " الحمد لله على السلامة يا سيد عباس. كيف تشعر الآن ؟ "
أجابها عباس بإيماءة من رأسه قبل أن يقول : " أين والداي ؟ "
استغربت الممرضة السؤال و لكنها أجابته : " عائلتك كلها موجودة خارج الغرفة. سأنادي عليها. "
خرجت الممرضة من الغرفة و دخل عوضا عنها سيدة شارفت الستين من العمر مصحوبة بشابين في الثلاثينات من العمر، أحدهما يحمل بين ذراعيه فتاة في الثالثة من العمر.
تقدمت السيدة من عباس قائلة : " الحمد لله على السلامة يا زوجي العزيز. لقد خشينا أن يصيبك مكروه "
صعق عباس لسماع كلمة " زوجي العزيز " و أجاب : " أي زوج تقصدين؟ لابد أن هناك خطأ في الموضوع "
تقدم الشاب الذي يحمل الطفلة بين ذراعيه و قال مخاطبا عباس : " ألا تعرف زوجتك يا أبي ؟ أنا ابنك البكر جلال. و هذه حفيدتك شيماء . "
اعتقد عباس لوهلة أنه عرضة لمقلب الكاميرا الخفية الذي دأبت على تقديمه التلفزة الوطنية . ولكنه تأكد أن ليس هناك مقلب و لا كاميرات حين تقدمت من سريره سيدة في أواخر الخمسينات من عمرها . تفحص ملامحها جيدا و فتح فاه غير مصدق لما رأى : للسيدة ملامح أخته الصغرى بشرى و لكن مع زيادة تجاعيد غطت وجهها.
اقتربت السيدة من عباس و أخذت يده في كلتا يديها و هي تقول : " الحمد لله على سلامتك يا أخي عباس.... لقد وقعت من على سلم وأنت تحاول إصلاح مصباح . ويبدو انك استرجعت ذاكرتك "
حدّق عباس في بشرى غير مستوعب ما تقول. ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي بشرى قبل أن تشرح كلامها : " لقد فقدت الذاكرة منذ حادثة القطار المروع. أتذكره؟....لقد فقدت الذاكرة لمدة ثمانية و ثلاثين سنة.... و الأشخاص الماثلون أمامك هم زوجتك زينب و أبنائك مصطفى و جلال و حفيدتك شيماء. إننا في سنة 2009 و ليس في سنة 1971 كما تظن. "
صعق عباس بالخبر و أغمي عليه من هول الصدمة.
3
عانق السيد عباس المراكشي بنظراته البحر و أخذ يفكر : " كيف يمكنني العيش في هذا الجسد الكهل و روحي و عقلي و أحاسيسي كلها تتمتع بالشباب؟؟ كيف سأحقق طموحاتي و أحلامي و أمنياتي و هذا الجسد يحول بيني وبين الاستمتاع بالحياة؟؟ كيف يمكنني الاستمرار في العيش و زوجتي و أبنائي غرباء عني لا أعرفهم؟؟ لقد كنت في ريعان الشباب حين وقوع الحادثة و حين فتحت عيني وجدت نفسي كهلا لم استمتع بالحياة؟؟"
طرح السيد عباس هذه الأسئلة على نفسه دون أن يجد إجابة مقنعة. و كان آخر ما فكر فيه هو : و تستمر الحياة بالرغم من كل شيء.
أقنع نفسه بالكف عن طرح أسئلة دون إجابات و إلا فقد عقله. كما أقنع نفسه أنه يجب الاستمتاع بما تبقى له من حياة بعدما فقد شبابه.
و عاد السيد عباس أدراجه إلى بيته ، إلى حياته الجديدة.
النهاية






  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:03 AM   رقم المشاركة : 2
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أين شبابي

الأستاذ عبد الكريم وحمان
مرحبا وأهلا بك هنا
نورت النبع
نصك جميل ومؤثر
سلمت يداك
تقديري












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:26 AM   رقم المشاركة : 3
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أين شبابي

تعجبني هذه الأحداث التي تثير الدهشة والاستغراب عندي

نص جميل والأجمل ما فيه أن لغته سليمة وإملاؤه صحيح

أما شروط القصة وطريقة السرد فهذا لا خبرة لي فيه

نورت النبع فأهلا بك في عائلتك بين أخواتك وإخوانك

تحياتي ومودتي












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:36 AM   رقم المشاركة : 4
نبعي
 
الصورة الرمزية يسرا القيسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :يسرا القيسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فجر حب آتٍ
0 حياتي قدري
0 تشريف أم تكليف ؟

افتراضي رد: أين شبابي

عبد الكريم وحمان..
طابت أيامك بالخير .. أعجبت جدآ بنصك المختلف .. أهلا وسهلا بك في نبع العطاء والابداع الحقيقي .. تقبل تحياتي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:44 PM   رقم المشاركة : 5
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أين شبابي

الأستاذة سولاف هلال
شكرا أولا لترحيبك بي في المنتدى
وشكرا على التعليق حول نصي خصوصا أنه تعليق آت من مبدعة أعجبت بكتاباتها
شكرا جزيلا لك و أتمنى ان أبقى عند حسن الظن







  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:47 PM   رقم المشاركة : 6
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أين شبابي

الأستاذ الفاضل عبدالرسول معله
شكرا لترحيبك بي في المنتدى
لا أخفيك انني أيضا معجب بهذه النوعية من النصوص التي تثير الدهشة و التي تتطرق لأحداث غير اعتيادية. و أحاول من حين لآخر أن أحدو حدو مجموعة من الكتاب العالميين الكبار الذي سبقوني في هذا الدرب و ً أناروا ً لنا الطريق نحن الجيل الجديد
كل الود و التقدير







  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 02:49 PM   رقم المشاركة : 7
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أين شبابي

الأستاذة يسرا القيسي
شكرا لترحيبك
وشكرا لتعليقك المشجع لي
كل الود و التقدير







  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2010, 10:24 PM   رقم المشاركة : 8
أديب
 
الصورة الرمزية عبد الحميد دشو





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الحميد دشو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أين شبابي

الأخ الأديب عبد الكريم وحمان :
نص مؤثر و يفصل بين مرحلتين متباعدتين
بسبب فقدان الذاكرة
أجدت يا أخي في إيصال الفكرة
مودتي







  رد مع اقتباس
قديم 03-22-2010, 01:26 PM   رقم المشاركة : 9
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: أين شبابي

الأخ الأستاذ الأديب عبدالحميد دشو
شكرا على كلماتك و تقبل مودتي







  رد مع اقتباس
قديم 03-22-2010, 01:31 PM   رقم المشاركة : 10
أديبة
 
الصورة الرمزية رائدة زقوت





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رائدة زقوت غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أين شبابي

الأستاذ عبد الكريم وحمان
أهلا وسهلا بك في النبع
نص جميل ومؤثر يلعب على وتر الضغط النفسي الذي تعرض له البطل بسبب حادث لم يكن له
فيه يد إلا أنه وجد نفسه يحمل روح شاب وجسد كهل
ننتظر المزيد من إبداعك
تحياتي وتقديري







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::