دللول يالولد يبني / اعداد ابو عمار الربيعي
----------------------------------------
يقال أن أمرأة ولدت ابن ومن عادات نساء بغداد قديما كما نعلم أن تذهب النفساء بعد مرور اسبوع الى الحمام العمومي المخصص للنساء .
لم يفت أم هذا الطفل ذو الاسبوع من عمره أن تذهب الى الحمام العمومي ( أو حمام السوق كما نسميه ) ولكن المشكلة هي انها وحيدة في البيت ولم تكن هناك بديلة عنها للعناية بالطفل اثناء ذهابها ، ولكنها فكرت وعزمت على الذهاب وتترك أبنها وحيدا في مهده بعد أن ترضعه وتنومه ، أرضعت أبنها وأضجعته في مهده وقفلت ابواب البيت وذهبت الى الحمام للسبح والانتعاش بعد معاناة الولادة ، رجعت الى البيت على عجل بعد استحمامها وقريبا من باب الدار لم تسمع صوت لطفلها فحمدت الله لأنه لم يستيقض ، بعد ان فتحت باب الدار سمعت صوت نسائي قادم من غرفة أبنها يترنم بأشعار عراقية شعبية تقول فيها ::::
*******
دللول يالولد يبني ***دللول
لا لي دويس وأرضعك *&*
ولا لي أيدين وأرفعك *&*
ولا لي رجلين وأدفعك *&*
وأخاف أبوسنك ولدغك *&*
وتزعل عليه جويرتي *&*
دللول يالولد يبني دللول *&*
تفاجأت المرأة بالصوت فأسرعت الى الغرفة فرأت ( الحية ) واقفة على ذيلها وطرف المهد مثبت الى رأسها وهي تترنم بهذه الابيات ولكنها ما أن رأت أم الطفل اسرعت وأختبأت في أحد الثقوب في جدران المنزل ، تعجبت الام مما رأت وأخبرت زوجها فقال ::::: لأتأذين هاي الحية لأنها حية بيت ومن هذا نستدل ان دللول لها قصة نستنبط منها الرقة والمحبة والحنان ....
ودللول من الموروث الشعبي والتراث العراقي العظيم وهي ترنيمة او اغنية ترددها كل أم عراقية بطريقة النعي في بلاد الرافدين ( ارض السواد ) لكي ينام رضيعها بين ذراعيها وعلى حضنها بآمان الله وحفظه ورعايته الكريمة.
ويعتبرها بعض النقادبانها احدى الإسقاطات الإجتماعية والسياسية للمجتمع العراقي ، فهي ارتبطت بآلام العراقية ومايحويه قلبها من فيض الاحزان و الحنان والأحساسيس والعواطف السامية والجياشة تجاه أبنائها .
إن أشهر ترنيمة أطفال تغنيها الامهات في العراق - في الوسط و الجنوب - هي ترنيمة دللول ،
وفي الكردية لايه لايه لايه،
وغالبا ما تردد الام العراقية حين تهد هد طفلها ترنيمتها الشهيرة دللول يالولد يابني دللول ،
والام الكردية تردد ترنيمتها الشهيرة لايه لايه لايه رولي شيرينم لايه ،
واشتهرت تنويعات غنائية كثيرة على هاتين الترنيمتين ،
واذا نظرنا في اصولهما فسنجد ان دللول تشترك مع جذر الكلمة الكردية دل ،
وتعني القلب ،
ومقابل هذه الترنيمة لدينا في اللهجة البهدينانية اللازمة الغنائية الشهيرة دلو دلو ...
وهي في نفس المعنى، القلب ،
كما وتشترك مع اللهجة الكردية اللورية والفيلية في تعبير- للو - التي تستخدم بمعنى نم للطفل
وتستخدم في عبارة – للو بكه – بمعنى نم وتقال للاطفال فقط بصيغة الامر ،
ودخلت كلمة دل في الغناء العراقي العربي بشكل واسع ،
ففي المقامات العراقية تتردد كلمة دلم – قلبي – في افتتاحية المقام – التحرير –
ويحدث فيها احيانا تحوير ملائم للمقام او الغناء مثل دلي دلي ،
وهي بالوانها تنويع على كلمة دل الكردية .
تعد ترانيم الاطفال من أعذب الاغاني التي أبدعت في صياغتها النساء في مختلف العصور والازمان والبلدان،
فمنذ اول يوم احتضنت فيه الام طفلها وهي تناغيه وتهدهده وتغني له ،
ومن أشهر الترانيم تلك التي تغنيها الام وتترنم بها كي تبعث في صغيرها الهدوء والسكينة لينام مرتاحا سعيدا ،
ولذلك كانت الترانيم تحفل بالكلمات الجميلة الخفيفة،
التي تعيدها الام وتتغنى بها بلحن خفيف هادئ تساعد الطفل على النعاس والنوم .
وغالبا ما كانت الاغاني تعبر عن الحالة النفسية للأم ،
والوضع الاجتماعي والعائلي الذي تعيشه في تلك اللحظة التي تترنم فيها بالاغاني،
فجاءت بعضها تحمل أحزان الامهات اللواتي تعرضن الى مصاعب حياتية أو عائلية ،
لذلك كانت بعض الترانيم حزينة ، تشكو فيها الام من زوج أو من زمان جائر أو من غياب الاب ... الخ.
وعلى مر العصور وفي جميع الثقافات ، والحياة الارستقراطية في المجتمعات الحديثة ،
أبعدت الام عن طفلها، لذلك غالبا ما كانت النساء العجائز والبنات يتولين تربية الاطفال،
وهن اللواتي كن يغنين لهم .
وتتميز كذلك بعدد محدود من الالحان تؤازر الشعر في تهدئة الطفل من خلال التكرار كي ينام ،
وفي معظم الترنيمات ـ اغاني الاطفال ـ
توجد لازمة تشبه الصدى تساعد على النوم فمثلا في الايطالية Ninna Nanna
وفي البرتغالية Nana Nana وفي الاسبانية Nana وفي العربية نم نم ،
وفي العبرية نومي نومي وفي اللاتينية إيا إيا
وفي الالمانية ليا بو بيا Iya po pyaوفي الروسية بايو باي
وفي الانجليزية لولا لولا ، وفي الكردية لايه لايه لايه ،
وفي الاستونية كووس كووس كاليكي وفي العراقية دللول ،
كما نجد في لازمة الاغاني او الترانيم ، النغم الذي يساعد الاغنية في بث الراحة والهدوء لدى الطفل لينام.
ونلاحظ تشابه بعض اللغات في ترانيمها مثلا تقارب العربية و العبرية في لازمة نم ، ونومي ،
وذلك لجذر اللغتين المشترك ، وكذلك تقارب الترنيمة الانجليزية Lulla Lulla مع الترنيمة الكردية لايه لايه ،
وذلك لجذرهما المشترك ،
فليس غريبا ان يذهب العلامة البريطاني ويدل الى ان سبعين بالمائة من المفردات الانجليزية من اصل سومري
ـــــــــــــــ
دللول*&*يالولد يابني دللول
عدوك عليل & وساكن الجول
الليلة اموت الليلة اخر ليلة***
الغيم مد ايده على راسي
والمطر شد حيله*&*
الليلة قطرات العمر
ناكوط حب سهران*&*
يمة دخيلج اترجاج
ضميني بسواد الشيب*&
يا مطريا سيل اخذوني
على نهران الحبيب*&
بلكي اصادف صورته &
شي باقي منه اثر**
جد معنا الرمل واشكيله&
وانزل عيوني براحته**
وهي العيون معلمةشتبجيله&
ياطيور الليل**
اخذوني على ناسي**
اللي يموت يشوف؛؛يسمع؛؛يلتفت*&
ينكسر كلبه ويعرف اللي يبجيله*&*
اتمنى
وعادةاللي يموت يتمنى ويجيله*&
انا اتمنى الشتا وحضن الحبيب**
وسيف كاتلني قبل هالليلة*&*
دللول يالولد يابني دللول؛؛؛
عدوك عليل*&* وساكن الجول
----------------------------