كيف يستمتع الأطفال بالتسوّق؟.

يفكر الآباء في اصطحاب الأطفال في بعض المهام اليومية لسبب قد يكون الرغبة في تعليمهم أو الخطورة إبقائهم في المنزل حتى لو لدقائق معدودات أو لأي سبب آخر.
إنك في كلِّ مرة تصطحب طفلك إلى السوق التجاري، ينتهي بك المطاف إلى الخروج بسرعة من دون شراء ما تحتاج إليه كله، بسبب صراخه أو بكائه..فهو يكره فترة التسوُّق ويبدأ في إثارة الأزمات ما أن يدخل المتجر محولاً مشوارك إلى رحلة جهنمية.
من المعروف أن الطفل يحب اللعب، وبالتالي فإن التسوق بمعناه المجرّد عمل ممل للطفل ما لم يكن له فيه اهتمام خاص به.
لحل مشاكل الأطفال خلال وقت التسوق يمكن مثلا أن تطلب من ابنك أن يؤدي دور التحري ليفتش عن أشياء تريدها ولم تجدها، ويمكنك أن تطلب منه البحث عن ألوان أو أشكال معيَّنة موجودة في الرفوف..بهذه الطريقة سيمضي الوقت دون أن يشعر طفلك بالملل، وسيتعلم الألوان والأشكال أيضاً.
وإذا كان السوق التجاري الذي ترتاده مملاً بالنسبة لطفلك، اذهب إلى آخر فيه تجهيزات خاصة بالأولاد، مثل سيارات التسوُّق أو ركن خاص بالصغار أو حتى حضانة مؤقتة..هذه الأمور ستجعل طفلك يتوق إلى الذهاب معك إلى التسوق.
كثير من الأطفال يكرهون فترة التسوُّق لشعورهم أنّهم مهملون ولا أحد يوليهم اهتماماً خاصا..حاول أن تغرق طفلك بالمديح إذا تصرف بتهذيب وكان لطيفا، وتوقف من حين إلى آخر واغمره بيديك، أو العب معه لعبة بسيطة ليشعر بأنّك إلى جانبه وبأنّك تهتم بأمره.
كذلك يمكنك أن تحتفظ دائماً ببعض الألعاب التي لم يرها من قبل، أو التي نادراً ما يراها في حقيبة التسوُّق وعندما تصل إلى السوق التجاري قدم له لعبة فهي ستشغله عنك أثناء التسوُّق وتلهيه.
ولحل مشكلة ملل الأطفال خلال التسوّق وبكاءهم يمكنك أن تطلب منه أن يساعدك..إحدى الأمهات اعتمدت طريقة متميزة لجعل ابنتها تستمتع بالتسوُّق معها..فقد قامت بقص صور الأشياء التي تشتريها عادة مثل الحليب والفاكهة والخضار والبسكويت ثم ألصقتها على بطاقات خاصة ودونت عليها الاسم، بعدها قامت بترتيبها لتشكِّل كتيباً صغيراً وأعطته لها..وأثناء التسوُّق طلبت من طفلتها أن تعثر على الأشياء الموجودة في الكتيب..هذا الأسلوب سيشغل الطفل حتماً ويساعده على تطوير مفرداته.
وغالباً ما يتسوق الأهل في أوقات لا تلائم الأطفال، مثل موعد الغداء أو موعد قيلولتهم أو في المساء عند اقتراب موعد النوم.
حاول أن تتسوق عندما يكون طفلك مرتاحاً، يمكنك أن تصطحبه إلى السوق التجاري بعد أن تتأكد من أنّه غير جائع ولا يشعر بالنعاس.
إحدى الأمهات وجدت أنّ أفضل حل لضمان عدم انزعاج طفلها في السوق التجاري هو التسوُّق بعد أن يصحو من قيلولته وتحديداً في موعد وجبته الخفيفة، إذ سينشغل في تناول عصيره أو ساندويشته أثناء تسوُّقها.
إن إطلاع الأطفال على مراكز التسوق جزء من الثقافة العصرية ويجب أن يتعرضوا لهذه الخبرة فرؤية السلع تولّد التساؤلات لديهم، والإطلاع على الترتيب والتنظيم ضروري، ومعرفة ما هو جيد وما هو رديء ضروري للطفل، كما أن على الآباء تعليم الأطفال مهارات الشراء ومقارنة الأسعار وتعلّم الأتيكيت في الأسواق وممارسة الأخلاق العامة ومساعدة من يستحق المساعدة.