صنّفت دراسة ميدانية في السعودية إرهاق الزوجة بالحمل والولادة كأحد أهم مظاهر العنف الصحي المندرج تحت العنف الأسري.
وأكدت الدراسة أن العنف الصحي بدروه يأتي في المرتبة الأخيرة من بين أشكال العنف الأسري في المجتمع السعودي ممّا يشير بدوره إلى أن المجتمع يرفض هذا النوع من العنف؛ لتنافيه مع القيم الإنسانية والسماحة الدينية والجهود البارزة في مجال الرعاية الصحيةـ التي تقلل من فرص لجوء الأفراد إلى ممارسة العنف الصحي ضد ضحاياهم.
وخلصت نتائج الدراسة، التي أعدها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، إلى أن العنف الصحي غير منتشر بدرجة كبيرة ما يدل على وعي المجتمع بمخاطر هذا النوع من العنف، رغم الإشارة إلى انتشار العنف الخاص بإرهاق الزوجة بالحمل والولادة؛ بسبب عدم الأخذ بسياسة منع أو تنظيم النسل.
وغطت الدراسة جميع مناطق المملكة، حيث صنفت الشرائح المستهدفة بالبحث من عدة فئات، لكلّ منها خصائص متميزة لخدمة أهداف الدراسة منها 1900 من المترددات والمترددين على مراكز الرعاية الصحية الأولية، تم جمع البيانات منهم عن طريق الاستبيان، و50 من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة، و90 من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية ليصبح مجموع مفردات الدراسة 2040 مفردة.
يذكر أن مركز رؤية للدراسات الاجتماعية في مدينة الرس في منطقة القصيم، هو مركز غير ربحي يقدم حلولاً عملية؛ لتنمية المجتمع عبر بحوث منهجية متعددة الجوانب تتميز بتأصيل شرعي.
وذهب 24 % ممّن شملتهم الدراسة، إلى أن إرهاق الزوجة بالحمل والولادة وصحتها السيئة، منتشر جداً، مقابل 18 % قالوا إنه نادر الحدوث، في حين اعتقد 14 % أن ذلك العنف منتشر مقابل 24 % قالوا إنه غير محدود الانتشار. وحول ما إذا كان ختان البنات يمارس في المجتمع، اعتبر ما نسبته 24 % أنه نادر جداً مقابل 11.5 % رأوا عكس ذلك.
ولا تعد هذه المشكلة سعودية فقط فهي تمتد، على تفاوت، عربياً؛ إذ تشير العديد من الدراسات عن مؤسسات اجتماعية ومن خلال موقع (أطباء بلا حدود) إلى أن 60 % من الأسر التي استجوبت فيما يخص رأيهم بتنظيم النسل، رفضت الفكرة واعتبرت أن تنظيم النسل مخالف للشرع، ومن بين تلك الأسر 51 % يعانون تحت الخط الأحمر من الفقر، وأن لديهم ما بين 6 و11 أطفلاً، فيما تبرز المسائل الأهم في التربية والعناية وتوفير مستلزمات الحياة الأساسية، إضافة لما يترتب على ذلك من ارتفاع نسبة الأطفال الذين يلجأون إلى العمل في أعمار مبكرة، إلى ما يفوق نسبة ما بين 30 و44 % في بعض الدول العربية، ما يعني فقدان الطفل لحقه في أن يكون طفلاً.
يُذكر أن السعودية تعد من أكبر وأسرع الدول نمواً في أعداد السكان، وسبق أن ظهرت دعوات وتحذيرات من خبراء بأهمية التخطيط لتزايد أعداد السكان من خلال تنظيم النسل، ومن ذلك ما وجّهته الدكتورة ثريا عبيد، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة، من أهمية الانتباه لسرعة النمو وسرعة الزيادة السكانية والتركيبة السكانية.
وتفيد الإحصاءات بأن حوالي نصف سكان السعودية أقل من عمر 25 عاما، وهو ما يشكل عبئاً متوقعاً وكبيراً على الدولة لخدمة هؤلاء الذين يحتاجون إلى التعليم والخدمات الصحية وغيرها، واقترحت ألا يزيد الإنجاب على أربعة أطفال في ثمانية أعوام، ما سيبطئ من سرعة الزيادة السكانية من خلال تنظيم النسل.
(العربية. نت)