التفاؤل واستخدام نقاط القوة يمنحان السعادة

السعي وراء السعادة أمر يسهل قوله ويصعب فعله، ويرى العلماء أن السعادة ترتبط بكثير من الأمور المتعلقة بالجينات والعوامل الصحية وغيرها من العوامل التي تخرج في الغالب عن سيطرة الشخص، غير أن دراسات حديثة أثبتت بأن الإنسان يمكنه أن يتحكم بسعادته ويحسن من نفسيته.
هل يمكننا أن نكون سعداء؟ سؤال أصبح يتكرر مرارا بين الناس في العقود الأخيرة، وحول ذلك تقول الطبيبة النفسية سونجا ليوبوميرسكي إنه رغم ما أثبتته النتائج بأن سعادة المرء تتحدد جزئيا من جيناته، وأن مجريات الحياة لها تأثير بسيط على مدى سعادة الإنسان، ولكن "ما نزال نحن كأطباء علم النفس، نرى بأن الإنسان بيده مفاتيح التغيير".
وراجعت ليوبوميرسكي مع فريق من الباحثين نحو 51 دراسة أجريت على الناس لاختبار مدى تأثير الأفكار والخواطر داخل النفس البشرية في تحقيق السعادة، ووجدت أن هناك خمس ممارسات إذا ما التزم بها المرء، فإن السعادة سوف تطاله.
1 - الامتنان
في بعض الدراسات، عندما طلب من أشخاص كتابة رسالة شكر لأشخاص آخرين قدموا المساعدة لهم، شعر الذين كتبوا رسائل الشكر بسعادة كبيرة لمدة أسابيع وأحيانا امتدت لشهور، بعد أن أصبحت كتابة الرسالة عادة لديهم.
وما أثار التعجب أن إرسال تلك الرسائل للأشخاص المعنيين ليس بالأمر المهم، فالسعادة تنجم عن التعبير على الورق.
2 - التفاؤل
التفكير الإيجابي والمتفائل يدفع المرء إلى الإحساس بالسعادة، فقد طلب من العينات التي خضعت للدراسة تخيّل المستقبل، على سبيل المثال؛ العيش مع شريك محب وداعم أو العثور على عمل يحقق الطموحات المادية والمعنوية، من ثم العمل على وصف الصورة التي رسمها الشخص في كتاب مذكرات خاص، وبعد فترة تبين أن الأشخاص الذين التزموا بهذه الممارسة أصبحوا أكثر سعادة.
3 - إحصاء النعم
أظهر الأشخاص الذين التزموا بكتابة ثلاثة أشياء جيدة حصلت معهم خلال الأسبوع ارتفاعا في نسبة السعادة بشكل ملحوظ، ويبدو أن التركيز على الأمور الإيجابية يساعد الناس على تذكر الأسباب التي تجعلهم أكثر سعادة.
4 - استخدام نقاط القوة
في دراسة، طلب من عدد من الأشخاص تحديد نقاط قوتهم واستخدامها بطريقة ما في ممارسات الحياة، على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك حس الفكاهة، حاول أن تستخدمه في اللقاءات الخاصة بك في العمل أو رفع معنويات شخص تعيس، فهذا الأمر يجلب السعادة للشخص.
5 - التصرف بلطف مع الآخرين
يبدو أن مساعدة الآخرين مفيدة لنا وللآخرين؛ فالأشخاص الذين يتبرعون بالمال أو الوقت لعمل الخير أو لمساعدة شخص محتاج بشكل دائم، ارتفعت نسبة سعادتهم الشخصية.
وقامت ليوبوميرسكي بابتكار تطبيق مجاني على هواتف الـ"آي فون" تحت اسم "عش سعيدا من أجل مساعدة الأشخاص في عيش حياة سعيدة".