لا توجد أية علاقة بين القرآن الكريم وبين كتبٍ ألفها بشر . إذا قارنت بين القرآن وبين كتاب لأحد الشعراء أو مؤلفى القصص والمسرحيات أو الفلسفة والتاريخ ، وما شابه ذلك ، فأنت تثير الشفقة لأنك تحاول المقارنة بين شيئين ليسا من نفس النوع . وجود القرآن بين غلافين ليس معناه أن تصنّفه من كتب الأدب والشعر والفلسفة ومقررات المدارس والجامعات . هدف القرآن الرئيسى هو إرشادك أيها الإنسان أنك لست كبقية الكائنات فى هذا الكون العظيم . كل كائنات الكون من جمادٍ وحيوان إنما سُخّر لخدمتك وأنك الخليفة الذى يتصرف فى كثيرٍ من عناصر الكون . وكل كائنات الكون يفسد ويفنى ولا يعود ثانيةً ولكنك ، أيها الإنسان ، ستعود مرة ثانية . هذه قضية عظمى وخطبٌ جلل ونبأٌ عظيم لا يعالجه كتاب يحتوى بين دفتيه قصائد أو مسرحيات أو فكر وفلسفة وسياسة..إلخ فلا تفكّر ، بل حتى ولا يمر بخاطرك مقارنة القرآن مع كتب المتنبى وشكسبير وهوميروس وسيرفانتيس وديستويفسكى وطاغور..إلخ . ومعجزة القرآن لا يُبحث عنها . معجزة القرآن يُحسها القلب بمجرد قولك: بسم الله الرحمن الرحيم . والمثل الشعبى يقول "قلبى دليلى" فالقلب هو الحكم عندما تقرأ القرآن . كُتُب البشر تعالج قضايا دنيوية عاجلة فلا غرابة ألا يحس بها القلب ، بل لا يبتئس القلب حتى وإن لم تُعالج تلك القضايا لأنه زائلٌ ومفارقٌ لها . أما القرآن فليس كمثله شيئ فهو يمسّ شغاف القلب بحديثٍ لم يألفه البشر . حديثٍ عن قضايا لا تموت . قضايا تظل معلقة إن مات الإنسان فهى قضايا الخلود .
بارك الله فيك على هذه اللفتة الهامة
ولكن ألا ترى معي أن المسلمين هجروه واتبعوا كتب البشر وآراء الأموات ؟ فأذلهم الله تعالى وجعلهم في آخر سلم الأمم تصديقاً لقوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ) ؟؟؟
تحياتي العطرة