التابعي الجليل : الإمام الحسن البصري
وقف الحسن البصري أمام الحجاج فقال الحجاج: أنت الذي تزعم أن بني أمية جعلوا أموال الله دولاً وعباد الله خولاً؟ قال: نعم. قال: ولم ثكلتك أمك؟ قال: يوم أن أخذ الله الميثاق على العلماء: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187]. ولكن مع الأسف الشديد العلماء يكتمون، لماذا يكتمون؟ لأن الولاة الناهبين لثروات الشعوب أعطوهم الدور والقصور والأراضي ، والإحسان يملك القلوب.
التابعي الإمام الجليل طاوس اليماني
ذكرحجة الإسلام الإمام الغزالي أن هشام بن عبد الملك قدم حاجاً إلى مكة فلما دخلها قال ائتوني برجل من الصحابة، فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا، فقال : من التابعين فأتي بطاوس اليماني، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه، ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ولكن قال: السلام عليك يا هشام، ولم يكنه، وجلس بإزائه وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديداً حتى هم بقتله، قيل له أنت في حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك، فقال:
يا طاوس ما الذي حملك على ما صنعت، قال:
وما الذي صنعت؟ فازداد غضبا وغيظا. قال:
خلعتَ نعليك بحاشية بساطي، ولم تسلم علي بإمرة المؤمنين ولم تكنني، وجلست بإزائي بغير إذني، وقلت: كيف أنت ياهشام؟
ترى كيف سيكون رد هذا العالم التابعي الجليل الذي رفض بموقفه هذا التاريخي الأصيل أن ينساق مع تيار التمويه وثقافة التزييف والنفاق.
قال الإمام طاوس:
" أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك، فإني أخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات، ولا يعاقبني، ولا يغضب علي.
وأما قولك لم تسلم عليَّ بإمرة المؤمنين، فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب وأنافق .
وأما قولك لم تكنني، فإن الله سمى أنبياءه وأولياءه فقال: يا يحيى يا عيسى، وكنى أعداءه فقال تبت يدا أبي لهب.
وأما قولك جلست بإزائي، فإني سمعت أمير المؤمنين عليا ً رضي الله عنه يقول: (إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار، فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام). فقال له هشام: عظني، فقال: سمعت من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول: إن في جهنم حيات كالقلال، وعقارب كالبغال، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته، ويستولى على أموال المسلمين. ثم قام وخرج.
التابعي الإمام الجليل سفيان الثوري :
أُدخل سفيان الثوري رضي الله عنه على أبي جعفر المنصورفقال له ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان : اتق الله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا، فطأطأ رأسه، ثم رفعه، فقال: ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان إنما أنزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم، فطأطأ رأسه، ثم رفعه فقال: ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان : حج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لخازنته: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهما وأرى ههنا أموالا لا تطيق الجمال حملها ومعظمها من أموال المسلمين وخرج من عنده.
ذكر أبن الجوزي رحمه الله عن بعض السلف الصالح أنه رأى رجلا بعد موته ممن يخدم ويناصرالظلمة من الحكام في حالة قبيحة ، فقال له : ماحالك ؟
قال : شر حال .
فقال له : الى أين صرت ؟
قال : إلى عذاب الله .
فقال له : فما حال الظلمة عندكم ؟
قال: شر حال ، أما سمعت قول الله عز وجل : " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
“الشعراء: “227 ).
ولقد حرم الله الظلم وتوعد الظالمين وأنصار الظالمين بأشد العذاب.
الم يؤمنوا هؤلاء المتاجرين بدينهم من كتاب ومفكرين وصحافيين وعلماء دين ودكاترة كما شاهدنا هم حديثاً ونشاهد في القنوات الفضائية بقول الله عز وجل :
" ما يلفظ من قول إلا الديه رقيب عتيد "
وقد جاء في الحديث القدسي " يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا[/SIZE]