**قال: ...ذهبنا لنفطر عنده في رمضان ،،قبل مدّة طويلة أيّام الحرب ضد الروس في افغانستان كان شيخا استاذا جامعيا في جدّة ،،وكان من دُعاة تلك الحرب ومن مناصريها ........
.
وضعت الخادمة كثيرا من الطعام وكنّا ثلاثة ،،زاد منه ما يُطعم عشرة جياع على الأقل ،،كنتُ شابّا كثير الجدل ،،قُلتُ له : ما تفعلون بما يزيد من الطعام ..!قال: نتخلّص منه ! قلتُ : يجب أن لا يزيد ،،أو يزيد ويأكله الجياع ،،! قال : يصعب أن تفعل هذا كلّ يوم ......! قلتُ له :كان المسلمون الأغنياء لا يُرى غناهم إلاّ وهم ينفقون على الناس ،،وأنتم يُرى غناكم في سلّات الزبالة ..المكتّظة أمام منازلكم .....!لو كنتم في المدينة مئة غنيّ لأطعمتم مئتين من الفقراء ..وإذا نسيتم الأخوّة مع الفقير ..مات الفقير .!
.
....وقلتُ له ،،: وأنت تدعو لقتال الروس في افغانستان ،،فلماذا لا تكون مع المقاتلين !!
قال: ألا ترى ماأنا فيه ،،،! لقد أنجزتُ هذا الغِنى بكفاح طويل ،،لا أقدر أن أترك عماراتي وشهاداتي وأولادي ،،! لأصير قتيلا ،،،!
.
...قلتُ له : فما ذكرتَ صار أحبّ اليك من الله ،،! وبدل أن تكون أسير الله صرتَ أسير غِناك ....! فالمسلم هو من اسلَم نفسه لله وصار الله أحبّ اليه من أيّ شيء ،،! وبينك وبين الله هذا المال والجاه ،،،لن ترى الله بوضوح إلاّ بعد أن يزولا ،،،كما تزول الغيوم ونرى السماء الصافية ،،،،،،،،
.
خرجنا من عنده ،،وأنا في دوّامة ،، أقارن هذا المسلم بأمثلة من المسلمين الصادقين الأقوياء ،،!أقول : لماذا لم تمنع الخلافة وما فيها من مال ومجد عمر بن عبدالعزيز من أكل صحن العدس ،،وإذا اشتهى العنب لا يجد ثمنه ،،،! لماذا أقسمَتْ جارة عمر المسكينة أنّ معها من المال أكثر ممّا في بيت عمر ،،،،وعمر هو من كان ينفق عليها من بيت المال ،،!
.
ولماذا عاش صلاح الدين على ظهر حصانه ستّة عشر عاما ،،مجاهدا يتعرّض للموت كلّ يوم وهو سلطان كان يملك الدنيا ،،ولا يعيش منها إلاّ في خيمة
..
قلت: يبدو أنّ صاحبنا الذي أفطرنا عنده وأمثاله يمتلؤون بالمال لا بالإسلام ..وبقيتُ أفكّر في هذا النوع من المسلمين الموجودين تحت الغيوم ،، فلا يرون السماء الصافية بسحرها ،،،
،،وجاءني الخبر أنّ فلانا الذي جادلته في ماله وإسلامه ،،قد مات .......!
.
..تعجبت أن الله أراه سريعا ،،كيف يُزيل كلّ غالٍ من طريق المسلمين ،،،ليبقى تعليم الله وقِيَمه ،،هي فقط أغلى ما يعرف المسلمون ،،،،،،!
.
.
.
الكاتب / عبدالحليم الطيطي
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه
قصّة تمسّ المتلقي في الصّميم وتمرّر له عبرا وقيما هي من أسس ديننا الحنيف ..
وكم نحن في حاجة الى هذا الأدب المكتنز عبرا لما له من تأثير على متلقيه
بوركت أخي فقد جاءت قصتك محكمة البناء واللغة
قصّة تمسّ المتلقي في الصّميم وتمرّر له عبرا وقيما هي من أسس ديننا الحنيف ..
وكم نحن في حاجة الى هذا الأدب المكتنز عبرا لما له من تأثير على متلقيه
بوركت أخي فقد جاءت قصتك محكمة البناء واللغة
الف سلام يا استاذة والف شكر
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه
قضية أن يكون هناك متسلقين علي ظهر الاسلام وارد وكذاك المنتفعين من الدين بالمظاهر للحصول علي الجاه والمنصب
وحذر النبي عليه الصلاة والسلام من التكسب بالدين إن أريد من وراء العلم الذي معي منفعة دنيوية محضة لذا أخطر شيء علي العالم أو الداعي المال والجاه والمنصب فيخسر بذلك ما بذل من علم جهد لذلك علي مر التاريخ كان العلماء يخشون هذه الأمور ويبتعدون عنها من ذلك كيف أن أبو حنيفة النعمان العالم الكبير العظيم رفض منصب القضاء في عهد جعفر المنصور فقتله علي ذلك والامثلة كثيرة طبعا للأسف مثل هذا الرجل كثير في زماننا والله المستعان