عصفت الرياح معلنة بدء عهد جديد ،كون مضى وكون يمضي ،وإلى أين سنكون، الله وحده يعلم ،
رامي شاب عصامي بنى نفسه من الصفر،اشتغل عدة اشغال ،إلى أن كون ثروة طائله ،تقدر بالملايين انشغاله بالمال أنساه الزواج كليا ،ذات يوم تسامر مع صديقه مازن في مطعم فاخر فقال له،ألا ترغب في الزواج فقد أصبحت كبيرا مقارنة بمن تزوج دونك ،قال له رامي ممازحا إياه وهل لديك لي عروس!
اطلق مازن ضحكة مدوية ،وقال:أجل اختي كيان تحضر الدكتوراه في علوم الحاسب ،هيا أيضا اشغلتها دراستها عن الزواج والآن أصبحت تعمل منذ سنه لاسيما أنها ذات منصب وجمال ،ولن تتزوج بك طمعًا بمالك فهي لديها دخلها الخاص ،قال رامي وقد احمرت وجنتاه ،أريد أن أراها نظرة شرعيه لقد قبلت بها مبدئيا ،حضر مازن لقاءًا مع أخته كيان للنظرة الشرعية اذهل رامي مما رأى فتاة جميلة بسيطه نقيه ،ومثقفة أيضًا ،فتحت مفاتيح قلبه المغلقة،وهيا أيضا بادلته الإعجاب فقد كان يميل للوسامة ،ويبدو على محياه الصدق والشجاعة،مضى شهران تزوج كيان ورامي وقضيا شهر العسل في سويسرا ،مضت سنه وكلاهما منغمسين في عملهما ،حملت كيان بأبنها الأول زياد ،وكانا في غاية السعادة والفرح بقدومه ،كان لدى رامي أعداء، وكالعادة لدى جميع الناجحين أعداء يكيدوا لهم،جسور كان شخصا حقودا يحسد رامي على نجاحه ومشاريعه وذكائه،كاد له ودبر له مناقصات فاشله ،بحكم أنه سكرتيره طمع به وغرر به إلا أن فقد كل ثروته وأصبح فقيرا معدما ،وكله بسبب جسور وبسبب الديون التي اوقعه بها ،عاش على وجبة في اليوم،عاش العذاب وتحملت زوجته كيان قدر المستطاع، إلا أن حقد جسور لم يقف عند هذا الحد دبر شابًا يواعد كيان ويتلاعب بمشاعرها وغني إلى ان رغبت بالزواج منه،وطلبت الطلاق من رامي ،مسكين رامي عانى الفقر ،وعانى الخيانه،أما زياد فقد وضعته أمه عند جدته لتعتني به وترسل مصروفه شهريًا إليها ،خرج رامي من السجن بعد ان عجز عن السداد وزج به 14سنه ،أما كيان لم تختار رامي والصبر عليه والوقوف إلى جانبه بل اختارت نفسها ،خرج رامي للحياة بعهد جديد ،عاهد نفسه أن لايثق بأحد سوى الله ،أما صديقه مازن كحال العديد من البشر ،لايصاحب إلا الأغنياء ،تخلى عن رفقة رامي ،عاد رامي يعمل مرة أخرى من الصفر ،ولديه رغبة قوية بالنجاح أيا كانت الظروف ،اشتغل بالرسم فقد كان لديه موهبة بالرسم ، رسم بضع لوحات ولاقت نجاحًا باهرًا بيعت اول لوحة له ،بألفان ،وكرر الرسم والبيع إلى أن فتح له مرسم وأصبحت مهنته، وذات يوم مرت سيدة ثريه من مرسمه ونظرت إلى لوحاته واشترت منه كميات كبيره لقصرها ،واعطت عنوانه لصديقاتها ،وأصبح اسم رامي ذائع الصيت ومن مشاهير الفن وكون ثروة طائله من وراء الفن ،رامي بدء عهد جديد ،بدء من الصفر ،تخلى عنه من كان يظنهم عونًا له،تزوج وانجب توأمان فادي وشادي،وأخذ زياد ليعيش معه دارت السنين وكبر الولدان ،مرض زوج كيان بسبب حادث وقع عليه فأصبح مشلولا ،ضاقت من العيش معه فهي بطبيعة الحال تحب نفسها أكثر من أي شيء ،تطلقت منه بعد أن أصبح فقيرًا ومعدمًا ،حاولت أن تعود لرامي وأن تصلح علاقتها به وتجعله يكره زوجته سوزان،إلا أنه صدها صدا عنيفا وزجرها ،فخرجت نادمة باكية خسرت حياتها بيديها عاش رامي مع أسرته سعيدا ،تزوج أولاده وانجب زياد فتاة صغيره اسماها نور وعاش الجميع سعداء وبهناء.
قصّة تنهل من واقع أحداث قد تكون وقعت فعلا...والقصّة هي أكثر الأجناس الأدبية في توصيف الواقع وأحداثه ..
وقصّتك جميلة بها كلّ مقوّمات القصّ من مقدمة وعقدة وحلّ للعقدة وربما بداية تأزّم لأشخاص أخرى فيها
شكرا لما كتبت ...فالقصة ىالقصيرة تتطلب هذا الأسلوب والحبكة ..