مع كل صباح تتساقط حبات الندى تروي عيدان الأرض الخضراء إلا نبات الوحدة . فسالت أبى عن اسمه فقال : نبات .. نبات ........ فربطت بينه وبين انساب البشر – وقلت لنفسي : العرق يمد لسابع جد . فغمرني أبى بأصابعه الغليظة في قلبي .. فتألمت .. وسقطت من عيني قطرات من الدموع بلون حبات الندى ولكنها لم تسق عيدان الحزن المتشعبة مثل نبات الهلوك في قلبي ويشق طريقه ببطء إلى عقلي .. وبعد لحظات أزعجني صوت حانوتي البلدة : وحدوه .. وحدوه .. إنا لله وإنا إليه راجعون . فأحسست أن الموت يلمس جسدي وتمنيت أن أودع كل من كرهني .. فهبت ريح باردة .. أصبت على أثرها ببنج النوم .. ورأيت كابوس عمري ينتهي بثلاث موتات : ذبحة .. سكتة .. جلطة . والناس حولي يشيرون إلى عيدان الأرض اليأبسه .. ولم يوقظني من هذا الكابوس المزعج إلا صوت أبى : هتطلع الجبانة وراء المرحوم .. ها .. هتطلع .. ولا .... فتركت أبى وأسرعت إلى ارض الله لعلي أجد حبات الندى لتغسل حزني داخل ارضي .. فرفعت كفي إلي السماء كي التقط حبات الندى .. فتسلل ضوء الشمس إلى عيني .. فاستيقظت .. وضحكت وبكيت .. وما زلت ابكي وأضحك حتى شق الندى بحرا داخل ارضي .. بل قلبي .
رد: بحر الندى - قصة قصيرة - للكاتب / نعيم الأسيوطي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله
تجيد الغوص في بحار النفس البشرية لترينا ما رأيت
قرأتك بامعان وخفت عليك من هذا السطر المثير:
أزعجني صوت حانوتي البلدة : وحدوه .. وحدوه .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
أخاف أن يجعلوه عليك شماعة للتكفير
تحياتي ومودتي
*****************************
المعلم الأستاذ / عبدالرسول معله
تحية حب وتقدير
تشرفت بمرورك الكريم وتعقيبكم الراقي .. أما بخصوص الجملة التي ذكرتها فليس بها أي شئ .. فلا تقلق حيث أن هذا النص حصل على المركز الأول في بعض المسابقات وكذلك تم مناقشته بنادي القصة ..
مودتي وتقديري
رد: بحر الندى - قصة قصيرة - للكاتب / نعيم الأسيوطي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعيم الاسيوطي
بحر الندى
مع كل صباح تتساقط حبات الندى تروي عيدان الأرض الخضراء إلا نبات الوحدة . فسالت أبى عن اسمه فقال : نبات .. نبات ........ فربطت بينه وبين انساب البشر – وقلت لنفسي : العرق يمد لسابع جد . فغمرني أبى بأصابعه الغليظة في قلبي .. فتألمت .. وسقطت من عيني قطرات من الدموع بلون حبات الندى ولكنها لم تسق عيدان الحزن المتشعبة مثل نبات الهلوك في قلبي ويشق طريقه ببطء إلى عقلي .. وبعد لحظات أزعجني صوت حانوتي البلدة : وحدوه .. وحدوه .. إنا لله وإنا إليه راجعون . فأحسست أن الموت يلمس جسدي وتمنيت أن أودع كل من كرهني .. فهبت ريح باردة .. أصبت على أثرها ببنج النوم .. ورأيت كابوس عمري ينتهي بثلاث موتات : ذبحة .. سكتة .. جلطة . والناس حولي يشيرون إلى عيدان الأرض اليأبسه .. ولم يوقظني من هذا الكابوس المزعج إلا صوت أبى : هتطلع الجبانة وراء المرحوم .. ها .. هتطلع .. ولا .... فتركت أبى وأسرعت إلى ارض الله لعلي أجد حبات الندى لتغسل حزني داخل ارضي .. فرفعت كفي إلي السماء كي التقط حبات الندى .. فتسلل ضوء الشمس إلى عيني .. فاستيقظت .. وضحكت وبكيت .. وما زلت ابكي وأضحك حتى شق الندى بحرا داخل ارضي .. بل قلبي .
***
نعيم الأسيوطي مساء الأربعاء 12/11/2008
لأن قلبك قد امتدت أصابع يد أبيك إليه عميقا فصابت الجذور كما تمتد جذور النباتات عميقا في الأرض؛ صارا بذات الحال!
سلمت أستاذي نعيم لهذه القصة
انتبهت للهجة أهلنا في مصر (هتطلع) بدل ستخرج أو تغادر ... و لأنني لا أعرف بفن القصص مثلك فحتما أنت قد أردت لها واقعية أكثر يقترب منها القارىء
بارك الله بك و بحرفك الحكمة هذا .
و دعني أهنئك بالعيد
فعيد سعيد
و كل عام و أنت بألف خير
أعاده الله عليك بالخير و اليمن و البركة
و تقبل تحياتي أستاذي.