إرجاع القديم الى قدمه مبدأ قرآني في التشريع /الصيام والنفس
إرجاع القديم الى قدمه مبدأ قرآني في التشريع .
ولا زلنا بصدد الحديث عن كيفية ربط وجوب الصيام بمذاهب ما قبلنا من الأقوام . أو بالأحرى التوجيب وفق مبدأ إرجاع القديم إلى قدمه . وتعتيق الشيء في دمه . فلا نجر في رمضان كل جر . وبعض الغلاء في البضاعة أتجر . إن القرآن وكعادته يرجع كل شيء إلى أصل . ليجعل الشيء أكسى من بصل . وهذا الشيء المعتق معلم . على طريق الوصول إلى كمال الذات علم . وهذا مبدأ له في العلوم أصل . ريش نعامة ونصل . وإن المرء ليجد لهذا المبدأ تطبيقا في إرساء بنيان الشخصية . وإن السير على نور هذا المبدأ تعطي للنفس خاصية . خاصية إرجاع الشيء إلى وادي عقيق . أو إلى رحاب الحرم و الحجر العتيق .
إن هذا المبدأ القرآني له نمط . ليجعل من حامل فانوسه أصنع من تنوط . نفس على السفه لا تطير . وقوم كأن على رؤوسهم الطير . والمرء في ظل إسلامه لابد أن يتوخى ما يحصن راحلته وجهازه . من كل غريبة وشارة يهجس به . فهو ليس بسائر أو داج . وأنما إن جاز التشبيه إمرأة تركب في هودج . و وجوب أو توجيب رمضان على مبدأ أن الصوم فريضة من سبقتنا من الأمم وجوب على ذات الصلية وقياس خير من شرع و فصل .
وهاكم مثالا في الحض والتحريض على هذا المبدأ القراني أو هذا الطقس . طقس مغلف في دمقس . وإتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . أو ملة إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل . و القران بهذه التسمية لنا يبر . و إقتران الشيء بالشيء جار على قدم وساق . في أكثر من منعطف و سياق . و إرجاع كل شيء إلى زمن وسيرة إبراهيم و إسحق . هذا دأب القرآن وليس دأب كل ناعق . ولينظر المرء إلى نفسه وذاته . إن كل سجية فيه لها أصل من الثبات . هي سجية سقيت بماء المكرمات . وما يتطفل على النفس حينا و آخر من سجايا فإنه من وحي عزى و اللات .