نم قرير العين
بعد أن دونت بأزميلك ما باحت به بنات أفكارك.
كان صمتك علامتك الفارقة , لأنك مؤمن بأن العمل أجدى.
ودّعنا ألفنان العالمي الكبير محمد غني حكمت
وبقيت أعماله شاخصة بكل أناقة وبهاء
نصب وجداريات
(المتنبي) , (شهرزاد وشهريار) , (علي بابا والأربعين حرامي) , (حمورابي) , (جدارية مدينة الطب)
وهو أول نحات عربي ينحت (تيستا دي لبرا) في باريس و(ثلاث بوابات لكنيسة اليونيسيف)
وله جداريات ونافورات وتماثيل كثيرة ..
نشأت علاقتي بهذا العملاق وعمري لا يتجاوز الثانية عشر عاماً
حيث كنت أتسلل من بيت جدي ظهراً - موعد تواجده بالمشغل - وأرتقي الصخرة الهائلة التي كانت تتوسد رصيف مشغله , بانتظار قدوم الفنان
لأمتع بصري بأعماله المبهرة.
في البداية كان يومئ لي برأسه , أن انصرف , لكن إصراري ونظراتي المتوسلة , جعلته يرضخ .. فأطوف بين أعماله كأي صعلوك يترقب موائد المترفين
كنت , وستبقى عظيماً , ومعلماً حضارياً أيها الرافديني العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ * وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ * فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ * وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ *"
صدق الله العظيم
الفنان محمد غني حكمت
حياته
ولد في بغداد عام 1929
تخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953
حصل على دبلوم النحت من اكاديمية الفنون الجميلة روما 1959
حصل على دبلوم المداليات من مدرسة الزكا روما 1957
حصل على الاختصاص في صب البرونز فلورنسا 1961
عضو مؤسس في جماعة الزاوية وتجمع البعد الواحد
عضو في جماعة بغداد للفن الحديث وساهم في معارضها
ساهم في أغلب المعارض الوطنية داخل القطر وخارجه.
أقام عدة معارض شخصية في روما وبيروت وبغداد.
حصل على جائزة احسن نحات من مؤسسة كولبنكيان 1964.
توفى في عمان 12\9\ 2011
اسلوبه
تظهر في تجربة النحات محمد غني حكمت سمات أسلوبية ناتجة عن تأثره " بالنحت السومري والأختام الأسطوانية السومرية بما تتركه من تعاقب الأشكال المستطيلة المستدقة في الطين الذي تطبع فيه وهو أمر ظاهر في العديد من أشكاله" لدى محمد غني نبرة تعبيرية تذكرنا بالنحت الآشوري أو البابلي أو الأكدي ومنذ منتصف الستينيات تحول محمد غني في نحته إلى فن العمارة الزخرفية ثم أعتمد على نظام تكراري يتشكل بوحدة نظامية أساسها الحرف العربي واتجه كليا إلى نماذج وتشكيلات وتكوينات جاءت نتيجة متابعة تجريدية لأشكال تشخيصية سبق ان عالجها.
محمد غني حكمت الذي عبر عن نفسه، في مقدمة كتابه عام 1994 قائلاً "من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده".
تغمده الله برجمته الواسعة
إنا لله وإنا اليه راجعون
ياالهي
هاهم عمالقة الفن العراقي يرحلون الواحد تلو الآخر
مخلفين أعمالهم تشعر باليتم
ماذا سأجيب لو سألتني عيون كهرمانة عنه
هل سينهض الأربعون حرامي مستغلين رحيله ؟
ولم لاينهضون ونحن في هذا الزمان الوبيل ؟؟
إنا لله وغنا اليه راجعون
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
كالشهب يتساقطون
مهنم من أكلته ( الحروب عليها السلام التي لا ترد السلام )
ومنهم من غيبته المعتقلات
ومنهم من مات حسرة , كونه متأكد من أن ( الفردوس تفوح من طريبيل ).
وها هي كهرمانة تسير بخطى حثيثة نحو مدينة الطب , والمتنبي يقف مذهولاً
وحمورابي يدون الفقدانات .
سيدتي كوكب .. ليس لنا إلا أن نجفف الدموع بالأنين.
غادر الحياة في العاصمة الاردنية عمان أشهر نحاتي العراق الفنان محمد غني حكمت تاركا عشرات التماثيل والنصب في بلده وبعض الدول العربية والاوربية.
وعانى الفنان المولود في العاصمة بغداد بمدينة الكاظمية عام 1929، من فشل كلوي لمدة تزيد عن العام حيث بقي يعالج في العاصمة الاردنية عمان منذ استقراره فيها بعد احتلال بغداد عام 2003.
ونقل جثمانه ليدفن في بغداد حسب وصيته حيث رافقته الى مثواه الاخير زوجته غايه الرحال وابنه ياسر.
وكانت زوجته قد قالت قبل ايام من رحيله "انه على الرغم من مرض الفنان منذ عام، الا انه لم يتوقف عن عمله الإبداعي، ويصر على العطاء، إذ انجز مؤخرا اربعة اعمال نحتية ستوضع في أماكن بارزة في بغداد بتكليف من امانة العاصمة".
ولد محمد غني حكمت في بغداد عام 1929 وتخرج من معهد الفنون الجميلة- عام 1953.
حصل على دبلوم النحت من اكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1959. له مجموعة من التماثيل والنصب والجداريات في ساحات ومباني مدينة بغداد منها تمثال شهرزاد وشهريار، علي بابا والاربعين حرامي ، حمورابي، جدارية مدينة الطب وقوس النصر في ساحة الاحتفالات الذي يجسد انتصار العراق على ايران في الحرب.
كما صمم أبواب مجموعة كنائس في روما، وهو أول مسلم عراقي يصمم أبواب لكنائس اوروبية.
جسدت ابداعات محمد غني حكمت جوانب من تاريخ العراق وتأثّر بالفنّ السومري، وبالآثار البابلية، وبالتراث الآشوري، وبالحقبة العباسية.
ويستمدّ الفنان وحيه من روح الحضارة العراقية وقصائدها الخالدة، إذ تُحاكي منحوتاته أشهر أساطير "ألف ليلة وليلة" "السندباد البحري"، و"كهرمانة"، و"شهرزاد"، و"شهريار"، و"بساط الريح".