البخور: روائح طيبة تبعث على البهجة في الشهر الفضيل
يتميز رمضان عن باقي أشهر السنة بطقوس خاصة وفريدة تمارسها العائلات لإضفاء الشعور بالحميمية، ولعل أبرز تلك الطقوس إشعال البخور، لبعث رائحته الزكية في جنبات المنازل.
أمية هي إحدى اللواتي يحرصن على شراء البخور في الشهر الفضيل، وترى أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالطقوس الدينية، خصوصا وقت صلاة التراويح التي تحييها مع صديقاتها في المنزل.
أستاذ الشريعة د.عبد الباسط جمعة يقول إن البخور ليس مرتبطا بأي مراسم دينية أو تعبدية، ولكنه مستحب لرائحته الطيبة التي تنتشر في الأجواء، موضحا أن الدين الإسلامي يحث على استخدام الروائح الطيبة.
ويرجع سبب اعتقاد الناس السائد بأن للبخور دلالات دينية، إلى أن الناس في القدم كانوا يستخدمون البخور في مجالس الذكر، من أجل تغيير الأجواء بسبب اكتظاظها، ومع مرور الزمن ربط الإنسان البخور بالدين.
ويشير جمعة إلى أن هنالك من يربط بين البخور وطرد الشياطين والجن أو تحضيرها، لكنها من "الأفكار السقيمة التي انتشرت بين الناس، ولا يوجد أي دليل سواء من القرآن أو السنة أو من العلماء، بأن للبخور علاقة بهذه الخرافات" وفق جمعة.
ويشير صاحب أحد محلات بيع البخور سامر العمري، إلى أن الإقبال على شراء البخور يزداد في رمضان، لأنه يدخل المرء في أجوائه الدينية، مضيفا أن البخور "تقليد قديم متوارث عبر الأجيال". وبحسب العمري فإن البخور يتكون من مخاليط عطرية، توضع على الفحم أو الجمر ليتصاعد بفعل الحرارة دخان عطري ذو رائحة زكية.
ويجلب العمري بخوره من السعودية ودول الخليج، وكذلك من فرنسا، ويقول "جميع دول الخليج تصنع البخور، وكذلك الهند التي تشتهر ببخور الفواكه".
وللبخور أنواع وأسماء مختلفة تبعا لرائحته، فمنه العود ودهن العود والبخور الكمبودي والمسك الأحمر والأبيض والمخلط.
ويشير العمري إلى أن البخور يصنع من المواد الطبيعية، ومنه ما يستخرج من النباتات، أو من جوف الحيوانات كالغزال.
ويشير العمري إلى ان أسعار البخور تتراوح ما بين 6 إلى 10 دنانير للغرام الواحد، بحسب نوع البخور، إلا أن الغالبية تشتري بخور (العيدان) الذي يعد أرخص أنواع البخور.
ويقول "كل البخور يؤدي الغرض نفسه، ولكن البخور الجيد هو الذي ينشر رائحة غاية في الروعة، ويعطي تأثيرا محببا لكل من يستنشقه".
وتقول مدربة اليوغا دورثي ماكول إنها تعمد إلى استخدام البخور في جلسات العلاج الذي تقدمه للناس، مبينة أنها ومن خلال الدراسات المعمقة، وجدت أن رائحة البخور تساعد على إرخاء عضلات الجسم وتنشيط العقل وزيادة تناغم الطاقة الداخلية للجسم.
وتؤكد أن البخور يطهر الأجواء، ويخفف من حدة التوتر، كما أنه مصدر مهم للراحة الداخلية بالإضافة إلى تمتعه بخاصية مؤثرة على الحالة النفسية للإنسان.
وتنصح ماكول كل من يستخدم البخور في المنزل أن يتجنب تلك التي تحوي روائح صناعية غير طبيعية، كونها تضر بالصحة، وتؤثر على الجهاز التنفسي وتسبب الحساسية.