تمهل ...
لا تحفر قبرك بيديك ولا تقترف ما اقترفه غيرك حين استسلم لتباريح الألم وأعلن انسحابه ،فالأمر لا يخصك وحدك .
تريث ... و دعني أساعدك لتساعدني في تجاوز هذه المحنة التي ألمّت بكلينا
الحياة ليست كما تبدو لك الآن .. بؤس ويأس .. يد مرتعشة وجسد خانع .. إذا كنت تظن أن هذا كل شيء فأنت واهم .
كلانا قيمة كبرى لا يضاهيها شيء في هذا الكون الشاسع .. إذاً لا تفكر ولو للحظة إنك وصلت إلى نهاية المطاف ، هذا لا يليق بنا أيها الساذج ، دعني أبلغ بك الأعالي فأنا لم أصل إلى القمة بعد ولن أصلها ما دمتَ مستسلما على هذا النحو الذي ينذر بكارثة ستحطم كل آمالي وتطوي صفحة لا أرغب بطيها في هذه المرحلة التي تتسع للمزيد من السعي الذي أعلق عليه الكثير من الأمنيات .
لا أطلب منك شيئا سوى أن تستجيب لتأملاتي .. أنت محبط ومتهالك ..أنا أعي هذا ، لكنني أروم إنقاذك فأنت سبيلي لبلوغ أمر لا يمكنني الوصول إليه دونك .. تذكر فقط .. ما نحن عليه الآن ليس النهاية!
فما زال الخط ممتدا والرزق وفير .. ثق بي .. فأنا أعرف ما لا تعرفه .
سأذكرك بواقعة أعلنوا خلالها موتك الذي هو موتي بالتالي .. كنتَ قد دخلتَ في غيبوبة طويلة بعد حادث مروع تعرضنا له.. استسلمت أنت لكنني لم أستسلم .. تركتك عند حافة الحياة لأنقذك قبل أن تسقط في الـ ما وراء .. تحدثت حينها للماء والشجر .. للشمس والقمر .. كتبت ابتهالاتي على جدران الأزقة والحواري .. توسلت إلى كل الكائنات أن تعاضدني وتشد من أزري ..استجرت بالذي أبدع الخلق بنيّة .. نويت أن أنجح في مسعاي فآزرتني كل الكائنات وتعاظم صوتي حتى استجابت له النية العظمى فكان ذاك يوم ميلادك الذي هو أيضا يوم ميلادي .
هل أدركت معنى النية أيها الراغب بالموت كمخلّص ومنقذ .. إياك أن تتمناه فلم يحن الوقت بعد صدقني..
أوجاعك التي لا تهدأ ولا تستكين ليست إلا حافزا يزيد من إصراري على استنفار كل طاقاتي من أجل غد مشرق أراه الآن من مخدعك الذي يضم هذا الكم من العقاقير التي لم تعد قادرة على تسكين آلامك .
هل تحتاج أن أذكرك بعدد المرات التي أشرفتَ بها على الموت .. من أنقذك ؟
هذا سؤال ربما تعجز عن إيجاد إجابة له ، فأنت لا تفعل شيئا سوى العمل بآلية غرائزية لا تعرف كيف تعمل ومن أين أتتك.. أنت لا تفكر لكي تجيب .. بل أنا .. ولا تقاوم .. أنا أيضا من يفعل هذا ..
لا يعجبني هذا الاستسلام ولا هذا الشحوب الذي يكاد يمحو كل ما أحببته فيك و تناغمت معه مذ رأيتك في المرايا.
انتبه .. فلقد أعييتني .. عليك أن تسترخي الآن وتستقبل الطاقة التي سأبثها في أوصالك .. سوف أمنحك ما لم تستطع تخيله .. إه نسيت أنت لا تتخيل .. أنا من يتخيل ، إذاً كن قادرا على التحدي وحسب .. تحدى هذا الورم الجاثم في أحشائك لا تستسلم لهذا الدخيل .. اهزمه.. اقضي عليه واتركه يرحل بعيدا وهو يجر أذيال خيبته .. دعه يعرف من تلقاء نفسه من هو ومن نكون .
لا تبتأس ولا تفكر بمنطق المنغلقين على ذواتهم كن حرا مثلي غير منقاد للمستويات الدنيا .. قف هنا حيث أقف ..عند الممر السري الذي أنطلق من خلاله إلى العالم الأسمى .. قف هنا لتشعر بذات النشوة التي أشعر بها .. لا ترتبك .. أنا لا أخدعك بل أرفعك إلى الشأن الذي يليق بك.. كن واثقا من شفائك ، فنحن قوة تَهزِم ولا تُهزم .
احتمي بي إن شئت ولكن ، ساعدني لنزيل رائحة الموت التي علقت بأنفاسك .. قم لنحطم الحاجز الذي يحول بيننا وبين رؤية الحقيقة .. حقيقتنا !.
هيا .. انهض .. ودعنا نستنشق عبير الحياة فإن القادم أجمل .
أحبتي آلَ النبع الكرام
أهلاً بكم في حلقة جديدة من
تحت الضوء-الرسائل الأدبية
حيث سنقوم بفصفصة مفاصل النص معاً
وإشباعه نقداً وتحليلاً
ثم نتعرف على كاتبه-كاتبته
محبتي لكم جميعاً
أحبتي آلَ النبع الكرام
أهلاً بكم في حلقة جديدة من
تحت الضوء-الرسائل الأدبية
حيث سنقوم بفصفصة مفاصل النص معاً
وإشباعه نقداً وتحليلاً
ثم نتعرف على كاتبه-كاتبته
محبتي لكم جميعاً
عزيزي الأستاذ محمد سمير
أحيي جهودك وحسن إدارتك لهذا القسم الراقي والمتميز
لك جزيل الشكر والتقدير
كل الإحترام لشخصك الكريم
ومحبة لا تنضب