ثنائية ( بين الشّوق والحمام رفرفة حرف) كوكب البدري & مشتاق عبدالهادي

تعال نكتب
عن الدّمع المُسَمّر في تلافيف البلاد الحزينة والبريد
عن الليل الذي يرسو على جرح الهديل
عن الزّمان الموحل بطمى الهزيمة والإنكسار
أو عن السّماء التي ماعادت لنا
وعن كل جسدٍ صار للشّظايا مسكنا
تعال نكتب بغداد أغنية على شفتيها ينام الحمام
أو نكتبها لحنا من شوق أسهد كل الذين " مرّت بهم عيون المها فَـتَعَثـّروا "*


10/6/2012
6:00 عصرا بتوقيت بغداد

* اللون الأحمرمقطع من قصيدة للشاعر مضر الآلوسي

(بين الشوق والحمام رفرفة حرف)
لنكتب ما قاله الاخر فينا :
((افرغ البندقية
في صدر تلك الحمامة
لا لشيء ولكن ...
كان يؤلمه أن تطير))* (للشاعر الإماراتي إبراهيم محمد)
وتعلمين سيدتي
من هدير النبع
وصراخ المشاعر ... واجبات الحمامة
واجب يشبه جناح الليل حين يباغته
عطش النجوم والقمر
استراح نصف جناح في صميم غربتي
ونصف هائم ظل يبحث عن وطن
*
10\6\2012

7:29 ليلا

في غياب الهديل
أرسمُ صورةً لحزنٍ جديد
أكتبُ وجه الشّوقِ حين أنهكتني أيامه ، وأنا البعيدة عن
مدى جسر من الغيوم الممطرات زخات حلم إثر حلم
جسر يزداد اتساعا بين ضفتي الوطن
وينأى بنا عن مبتدأ لخبر حكايتنا
ففي حكايتنا :
كل جرح في قلب هو جرحي
كل صهيل خيول أحزان البلاد تضجّ في مساماتي
وكل شفة تمطر ُ - أحبكَ - همسا للوطن ؛ هي شفتي

وفي حكايتنا :

ماكان الحمام ُ جرحا ، ولا شوكاً به تُغْتالُ ضَحِكَات الدّروب
ماكان الحمام إلا بشارة يحملها لمن فاض به المنفى اشتياقا للنّخيل
.
.
.
في حكايتنا :
ماسكن عيون الشّوقِ منا غير تراتيل لأول المطر ...

6:35 عصرا

... تراتيل لأول المطر ...
أو ... لأول الوطن
وطن يرحب بأسراب الجراد
ويهش عن حيطانه بركات الحمائم
حمامة أنت
حطت على زيتونة اليتم
دعاها الشوق إلى بستان من وطن
طار الوطن
وظلت الزيتونة وحيدة
بعد أن هجرتها جدران الأمان
إذا ...
لا أمان اصفع به خوفي
ولا حتى جدارا ألوذ به
دنياي سيدتي
هجرتها كل أرصفة النجاة
وما تبقى غير الشوارع
وأجساد يكاد أن يغازلها دوي السرفات.
11\6\2012

9.18 مساءا

رباه ..
في بلاد الخوف
لماذا هَجَرتنا أغانيّ عشتار ؟
وماعادت جشتي - نانا تجيد البشارة ؟
لماذا يفرُّ الحمام بعيدا عن أحلام الشّعراء
والفقراء؟
ولماذا يحط ّ قريبا من بوابة السّؤال
ذات السّؤال :

لماذا الشّوق رفيق الحمام ؟

قلت ياحورية الله
(لماذا الشوق رفيق الحمام ...؟)
أنا سأجيبك ولكن ...
عليك أن تسدلي كل الستائر
عليك أن تطلقي كل الذخائر
وكذلك
عليك أن تلعنين بحب كل الكبائر
أنا موبوء باللعنة
وجناحي آه مرت على قاتلها
بربع ربيع ونصف خريف
أجاملك ...
قد ... أجاملك ... ولكن
في مزروع أو شامخ كالوجود
هذا الحب العنيد
لذلك الشوق دوما رفيق الحمام

11\6\2012
10.11 ليلا

سكنت دهرا في ظنّي
وكم هو بريء - كأنا - ظنّي
كم ظننتُ ان الجناح قلبٌ ... ورفيفه خفق ُ
وأنّ السّماء عشب ...
به الحمام يغفو
حتى دهتني في رؤايا .. قبيلة وسيف

أخذت مني
الجناح والخفق
والرّفيف والعشب
وزرعت بي السّؤال
ذات السّؤال

لماذا على قلبي قد أعلنوا الحرب
وسرقوا مني قوت الحمام
خبرني ياشوق ُ ؟

سرقوه ...
لان الحمائم قدت من النبل
وصار لقوتها وباء يحيطهم
فجتثوا من هذا الوباء أغانيه
حتى لا تتحطم القيود
أنا من خلال الهديل أغازل طلتها
فليس من اللائق أن أرزم الشمس
لأجعل من النجوم عقدا
يليق بانهزامها من هذا الهدير
حمامة كانت
أتت على غدير الخمر شاربة
فشملت روحها الألوان و... آن الأوان
تلك معادلة تقترحها دوما ذيول الذئاب
كم مخلب حاول أن يعبث بتلك التلال ؟
وكم مخلب تهشم تحت شموخ الهضاب ؟
و... لا جواب.
بعواء ذئاب الليل ... اقسم
اقسم بأنياب الزمان
اقسم إنها محض مخلب جبان
يا كوكب العطر أراها تريد الأمان
لتشيد لضباع الليل دغلا من لا أمان
غاباتها وليل السعادين وحتى رجفة القندس المرعوب
كلها يا حمامة النبع لم تحتضن قصيدتي

12\6\2012

6.00 صباحا

قديما
مثل ألوان الأساطير
أو فلنقل مثل سميراميس ...
كنت هاربة من حدود صدره الموغل في الخيانة
أحمل في قلبي قسماً أن لن أحبّ شاعرا مرة أخرى
تمردتُ على الغيم
على العشب
على شظية زرعها في قلبي أسماها : ( أنثى من مطر )
ورحت في كل مساء
أجالس الحمام وأهمس : ( ليت )
حتى نبت في عيوني ..قمر
اسميته ياأنا ... ياسيد الغياب
ياأول الفرح وآخر الضجر
فألف
ألف شكرا للحمام
يوم أهداني الهوى
ويوم أسكنني النوى
ويوم عاد إلى عينيّ شوقا

8:34 مساء ً