الراقي حسن حجازي تابعت حوارك المهم الذي نثرت من خلاله رؤيتك الخاصة .. وتصوراتك .. و قناعاتك بكل جرأة وحنكة .. و اقناع ..
ففي ظل تسارع الأحداث وحركة الشارع المتوالية قد وجد المثقف نفسه في وجه عاصفة هوجاء توشك على القضاء على الأخضر واليابس ..
وكلنا نعلم ما للمثقف من دور غير التركيز على المواقف الإيديولوجية وأن تجربة الأنتليجانسيا في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها أوطاننا .. أكدت أن هنالك أدوار اخرى تتعدى النضال والالتزامات السياسية المحسوبة لاي طرف من الأطراف .. فالواقع يتطلب وعي كبير .. وادراك لابعاد كل ما يحدث .. فهناك مساحات فارغة يتعين ملؤها بالمفيد والذي يعكس الخير على الجميع بدأ من الوطن .. أهمها إغناء الفكر والثقافة السياسية بالتحليل والاستشراف لأن غياب الوعي السياسي والمرجعية ادى الى السير خلف عواطف مندفعة تلغي العقل
وهذا نراه أيضا بين المثقف العربي الذي اندفع مع اندفاع الشارع مطالبه .. فانخرط فيه .. وكانت كتاباته تعكس هذا بكل وضوح و تصريحاته ومواقفه ..
و هنالك مثقفين ظلوا متوجسين انطلقوا من أسئلة متعددة سيطرت على مساره الفكري .. ممن تخلقت هذه الحركية؟ وهل هي من صنع جهة ما؟ وكيف أنه لم ينتبه إليها وهي تكبر وتأخذ هذا الشكل العلني الصريح؟.
وهاهي الأيام تمر لنجد أن الوضع يسير الى الأسوء ولا نملك أمام كل هذا إلا أن نقف بصمت خاشعين ندعو رب العباد أن يحمي بلداننا من هذا الطوفان الذي سيغرقها بالأسى ..
حوارك فعلا يستحق التوقف مليا أمامه .. وخاصة انه شمل الادب والواقع السياسي
وكم كانت رؤيتك صائبة عندما أجبت على السؤال التالي :
[ الطاغي على المشهد الشعري العربي الجديد، خاصة نتاجات شعراء العشريت الماضيتَ ،ْنيْ هو ميلُ النصوص فيه إلى «اللعب » اللفظي الشبيه بألغاز الأطفال. ما مدى صدقية هذا القول؟
] نعم الكثير من شعرائنا للأسف وقعوافي هذا الفخ فصارت كتاباته كألغازالأطفال أو الكبار تحتاج لقواميس لشرحها
وفك طلاسمها وهذا ما يمكن أن نطلق عليه الهوس أو الفراغ الشعري وهو ربما وسيلة للهروب من واقع أليم لا يمكنهم التعبير عنه لوجود نوع من الكبت أو الخوف من معالجة قضايا أو أمور مصيرية قد تودي بهم في
متاهات أو محاكمات هم في غنى عنها وهو ما أعتبره نوعا من التَرف أو الإفلاس الشعري
وهذا فعلا رأي الخاص في الكثير من الكتابات التي تتناثر في كل مكان .. وكأن صاحبها يكتب لنفسه أو لمشعوذ يفكك الطلاسم .. وينسى للأسف أن القارئ ليس متفرغ للغوص في مكنونه الغامض .. والأغرب عندما يكتب شاعر كلمات لا يجد لها تفسيرا او شرحا عندما يطرح عليه سؤال او استفسار ..
وستبقى عجلة القلم تدور ولابد من وجود آراء تقرأ المسار جيدا وتصرح به .. شكرا لهذه الدعوة التي قدمتها لنا لنقترب من آرائك الباذخة .. تقديري لك واحترامي وبيادر من ياسمين الشام
مودتي المخلصة
سفــانة