أشقيت إيهامى كما نذروكا *** و نزلت كالطاعون إذ عـــــمدوكا
يا أيها المفتون يومك قادم *** لترى سراة الغـش قد خــــــذلوكـا
كـم صا رنجمك بازغا متلألئا *** و غدا تفارق بغتة صعــــــلوكا
خــدعوك إذ قالوا بأنك واحد*** و الخائنون جميعهم تركـــــــوكا
والآن عاد الشعب يحفظ إرثه*** لينيب قادته رضى : عزلــــــوكا
قزما تدق الأرض حولك جهّل *** عصبوا عيونك ليتهم عصـبوكا
جوعان تطعمنا وحوش عدوّنا*** و يموت أهلونا ضنى و"صكوكا"
و ركعت تطلب رحمة من غادر***و يسوق حرّاس الكلاب ملـــوكا
كيف اشتهيت هواننا فى لحظة ***و نسيت جرحى أمّة رفــــــعوكا
صعّدت أشباه الرجال رؤوسنا *** لا تعجبن أسى إذا صــــــــلبوكا
و نثرت فى ليل حـــفائر مجدنا *** لتدوس فى شغف علا مسفوكا
الســــاخر المجنون بدّد عمرنا *** فـــى كل هزل تافه منـــــهوكا
أتظن خاطـــــــــفنا كأنك خالد **** إن الـــذين تجــــمّلوا قتلوكا
حزت البذاءة و الشمــــاتة حانقا **** من أىّ فجّ عاهر فــسلوكا
نافقت أمريكا هوى و مودّة **** و منافقــــــوك إلى الخنا قذفوكا
و عبدت إسرائيل حبّا ناعما *** عرّوك ســـــــــكرا بعدما نزفوكا
جفّفت أنهار الحياة مفاخرا***و سحلت أشواقا بها شــــــــغلوكا
و طحنت أكباد العباد تشرذما*** و زهوت مغترّا : صبا مشكوكا
السجن فى عهد البلاء براءة*** و الحق و الإحساس ما عرفوكا
غامرت بالتاريخ إنّك دمية*** أرخت عصا الطاعات من ولّـــوكا
حرسوا إيابك خائبا فى نشوة **** من دار حــكمهم إذا صرفوكا
النار تضرمها تزلزل هدأة **** يا ويل أمك إذ هم حـــــــــرقوكا
حاصرت قومك شائها و مغيّبا ****عار عليــــــــنا كلهم لعنوكا
هبّت إلينا شلة لا تنتمى *** إلا لشره بـــــــــــاذخ شــــــــنقوكا
يا مصر هذا كاذب ذو عاهة*** شرف لعـــــمرى إن هم سحقوكا
يارب أمرك فى الممالك نافذ***فمتى أقــــــول لظالمى : ظلموكا .
2 ـ 8 ـ 2009م
شعر / عمر غراب
القدير عمر غراب
الجدل حول قضايا الوطن لا تنطفئ جذوته لدى الشّاعر
وما حبر من مراثي يا أخي عمر يعطينا الإنطباع بأن نقيم مواكب تنديد
فما قرأت هنا يعطي نواقيس الخطر قبل وقوع الخطر ولكنهم لا يعون...
انّه التقاطع المستمرّ بين الزّمن والشّعر لكن محاولة استبطان دلالاته ومغزاه يتموقع خارج حدود القصيدة في حياة الطّغاة الظالمين...
ولتبق القصيدة لا تعطي قبلتها الا لمن يشتهيها وقد اشتهينا المغزى والمدلول العميق لقصيدتك أيّها القدير عمر غراب