الكاتب والقاص سعدون البيضاني في ضيافة الحقيقة
تحقيق:سناء الحافي
في عدد اليوم بصحيفة الحقيقة العراقية نستضيف على مائدة الحوار قاص وروائي عراقي ..شكل حضوره في كتابة القصة مكانة متميزة،اذ يعتبر احد الاصوات البارزة في العراق الذي يدفع ثمن موقفه الادبي المستقل الرافض للاحتواءتحت أي عنوان ...
ومن خلال الايغال في التجريب والمغامرة في تشكيل البناء والتعمق في دراسة مشاغل الانسان المعاصر ومتابعة قضايا الحياة ..فرض ابداعه ونحت هويته الادبية هو :الكاتب سعدون البيضاني .......
ولد في قضاء المجر الكبير بمحافظة ميسان عام 1956 .
عمل مسؤولا للصفحات الثقافية في بعض الصحف العراقية المحلية ويعتبر احد الاعضاء البارزين في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين وعضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب .لدأ النشر في الصحف العراقية والعربية في مجال القصة القصيرة عام 1974 .
ومن اهم اصداراته في عالم الرواية :خيبة يعقوب ومجموعته القصصية جنون من طراز رفيع ..التي اختزلت بين طياتها وقار حكيم ونوبات شاعر ..
ومع القصة والذكرى التي بقدر ماهي عذبة كانت معذبة كان لنا معه هذا الحوار بما يحفل به من اسئلة وانتظارات يغوص في دهاليزها ...
ـــ الكاتب و القاص سعدون البيضاني ....حللت أهلا و وطأت سهلا في دار الحقيقة العراقية ، و نبدأ حوارنا معك من ارض البداية الى امتداد القصة في طيات ذكرياتها ، و تأثير ميسان في تجربتكم السردية؟
شكرا لكم وممتن لدخولي دار الحقيقة العراقية مسرورا بوجودكم ..سعدون جبار البيضاني عام 1956 ولدت في قضاء اسمه المجر الكبير جنوب مدينة العمارة محافظة ميسان ،يقسمه نهر دجلة الخالد الى شطرين تبدو للعيان كشفتين عذبتين .مدينة محاطة بالماء والنخيل وحقول قصب السكر ،كنت طفلا مشاكسا لكل شيء وقانعا بنصيبه ودفعتني مرارة الحياة حين يلعب الاطفال اقف موقف المتفرج وحين يذهبون للحدائق مساء اذهب الى مكتبة المجر الكبير العامة اقرأ كل مايقع تحت يدي حتى ابلغني المعلمين والمعنيين وانا طالب متوسطة باني مشروع ادبي فاخذت الكلمة على محمل الجد وقرأت روائع القص العالمي مبكرا لتشيخوف ،جي دي موباسان ،ارنست همنغواي ،سومرست موم فيكتور هيجو ،كافكا ،البير كامو،نجيب محفوظ توفيق الحكيم ....الخ .اما ميسان او المجر الكبير تحديدا فكان لها تأثيرا كبيرا لانها المتخيل والمحفز الكبير ومنها استلهمت اوليات السرد الشفوي والميتافيزيقي والفنطازي من خلال الحكواتيين والجدات والمآتم فقررت ان اقيم فيها حتى مماتي .
أنت عضو في الاتحاد العام للأدباء العراقيين و العرب ... باعتقادك ماذا أضاف لك هذا الانتماء الأدبي و ماذا أضاف له سعدون البيضاني ؟
.هو انتماء مهني لا أعتقد باني اضفت له شيئا بقدر ما افادني نتيجة احتكاكي بكبار كتاب القصة العراقيين الذين شجعوني مبكرا واخذوا بيدي وانا في اول الطريق فانا مدان للقاص الكبير محمد خضير والقاص الكبير احمد خلف والقاص الكبير عبدالستار ناصر والقاص والناقد جاسم عاصي والناقد علوان السلمان والناقد د.سمير الخليل وعذرا للذين لم اذكرهم .
أصدرت مجموعة قصصية بعنوان : جنون من طراز رفيع (1999) ، حدثنا عن تجلياته و كيف اسهمت في اختزال الأم و الجنون في قالب سردي محبك ؟
.مذ كنت طالبا في المرحلة الابتدائية واخي الاكبر في المتوسطة وانا افتش في كتابة الادب والنصوص واحفظ اية قصيدة من شطرين حيث لم اكن اعرف ان الشعر يسمى العمودي فحفظت على ظهر قلب جزء من المعلقات ثم اضحى التنائي لابن زيدون ونالت على يدها ليزيد وبالسيف اقسم لا بالطرس والقلم ورائعة الجواهري أخي جعفر لاقرأها في ساحة المدرسة فانتبه لي الطلاب والمعلمين مما افادني حين وجدت نفسي في خانة القص حيث تشكلت لدي اللغة الشعرية السردية ولكي اتقيأ مرارة العيش على الورق تابعت عن كثب احوال المتعبين والمجانين والمتخلفين عقليا من جهة وحزني على امي الذي تركتني بعد ساعة واحدة من اعدادها الفطور لي وتهيأة حقيبتي المدرسية وانا في العاشرة من العمر ففقدت حنان الدنيا ولا زلت حزينا عليها حتى هذه اللحظة فصرت اعقل مجنون في العالم ..فنالت مجموعتي الاولى جنون من طراز رفيع الصادرة عن دار الشؤون الثقافية عام 1999نصيبها وتقبلها النقاد والقراء بقبول حسن ..
نرحل بك الى عواصم الرواية من خلال: خيبة يعقوب و خارج المزاد العلني ...، الكاتب سعدون البيضاني ، حدثنا عن هذه الإصدارات و كيف تبلورت أحداثها مع تعدد الزمكانية فيها و إلى أي مدى استطعت تجسيد أحداثها على الورق؟
.تبلورت روايتي خيبة يعقوب التي صدرت بطبعتين الاولى من منتدى عين للثقافة والابداع واثانية من مجلس محافظة ميسان /الثقافة والاعلام والتي استغرقت كتابتها اكثر من ثلاث سنوات كوني عشت وتابعت حالة احدى العوائل التي فقدت ابناءها الثلاث في الحرب العراقية الايرانية بمعدل شهيد كل ستة اشهر ومن ثم انهيار العائلة برمتها ومأساة الام التي طالها القصف العشوائي قبلهم وردم الاهوار في زمن النظام السابق ومأساة الطيور المهاجرة التي تأتي من اصقاع العالم لتقضي فصل السياحة فترجع خائبة منكسرة تائهة فتشكل لدي متخيلا واسعا وواقعيا والخيبة الكبرى للاب الذي دفن اولاده ويأمل بعد مجيء الاسرى ان يكون من الاسرى احد اولاده اما رواية خارج المزاد العلني فهي تحت الطبع واستبدلت العنوان بنافلة الخراب لانه الاقرب لمحتوى الرواية ..
الكاتب معني بتدمير الخرافة ومهاجمة آلياتها.... باعتقادك هل من حق الروائي أن يتجاوز المحظورات الدينية تحت سياق البحث عن الإجابات الوجودية في نظرك خصوصا إن مناقشة المقدس أمر قد يثير حفيظة البعض ؟
.لان الاديب هو اصلا انسان مشاكس باللغة والتصرف والغور في بواطن الاشياء التي باعتقاده لايعيها غير المتلقي الواعي الذي هو الشريك الشرعي للمؤلف في عملية انتاج النص وكما يقول رولان بارت ان اكبر دعم يقدمه المتلقي للمؤلف هو القراءة ولان القراءة هي شعور شخصي لذلك على المؤلف تدمير الخرافة والشعوذة التي يوظفها البعض باسم الدين مما يهدم الدين برمته،اغلب الاحيان خاصة ان البعض يؤمن بالخرافة اكثر من ايمانه بالدين نفسه ولذلك يجب ان نتعامل مع هكذا محظورات او تابوات بحذر كبير في مجتمعاتنا خوفا من التسقيط واحيانا التصفيات لكن لابد من اجتياز هذا المحظور فلم يصل الطيب صالح الى هذه الشهرة عبر رواية موسم الهجرة الى الشمال الى هذا الحد لولا الجرأة الكبيرة وكذلك عمل جبرا ابراهيم جبرا في السفينة وعبده خال في رواية ترمي بشرر وعلي بدر في نساء عاريات وصخب ، وهذا المحظور هو قديم تحت اسم كشف المستور لانه اخف وطأة من مناقشة المقدس الذي اختلف في فهمه حتى عند المتدينين انفسهم لانه يخضع لعملية الوعي المختلف ,وعلى الكاتب ان يكون غير معني بسوء الادراك الذي يهدد بنسف العالم فالكلام والادراك والاتصال هي امانا لبناء البشر على هذا الكوكب على حد تعبير جيري هوثورن والكتابة اغلب الاحيان تشكل مع المحظور تعبير مقنع وانه تحقيق لرغبات مكبوتة قياسا على الاحلام وان الاحلام بطبيعة الحال لاتعرف المحظور وان هذه المقنعات تعمل حسب مباديء معروفة ضمن مستويات ومدارج عقلية تقع وراء الوعي وان بين الرقيب والرغبة في التعبير صراعا مستمرا يحتاج لمهارة وجرأة لدخول عالم المحظورات دون المساس بالدين الذي يشكل لك معضلة المقدس لمن لايفهم حقيقة الدين والمقدس .
الرواية العربية تعيش حالة من سرعة الانتشار على حساب الشعر، لكن هناك من يرى أنها ماتزال ضعيفة المبنى و المعنى ، باعتقادك ما هي نقاط ضعف الرواية العربية في مقابل الرواية الغربية ؟
. في السنوات الاخيرة اتسعت رقعة الرواية تبعا لازدهار الترجمة ووصول الرواية العالمية الى المتلقي والكاتب العربي سواء عن طريق تسويق الرواية وتوزيعها او عن طريق الشبكة العنكبوتية حتى تحول اغلب الشعراء وكتاب القصة القصيرة الذين هم اقرب من غيرهم لكتابة الرواية لانها العالم الفسيح الذي يدخلك الى عوالم واسعة ومناخات مغايرة وبصراحة الرواية عمل مغري وممتع وشاق بنفس الوقت ولكن ليس كل الشعراء الذين كتبوا روايات هي روايات بمستوى جيد وربما اساءوا الى منجزهم الشعري ولكن البعض من الشعراء من وجد نفسه بالرواية افضل مما حققه شعريا وبدات الرواية العربية تاخذ مكانها اللائق بعد نجيب محفوظ الذي اخذ نوبل برواية عربية والان موجة الروائيين الشباب او الجيل الذي ازدهر بالتسعينات اخذ مكانة عالمية مرموقة مثل علي بدر وعبده خال وابراهيم الكوني ولطفية الدليمي وانعام كججي وحيدر حيدر وفضيلة الفاروق وغيرهم ولاننسى الكبار مثل الطاهر بن جلون ،امين معلوف ،عبد الرحمن منيف ،جبرا ابراهيم جبرا ،الطيب صالح ،غسان كنفاني والقائمة تطول لكن ضعف الرواية العربية مقابل العالمية هو سوء التوزيع عدم وجود تسويق الرواية العربية الى العالم.
برأيك لمن تعود هذه الارهاصات في تشكيلة البناء السردي و الوصفي فيها ، هل هناك أزمة فكر عند الكاتب أم المتلقي ؟
. الارهاصات حالة صحية تنتاب الكاتب عند الشروع بالكتابة وبدونها لايستطيع ان يحطم بياض الورق وبدون القلق او الارهاصات لايبدو للنص قيمة لان النص عموما هو نبض حياة متوترة يبحث عن انتظام له ضمن معايير الصياغة والتعبير أي محاولة قدرة العبور الى المتخيل للبحث عن شكل بنية يتقبلها المتلقي بقبول حسن ، والارهاصات تكون على اوجها عند كاتب القصة القصيرة لانها حدث درامي يتضمن شخصا لانه شخص وشخص معين يراد منه ان يطرح مشكلة او موقف انساني او حالة يعتقد انها موقف انساني خاص يجب ان يشترك فيه جمع من المتلقين والمعنيين بالشكل الادبي وكما يقول وليم راي ان الكتابة ممارسة للموت في تواصل مع دائم مع الموت لانها تنشد الحدث دون ان يتحقق وهي اعادة خلق الذات وهناك ازمة فكر متبادلة بين المتلقي الذي يريد ان يفهم النص ضمن مدلولات وعلامات لها علاقة بمفهومه الاقرائي وبين الكاتب الذي يعتبر القراءة مغايرة تماما للكتابة ويريد المؤالفة بين الفهم المشترك والقصد الفردي والتاويل الذي يحيل الى معنى النص واليات الفهم ..
باعتقادي الشخصي أن الرواية هي مجموعة فنون منصهرة في مظهر سردي واحد نطلق ، وهي تنفيذ من المسرح ومن الشعر ومن الفنون البصرية...برأيك كروائي ما مدى حاجة الروائي للفنون الإبداعية الأخرى ، كالشعر مثلاً ؟
الرواية عالم فسيح واسع متشعب ،تمتزج فيها الامكنة بالبشر وكل ماهو مختلف ومتشابه في الطبيعة من مدن وسينما وشعر وموسيقى ورقص لذلك كل مشهد يحتاج الى دراية وحرفية وتقنية وتكنيك ومهارات لان روح الرواية هي روح التعقيد وكل رواية تقول للقاريء ان الاشياء اكثر تعقيدا مما تظن لانك تريد من وراء كتابة الرواية ان تحرك عند المتلقي خيالات اللاوعي وبنفس الوقت تحرك دفاعات الوعي ضدها والرواية جو من التناقض والتعارض المشحون بالتوتر والقلق هذه الخاصية الملازمة للروح البشرية ولذلك ينبغي للروائي ان يكون ملما بكافة الفنون من مسرح وشعر وموسيقى وعلم نفس وتبقى الحاجة اكثر الى الشعر لان كل الفنون اصلها الشعرية على حد تعبير رولان بارت ...
هل لك أن تحدثنا عن الآلية المعتمدة لديك في تخليق شخصياتك وابطال رواياتك ؟
ربما لي طريقة مختلفة او خاصة بالكتابة اذ اعتمد على الحذف والاضافة بشكل كبير نتيجة القلق اثناء الكتابة بعدما تختمر الفكرة الرئيسية ثم ادونها واهتم كثيرا بالوصف الذي يشكل مشهدا سرديا من حيث طبيعته التكوينية وبالمظهر الجمالي ــ الزخرفي القائم على استثمار معطيات الواقع عندما اشكل في مخيلتي مشهدا سرديا اقرب الى المشهد التشكيلي من حيث طبيعته الانشائية بالتعامل مع مفردات الحياة ومظاهرها الواقعية وامارس مع نفسي النشاط الادراكي لغرض استيعاب الفكرة المتخيلة وتوظيفها حسب بنية الفهم الثابتة النمطية وبنية النص المادية المتغيرة واعتمد على التعددية في المعني كوني افضل الشخصيات القلقة مع قلة عدد الشخوص في الرواية كي لا تلتبس الاسماء لدى القارئ دون يكون لها تاثير على مجريات الروي ..
نعود بك الى عواصم القصة ... من أين جاء التجنيس للقصة القصيرة لدى سعدون البيضاني ؟ هل بفعل التجربة الكتابية الذاتية، أم من خلال الحس النقدي الذي تمتلكه؟ أم وفقاً لقياسات اخرى؟
. اعتقد ان التجنيس هو نتاج القراءة المكثفة الممنهجة الواعية للنص الحديث والقديم والمدارس القصصية والشعرية والنقدية المتنوعة ومن خلال الانفتاح على النصوص العالمية بمختلف مدارسها ولان القصة القصيرة هي دراما ولكل كاتب فكرته الدرامية والقصة القصيرة هي حلقة الوصل بين الشعر والنثر والسرد لانها تتناول اشياء قصيرة ذات نطاق ضيق ومبتسرة من اجل رفع التاثير عند المتلقي الى أقصاه كونها موجز حكائي ولغوي لابد ان تخضع مفرداتها الى تنظيم وتماسك خاص بالكاتب كي يميزه عن غيره من الكتاب وللتجنيس علاقة كبيرة بالحس النقدي او النقد نفسه الذي يجب ان يمارسه القاص من خلال الاطلاع على مدارس النقد الادبي وقراءة مايكتب عن كل قاص كون القصة القصيرة هي طريقة لقول شيء لا تستطيع ان تكتبه بطريقة اخرى وعندما ابدأ بالكتابة لم اضع بذهني ماذا سيكون جنس القصة /قصيرة / قصيرة جدا /المهم اقتنع اني كتبت قصة مغايرة لما كتبته قبلها وان يتلمس معناها المتلقي
هل يمكن للقاص سعدون البيضاني أن يضعنا أمام نماذج من التحولات الفنية في القصة القصيرة: عراقيا عربياً سريانياً؟
السرد في تحول كبير وواسع وانماط السرد تعددت هي الاخرى تبعا للتطور العلمي والتكنولوجي الهائل في طريقة انتاج النص وكتابته وقد بدأ التحول مبكرا في القصة القصيرة على يد تشيخوف وجي دي موباسان وادغار الن بو والان روب غرييه وهمنغواي والبير كامو وكافكا الى اخر القائمة التي لا تنتهي كما احدث دخول كتاب امريكا اللاتينية بالواقعية السحرية تحلا كبيرا في عالم القصة على يد ماركيز وكونديرا وغيرهم وعلى الصعيد العربي زكريا تامر وحنا مينا وغسان كنفاني وغادة السمان واحلام مستغانمي واسماعيل فهد اسماعيل وعراقيا محمد خضير واحمد خلف وجمعة اللامي وعبد الستار ناصر ولطفية الدليمي وغيرهم الكثير من المبدعين..
..
بعد التجارب العديدة التي اشتغلت عليها وأنتجتها في ميدان السرد القصصي، ما الذي يشغلك سردياً؟
لدي مجموعة قصص قصيرة جدا جاهزة للطبع بعنوان خارج نطاق الجسد واضع اللمسات الاخيرة لرواية بعنوان نافلة الخراب وكتاب فولكلوري تاريخاني عن المدينة بعنوان المجر الكبير /قراءة في ذاكرة المكان .
كيف تجد النقد العراقي في تناوله لتجربتك ؟
اعتقد ان النقد العراقي تناول تجربتي القصصية والروائية بما يجعلني راضيا والحمد لله وشكرا لمن كتب عني وخاصة الاساتذة الذين لم التق بهم حتى الان ..
بما أن النقد غرق في البنيوية و التفكيكية و ما بعد الحداثة ، هل ترى أن هناك أزمة النقد أثرت في الأدب العربي بصفة عامة و في تناول المنجز الروائي العراقي بصفة خاصة؟
. هذه المدارس او المصطلحات تشمل ميادين عدة منها الفلسفة وعلم النفس والانثروبولوجيا واللغة والنقد ولذلك على اهمية خطورتها اكتفت بالنظر الى نظام البنية في تزامنية عناصره كونها مجموعة مفاهيم انتجها الشغل على موضوع محدد هو اللغة وان ازمة النقد هي ازمة عالمية على اختلاف المدارس النقدية وظهور الحداثة ومابعد الحداثة ولان النص الحديث سواء كان قصا ام شعرا ام رواية هو نص معرفي يقاوم في انساقه اختزان معنى ما سطحيا ام عميقا فهو نص حواري قائم على التعددية في المعنى تشكيلا وتلقيا وبالتالي فالنقد الحديث يستند الى مفاهيم نظرية متنوعة وقواعد اجرائية كي يتناول المنجز بالشكل الصحيح ..
الاعلام العراقي يعييش في صراع غير منته...كروائي و قاص عراقي يشهد له بالتميز ، ماذا قدّم لك الاعلام في الداخل و هل أنصفك طيلة هذه السنوات من العطاء الأدبي؟
. الاعلام العراقي في طور نمو كبير ولذلك لابد من صراع لاختلاف وجهات النظر وظهور حالة الرأي الاخر التي لم تكن موجودة من هذا يظهر الاختلاف واضحا والصراع الذي اعتبر اغلبه انفعاليا ومفتعلا في محاولة لهدم التشكيل الفني الاستبطاني للشخصية القصصية او البنية الواقعية للانموذج القصصي والروائي ومن جانبي اعتقد طالما انه لم يجهلني فانا قانع سواء انصفني ام لم ينصني ولم يخلد على بالي مثل هذا التفكير صراحة المهم لدي اني اكتب والمتلقي اول من اضعه امامي خاصة القاريء البسيط الذي ابغي ان اوصل صوتي واضحا اليه..
أخيرا هل يعكس العرب ضعفهم في المنجز الثقافي على الشبكة العنكبويتة أم يكرسون جهلهم التقني والتكنولوجي لخدمة أهدافهم الخاصة ؟
لا اعتقد بوجود ضعف عربي في المنجز الثقافي على الشبكة العنكبوتية بل العكس حصلنا على كم هائل من مستندات النص الفائق المرتبطة ببعضها ونتصفح وننقل ان وثائق وصور ومعلومات هائلة لم تصلنا عبر المطبوع الورقي لاسيما ان الشبكة تعدت كل الحدود ووصلت الى ابعد قرية عربية وحتى عبر الهواتف النقالة وقد برع العرب الان في استخدامها وحتى الجهل المركب بدأ يضمحل تدريجيا والان المنجز الثقافي العربي خاصة على مستوى الادب في الشعر والقصة والرواية بلغ ابعد الديات ووصل الى ابعد عربي في بقاع الكرة الارضية عبر الشبكة العنكبوتية ..
ما هي مشاريعك الأدبية المقبلة على ارض الكتابة , هل مازال هنالك الكثير في حقائبك لم تقدمه ، و كلمة أخيرة توجهها لقراء جريدة الحقيقة العراقية ؟
اعتقد اجبت على هذا في سؤال سابق يقع في التسلسل12،لدي مجموعة قصص قصيرة ورواية وكتاب عن تاريخ وفلكلور المدينة وكتاب نقدي بعنوان مقاربات في القص العراقي المعاصر اتناول فيه بعض المجاميع القصصية لقصاصين هم من جيلي الان والذين ظهرت مجاميعنا في التسعينات بالرغم من بعضنا كتب بالثمانيات لكن الظهور الحقيقي بالتسعينات خاصة نحن الذين لم نكتب ابدا عن الحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت وباعتقادي ظلت اقلامنا نظيفة اما كلمتي لقراء جريدة الحقيقة العراقية فانا اشكر الجريدة وادارة وكادر التحرير متمنيا لهم كل التوفيق والمحبة ولك ايضا ست سناء الحافي فيض من المحبة ..
ألأستاذة الحافي
ألأستاذ البيضاني
تحايا ومحبة
حاولت تفضيل السائل عن المسؤول، وبالعكس.. كمحاولة لكتابة تعقيب، لكني فشلت
إذ أنكما على درجة عالية من الوعي، والشعور بالمسؤولية
وهنا تأكد لي بأن هذا العمل الحواري، هو بدرجة راقية يصعب التمييز فيه
لذا أود أن أقدم باقات ورد لكليكما، مع امتناني.. لإغناء ذائقتي الباحثة عن الجمال أنى حلَّ.
مع عظيم تقديري.