إستل أفكاره بجلباب أسود مقيت وإنحدر من حسيكة نفاق تطلب ثارات جاهلية فشد حزامه الناسف وتوجه صوب أطفال مدارس ليحقق دخوله الجنة بتوقيع دموي الجذور والديمومة وشاهدهم كيف يبتسمون ويفرحون بيومهم الدراسي وكيف هم كالورود في بساتين جميلة يحملون حقائبهم التي بالكاد يقوون على حملها فأجسادهم تتحرك يمينا وشمالا عكس تمايل تلك الحقائب وفي رأسه تدور أوامر مَن اخبره أنه عندما يقتل عشرة منهم سيكون مأواه الجنة لامحال كونها الجنة أصبح أمرها بيد شياطين يتوارثون جيلا بعد جيل كل مفاهيم الحقد والعصبية متناسين يوم لقاء الله , سار بوسطهم وسمع أحدهم يكلم صديقه ببرائتهم المعتادة وهو يقول له : لماذا لانجمع أموالا من زملائنا كي نتبرع بها لفك الحصار عن إخوان لنا محاصرون في غزة .. ومساءا كان الخبر الاول على الفضائيات إستشهاد جموع من أطفال في يومهم الدراسي الجديد .. رحلوا ولكن أمانيهم تبقى صامدة ومعها أمنية ذلك الشهيد السعيد البرئ في فك حصار غزة وربما يكون المبلغ الذي من الممكن أن يجمعونه لايعادل صرفيات ذاك الحزام الناسف الذي أودى بحياتهم .