صورة مؤلمة
لا يستطيع من يراها مغالبة دموعة
وحروفك جاءت لتعري حكامنا الذي كانوا وراء موت هذه الطيور البريئة
صدقت شاعرنا الكريم
هذي بلادٌ لا تُحبُّ طُيورَها = قد زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ
سيكون طيراَ من طيور الجنة
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = في خُلْدِ رَبِّكَ ما فُؤادُكَ راجي
عجبًا: بموتِكَ كيفَ زِدتَ براءةً = وغفوتَ بينَ الرملِ والأمواجِ؟
تَستقبلُ البحرَ الذي سامحتَهُ = عن لَفْظِ سِرِّكَ حينَ كُنتَ تُناجي
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = في خُلْدِ رَبِّكَ ما فُؤادُكَ راجي
هذي بلادٌ لا تُحبُّ طُيورَها = قد زُيِّنَتْ للشرِّ والأعلاجِ
وبرغمِ قَسوتِها تُقبّلُ أرضَها! = منها بدايةُ رحلةِ المِعراجِ
أحسنْتَ ظنًّا مِن نقاءِ سريرةٍ = ما كنتَ يومًا لاعنًا أو هاجي
أأراكَ لا تَدري بأنَّكَ ميتٌ = والحالمونَ بلقمةٍ وعلاجِ
حتّى زنيمُ القصرِ يَحفظُ عَرشَهُ = وسبيلُهُ دَمويّةُ الحَجَّاجِ
وحثالةُ الأعرابِ دُونَكَ أغلقوا = عادينَ بابَ الغَوثِ بالمزلاجِ
ما كفّنوهُمْ حينَ ماتَ شعورُهم = غِيدَ القصورِ وساكني الأبراجِ
شربوا خمورَ الدمِّ في لذّاتِهم = في غيِّهِم ضلّوا عن المِنهاجِ
وبلادُ أوروبا حُرِمتَ لُجوءَها = عنها مُنِعتَ بحاجزٍ وسياجِ
كلُّ الملوكَ رَموكَ حينَ رأيتَهمْ = سُودًا عرايا في قُصورِ زجاجِ
فهمستَ في دمعٍ لنومِ ضميرِهم: = "فلتقبلوا أسفي على الإزعاجِ"!
لم يَبقَ غيرُ البحرِ، حينَ بَثَثْـتَهُ = شَكواكَ رَدَّ بِعَصفةٍ وهِياجِ
لم يَدْرِ شوقًا حينَ ضمَّكَ أنّهُ = أجرى عليكَ الحُكمَ بالإفراجِ
أتريدُ أن تَقضي اختناقا مثلما = سبعينَ نفسًا كُدِّسَتْ كنعاجِ؟
أو كنتَ تُصبحُ مِن عبيدٍ حُلمُهمْ = أن يَعلِفُوهم في حظيرِ دجاجِ؟!
يا بِئْسَ مَنْ عشقوا الحياةَ ذليلةً = هَلَكَ الجميعُ وأنتَ كنتَ الناجي
نَمْ يا صغيري ما مكانُكَ ها هنا = وغدا يجيء الصبح بالإبلاجِ
محمد حمدي غانم
2/9/2015
الله الله كم هو موجع هذا الحرف
الله الله كم هو مؤلم هذا النزف
ماذا نقول لمن ظنوا بأنهم يخططون للحريات وهم يخططون لتراكم النفايات على القلوب والنفوس
بئس شباب غرهم جهلهم
بئست زعامات تفرض الهجرية القصرية القهرية
نص أصفق له مستمتعا دامعا
لله درك أخي محمد غانم كم أنت رائع بارع
شاعر وربي
تحية لهذه القصيدة الشعرية و لهذا المطر الشعري الذي هطل بقصائد كثيرة على قفار هواننا المزمن
أعجبني قولك : هلك الجميع و أنت كنت النّاجي
عبارة لخصت الكثير
تحياتي لك