يتمَـــادَى الليْــــل في نبشِ مِخــدَع الجُــرح ويجــعَلنـــا نعَاقِــر السَّــهر نركُــض في مَتاهـــةِ الذكريَـــات وأمسٍ تــوَلّى أجمَـــله وأبقـــى لنَــا شـــيئاً مِـن فتات أمنِيـــاتٍ آثــرتِ البقــاء قــيد أمَـــلٍ ليسَ بالبعِـــيدِ فنحُـــث إليهِ الخطــى وليسَ بالقــرِيبِ فنحـــزم حَقــائب اليأس وَنمضِــي يَـــــا .. أنتِ لازال يِســـيل في دَمِــي أكثرك بـدر عبدالله الســاري
ســــيموت خـفق الأجنحـــة إن لــم تعــودي للهــبوب
ومَضــينا وشَــوك المسَـــافة يؤذي أقـــدامَ قــلوبِنَــــا لانأبَـــهُ للخسَـــاراتِ السَّــحِيقة الــ نقفُ على حَافــةِ أودِيتهَــــا وشَـوقنا يتَدفــقُ نحــو وِحـدةٍ شَــاقة تزرعُ حُلمَـــاً وتقضِـــمُ آخَـــر تسْــكبُ فينَــا تفاصِيــل وَاهيَــة وطــرِيق أحمَــر يقطــرُ مِنهُ دمُ الهَزيمـــة ونرتكِبُ الرَّحِـيل بكامِــلِ أناقَــــة جنونِنَــا حَــيث الخِـيارات المَخنوقــة تُهـديكَ باقَــة ثمْــلِ لاتتَماثـــل مِنــهُ للصَّحــو يــا .. أنتِ يمّـمــتُ نحو مَطـلع الشــمْس غــبتُ كثيراً أوغَــلتُ في وُجــوهٍ شــتَّى وعَــينايَ لــمْ تتأبَّـط سِــوى مَــلامِحك بدر عبدالله الســاري
يـا .. أنتِ مَــن شـــدّ وِثــاق الغِـــيَاب في مِعصَـــميكِ أيقتضــي الوصُــول إلى المَــاءِ كل ذاك السَّـــبيل مـن العَطـــش أم أننــــا كي نُحــب علينَـــا إحتسَــــاء الجفـــاف على صَــدري المُـثخـــن فقــداً تتَمطـــى خـــيُول إشــــتِياق عَمـيق حَوافرُهـــــا تغــرِسُ الدمْــــع في مُــقلتي وتنصِـــبُ خيمَــةً مِــن سَــهر تمَــادت إلى حَـــدّ زفّ النجُـــوم إلى عُـرسِ فجـــرٍ يـغتـــال بَهـجتهَــــا بِسَــيفِ الضــيَاء أيَـــا .. أنتِ أيْــن .. أنتِ بدر عبدالله الســاري
يــــا .. أنتِ تمَــادىَ الغِـــيَاب وأنَــــا أمضِــــي إليكِ كلمَــــا نأيتُ أكثر ضــــجيجُ تفاصِـــيلك تمْــــلأ المسَــــافة وطــيفكِ ناسِــكُ سَــهرٍ لايغفـــو يُوقِـــظ الحَــــنين وينهَمـــرُ رحِـــيق شَـــوقٍ أقصَـــــاهُ دمعَــــة قـــابَ سُــقوطٍ أو تكَـــاد كثيــرَة أنتِ عِندمَـــا تأتِـــين في ثلثِ الشـــوقِ الأخِـــير تخيطِـــين أنفاسَ الحَـــياة في ثَــوب واحِـــد مقاسُــــــــه مَــلامحُـــك منسُـــوجٌ من صُـــوف وَجهَــــك يُدفيءُ بقـــدَرِ البَــرد القابِـــعُ في فقـــدِه بدر عبدالله الســاري
يـــا .. أنتِ يعــبُر بي الظمَــــأ إلى مَــاءِ عَــينيكِ حَــيث إرتِـــواء بمَــاءِ الخــلود قــيْد الفِتنــة وشَــهوة تكدَسَّـــت للإغتِســـالِ بشــــعَاع ضَـــوءٍ ينبــلجُ سِـــحرٌ عاطِــــر وحَـــــنين يزحَـــف يعْـــبث بمَســـاءاتي المتضَخمـــةِ بفصْــلِ شِـــتاءٍ ينجــبُ البَــرد والشــــوق كثيرة هِــي زفَــرات الأنِـــين في سَـــاعةِ شـــوقٍ عَاقِـــر تتمَـــادى في دسِّ اليُـتــــم بين جوانِحـــي كل مَاتســــري فيــهِ الــرُّوحُ في جَســـدي يصْـــرُخ بكِ يسْـــــتسْــــقِـيك يتعَطــــرُ بطـــيفكِ المَـنحُــــوت في الإتجَـــاهَـــات فــــ مَــتى تهُــــبُّ فصُـــول العطـــاء تمْـــلأ يَـــــديَّ المُـتسَـــوّلة .. ؟ بدر عبدالله الســاري
يــا .. أنتِ لـــمْ تغـــرُب لهْـفــــةٌ حَـــادّة تقفُ على سَـــقف قلبِــي آنَــــاء الشــــوق والحَـــنِين إلى قــبلةٍ صَـــامِته تمتـــدُّ حَـــد الأمَــــد بين دِفـــتي عَــينيك لاتتسَــــاقط أورَاق رَبيعُهــــــا ولاتبعـــثِرهَـــا ريَـــاح الغِـــياب أشــــتهيكِ أنفاسِـــاً خالِدة تمْـــلأ أورِدتِــي وإشــــتِياقـــاً مُنفـــلِتٌ مِــن حُــدود التأني يَــــا .. أنتِ كلمَــــا إمتَـــلأتُ بــكِ أجــدُ العطـــش إليــكِ يتعَاظـــمُ بشـــبقٍ لامُتنــــاهــي كثافَـــة الشــــوقُ إليـــكِ إدمَـــانُ إرتكبَتـــــهُ جَـوارحِـــي عــن سَـــابق الثمْــــل والجُـــنون لــمْ تنفـــلِتُ منــي توبَــــة مِـــن عِشــــقك وَلاتدوايت للتشـــافِي مِــن فــرطِ حُـــبك يـــــا .. أنتِ أنــــا أحـــبك بــــدر عبدالله الســاري
يــا .. أنتِ ياخمــرُ البنفسَــــج وقِـــبلة العِشــــق سَـــأحدثــكِ عَـــن طــائِرِ الشــــوق عِندمَـــا يهْــــوي مِــن أعَــالي النســـــيَان ليبنِـــي أعشـــاشَ الوجَـــع في آفــــاقِ صَــــدري في سَـــاعةِ غسَــــق يتسَـــرَّبُ طــيفٌ دفِــــين في أقصَـــى أعمَـــاقِ الذاكــرة يُــراودُ السّـــكون وينكأ الجُـــروح العارِيَــــة من البُـــرء يعْــــلقُ ألــمْ ويسْــــتطيلُ الحَــــنين حــتى يبلــغُ دَمعــةٌ تقــــاومُ السُّـــقوط ويحثهـــا الإكتِنـــاز عِندمَا يتفاقمُ الحنين في صَدر رَجل تنكسِرُ صَلابته ويستحيلُ إلى ورقةٍ صَفصَاف في خريفٍ بارِد إنتزعَـتها الريَاح من أغصَان أمهَا تأخذهَا يَمنة ويَسـرة غيرعَـابئة باليتمِ المتراكم في جفـافِـها تتسَـــاقط الذكريَات مثنى وثــلاث عَلى نوافـــذٍ صمَّـــــاء لايكسِـــرُ رتابــة الوقـــوف بهَـــا أنـــوارُهــا القاحِـــله تتكَــوَّم أحــــلامٌ أزرعُهـــــا في تربَــــة الأمَـــــل وأســــقيهَـــــا مَــاء الصَّـــبر ثـــم تهُـــبُّ عليهَـــا فصُـــول اليأس لتصْـــبح أرضٌ بُـــور أترَقــــبُ باعَــــة النسْــــيان لأقـــتَات مايسُــــد جُـــوعي فلا يحِـــين لهُــــم قِطــــاف الدقـــائق تتباطـــأ وكأنمَــــا تحَـــرِّضُ جَــــذوة النَّــــار المتَّقِـــــــدة أن هـــيْت لك مَــرِيرة هِــي الأيَّـــــام الحُـــبلى بالفقــــــدِ والشــــروق تسَــــــاومُــه المسَـــافة بدر عبدالله الســاري
يا . . أنتِ في صَحـــوة العِشـــق التي لــم تتدثر بالإنطفـــــاء وشـــوْق إليــكِ يسُـــوق القوافــلَ جَمعَـــاً من الأناشِــــيد الــ تيـــمِّمُ صَـــوبَ عِـــناق هُـــو المُـشـــتهـى تمَاثـــل سَـــيْماءُ وجهَــكِ بَـــدراً أضَـــاء الليــــالي الغافـِــيات الباقِـــيات بين جَــوانحي وغــــدَوت أرسُـــم من مَــلامِحك أغنـــيات في مَســـرحِ الطــيف المُـدجــجِ بالحكايَــا الذابلـــه نثــرَتْ بقايَـــا الأمـسُ أكثر مِن حكايـــه أنتِ وفســـــتان تورّط بالبنفسَـــــج وأنـــــا وعِشــــقٌ غاصَ في أقصَـــى الحـــنايـــا إثنــان كنــا نَرتشِـــف شــهد الحيـــاة ونسْـــكبُ الدفءَ مِـن كأس قبلــةٍ لاتغيــض نحــــن حقـــــلٌ لايمـــوتُ من الجفــاف يســـقيهِ الغِـــياب قصَـــائد مُــورقة ونعُـــود في شـــبقٍ شَـــرِه بدر عبدالله الســاري
أيـــــــا أنتِ وهَـذا الصّباح يجِــيء بكِ قهْـــوة مُســـتطابة نكهَــــة مُســتطابه أمنيَــــــات بحَجـــــــمِ الغِنـــــاء الذي غـــرَّدت به عَـصــافيرُ قلبــي بأني أحـــبك وأني أحـــبك وأن دَمِـــي إليــكِ مُســــافر وأنفاسِـــي اللاهِـثـــــــة تجُـــوبُ فضـــاءات وجهَـــك تســـتمطِــرُ المَـــــاء من باحَـــــة عــينيــكِ الــ تضــجُّ بضـــوءٍ تمَـادى بوهْـــج الحـــياة وأنتِ الحَـــياة وسِـــــرٌّ تسَــــرَّب فـي أكـــثري بأنكِ أنتِ مِــدادٌ من العِطـــرِ ينقـشُ في الــرّوح وسْـــم الرضَـــــا بدر عبدالله الســاري
وأمضِـــي وَحــرفي سَـــفيرُ غِنـــاء يسَـــامِر ليلكِ يطـــوِي الظـــلام إليـكِ يسُـــوق القــوافي بشــائِر عِـطــرٍ تصُـــبُّ من الفجــرِ كأس الضـــياء وأمضِـــي وفي رَاحــــتَيّ مَــــلامِــــحُ أنثـــى تمِــيسُ مِــن العِشــــق وهجَــــاً وتسْــكبُ حمَّــى البنفسَـــج بين الســطور تفيــضُ هِــيامَـــاً غــرَاماً شـــقيا تصـــنعُ الريش لطــيرِ الغوايـــة وتطـــلقُ أســـرَابه كالحِـــــداء يطِـــيرُ بنـــا حَيث حَطَّـــت رِحَــال المسَـــاء وأمضِـــي .. وأمضِـــي ولاشـــيء يمْـضـــي سِـــوى لهفـــــتي تسَــــافِـر كينبـوع غــادَر مَــوطنُـــهُ وإمتطــى الـجُــرف رغــم السُّـــقوط ولكن عنقـــود فِـتنـــة يُســــــاومُ فيَّ الصّمــــود فلا أســـــتفِـيق وقـــيدُ القِطـــاف يطــوّق مِعصَــــم صَحــــوي وتنفــرِط القافِـلـــة تتيـــهُ بهَــــا الريـــحُ حـــدّ البكَــــاء بدر عبدالله الســاري