يا أيُّها البدرُ التَّمام
*****************
رسالـتي الأولى
إلى وطني الغالي
**********
وطني الحبيبْ
يا أيها النَّبضُ الذي
يُشفي جراحَ العاشقين
بنظرةٍ من مُقلتيهِ
إذا التقاهمْ كالطبيبْ
يا نور عينيَ
لو علمتَ
بحجمِ شوقي
آهِ لو تدري بلسعِ النار
ما بينَ الأضالعِ
حينَ في منفاهُ
يشتاقُ الغريبْ
يا موطني كيفَ الأحبةُ
والصِّغارْ
كيفَ المنازلُ
هل تُرى
ما زال في وكناتهِ
يغفو الحَمامُ
وفي الحَدائقِ يسمعُ العُشاقُ
لحنَ هديلهِ
عندَ النَّهارْ ؟
قُلْ لي
أما زالَتْ طفولتُنا
مُعلقةً على سطحِ الجِّدارْ ؟
هل ما تزالُ النّاسُ
تمشي في الشَّوارعِ
في الصَّباحِ وفي المساء
وهل تُعانقُ بعضَها
جاراً لجارْ ؟
قد طالَ بُعديَ عنكَ يا وطني
وتاقَ القلبُ يا قلبي إليكْ
حُلُمي بأن أرمي الفؤادَ
على يديكْ
حُلمي بأن أجري إليكَ
وأستفيقُ مُسافراً
في مُقلتيكْ
وطني
أما زال النخيلُ
على ضفافِ النهرِ
يحفلُ بالرُّطبْ
قلْ لي
وهل كلُّ البساتينِ الجميلةِ
لم تزلْ
خضراءَ تزخرُ بالعِنَبْ ؟
إني لأشعرُ فرطَ بعديَ
بالدَّوارِ وبالتَّعبْ .