منذ ألف
رأيت شواهينه
ينتشرن على شجر باسق
والليالي اللواتي اصطفى
بينهنّ مكانا قصيّا
كن في مايبحن به من رؤى
ملعبا لأميراته
إذ يراقصنه مرة
ثم يمسكنه من يديه
يقبلنه
ويغادرنه
بعد أن ينتحي
معبدا بابليا
وأما المدى والصدى
كان ظلّهما
واحة تحتفي بالأساطير
يخرج من تحت زرقتها
كاهن يرتدي جبة
صوفها من جذوع النخيل
وأمامها من رحيق القصب
وأما المداد الذي
يتقاطر من
رائعات طلاسمه
فهو شهد العنب
ولهذا ارتأى
أن تضيء قناديله
وطنا كان يمتد
مابين سدرة أوروك
حتى اخضرار القباب
وكانت مراسي الهوى
أبحرا تحتويها القصائد
قد دوّنت في كتاب
ليست المعضلة
أن ترى كفّ منعتق
بالرقى البابلية
مغرقة بالجراح
إنما الخوف
أن تبصر النار
مأهولة بالحطب
والدماء التي سفكت
في شوارع بغداد
قد وصلت للركب
ولهذا رأينا البيوت التي
أنجبت يتـّما
تتعالى حناجر أبنائها
بالنواح
ذاك أن الذي
دنـّس الماء
قد صير الليل سكّينة
والنهارات
أزمنة تحتفي بالسلاح
ليست المعضلة
أن تدس ّ
أصابعك العشر يوما
بمجمرة الأسئلة
إنما أن ترى الأنجم العاليات
وهنّ يغادرن أضواءهن
فيسقطن مثل الطيور القتيلة
لتشرب من دمها
نخلة الروح
حتى يجف الحليب
ويخبو البكاء
بثغر الفسيلة
ليست المعضلة
أن ترى الأرض
تملؤها الجلجلة
إنما أن ترى
محض قبـّرة
أكلت كل أفراخها
ورمت عشـّها
بالربا الموحلة
هكذا يصبح الوقت مقبرة للحياة
جاء يكتبها
قاتل مظلم
فوق نهر الفرات
هكذا أيها المستبد
بعشقك للناس
ما بين ماض سرى
وغد قيل آت
ولهذا رأيناك حين استدار الزمان
تبادل جمر الغضا
بالحنين
وتسمع في كل يوم نداء الحسين
واقفا فوق أعلى جبل
مفعما بالأمل
قيل لي مرة
وأن أسأل الراحلين إليه
أن قيثاره
مثقل بالغناء الحزين
والمساءات كانت
تغازل ساعاته بالأنين
قلت ساعتها :
أن من يتذكر
تلك الجراح القديمة
يستعيد التوحد
في لغة الشعر
من سرّة البوح
حتى انبثاق الرؤى
في المشيمة
لم يكن شأنه
شأن من قد أضاع الطريق
ومن ضيــّعه
ليس من يستحيل
الزمان لديه
إلى قبــّعه
ولهذا انبرى واحدا بيننا
حـدّ ّأن سر من قد رآه
فقرر في الحال أن يتبعه
مرة
...
حين أنحى بعيدا
وعاد إلى حيث أنحى إليه
فرأى طائرا ميـّتا في يديه
قيل :
أن النجوم التي
كنّ آلفن مابينه والقمر
صرن من فرط ما
اشتعل البحر في كفه
حفنة من مطر
فارتمى مرة ثانية
بين أحزانه الدامية
ليرى
أن تلك الرؤى
سلبت ثلــّة من نبوءاته
فإذا هو محض
صنوبرة دالية
جذعها يستريح
على سدة عالية
وبحثنا كثيرا
سألنا طويلا
عليك أبا بادية
كنت في بادئ الأمر
توسع أيّامنا بالرنين
لنبصر أحلامك النائية
نفحة من شذا الياسمين
يماماتها شبـّع بالغناء
ومرئية رائية
وها أنت في وردة للكتابة
ترينا الينابيع
كيف تفجر آلامنا
وسط غابه
لتمنحنا السع والعافية
وتمسح عنا الكآبة
شكرا للمبدع الرائع والصديق الحميم الاستاذ عبد الرسول معله لملاحظاته القيمة ، وكم أن سعيد بنبله ومحبته الفياضة وخياله الخصب فما أن يرى لي نصا أسرع في الكتابة عنه وكم أشعر بالتقصير معه وليعذرني الأستاذ عبد الرسول لانشغالي بأمور كثيرة غير أني متابع دائم لما يكتبه هو وجميع الأصدقاء
الكاهن في العنوان ارتدى جبة،
و كلمات شاعرنا الأستاذ عادل قد ارتدت جبة من جذوع نخيل بلادي ونكهة من جُمّاره
و امتطت كلماته سفر تأريخنا الحميل الذي شوهه الغزاة يوم قدموا منذ سبع سنوات فاشتكى النخيل و ما عاد يسر من يرى ما رأى
سلمت أستاذي لهذه الكلمات الجميلة و قد نثرتها بيننا حبا و طيبا و جمالا حماك الله
فقط لو أذنت لي بملاحظة
ولهذا انبرى واحدا بيننا = أظن أنه و خلال الكتابة جاءت ألف زائدة في الفاعل (واحدٌ) فقلبتْه إلى مفعول به
و سؤال فضول لو سمحت : من هو أبو بادية ؟
لك تحياتي أستاذي و مثلها لحرفك الجميل
شكرا لوطن النمراوي ، شكرا للروح الفياضة بالجمال والشعر أما ولهذا انبرى واحدا فكأنك تقول انبرى الرجل واحدا بيننا ، والمقصود بأبي بادية هو الشاعر العراقي المعروف حميد سعيد وشكرا
الاسناذ محمد سمير ، تحية لك وشكرا لملاحظاتك الرقيقة والدقيقة ، وأرجو أن تعلم أنني عندما أقرأ ملاحظاتكم أشعر بساعدة بالغة ، ولا أجد نفسي إلا متواصلا معكم