لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
كنت قد أهديت قصيدتي هذه لأستاذي الفاضل جمال مرسي -ردًّا- على قصيدته (غيبوبة)
و بعد أن نبهني على ما جاء بها من خطأ الوقوف على ساكن قبل نهاية السطر الشعري
أهديها له اليوم بعد تعديلها عرفانًا مني بفضله الكبير عليّ في مشواري مع الشعر منذ ما يزيد عن عام
مع وافر امتناني له و تقديري لشخصه الكريم.
قُمْ يا بنَ مِصرَ، أ لمْ يحنْ وقتُ الندى ؟!
مُدَّ اليدينِ إلى السماءِ و للذرى
لملمْ نجومَ قصائدٍ
كانتْ إلى العلياءِ ترنو كلَّما
هدهدتَ حرفَ الشِّعر فيكَ ؛
و تحملُ الحرفَ الجميلَ إلى العُلا ؛
في دارِ جوزاءٍ مَضَتْ،
فإذا النجومُ تواردَتْ
فلتُحْصِها ؛
كي لا تضيعَ بحَومةِ المتقوِّلينَ فراقدُك.
و إذا الشموسُ توافدَتْ
أمسِكْ بها ؛
كيما تُضيءُ بعُتمةِ الدَّربِ الطويلِ خرائدُك.
ما بعثرتْ ريحُ السنينِ بنفسجاتِ مواسمِ العُمْرِ المطَرَّزِ بالهدى
فالصيفُ ولّى و الخريفُ قد انجلى
بقيَ الربيعُ معرِّشًا بحدائقِ الأيامِ ظلاًّ ما نأى
و على البقاءِ يعاهدُك.
و بنفسجاتُكَ ما ذوتْ،
و عبيرُها في كلِّ حينٍ عابقٌ و مُغَرِّدٌ
بين الأناملِ و المدادِ مُمَدَّدٌ
و احذر أذى مَنْ راوَدَ الورداتِ فيكَ ؛
لحُسْنِها
و اهنأ إذن فالنورُ حرفُكَ و الضياءُ فرائدُك .
أنهارُكَ اللاتعرفُ الخوفَ استعارتْ مِنْ يديكَ خطوطَها
فمضتْ مع النيلِ العظيمِ مسارَها
مَرّتْ بأطفالِ العراقِ فأغدقتْ
حرفًا كريمًا فارِهًا
مع قطرةٍ منْ دمعِ حُزنِ العنفوان خجولةٍ
حين التقتْ نهرَ الفراتِ - صديقَها
حيّتْ جموعَ الصابرينَ برشفةٍ
فتوارثَ الحرفُ الجميلُ خيوطَ شمسٍ أشرَقتْ
مِنْ توِّها.
مرَّتْ بغزةِ هاشمٍ
فدعتْ لأطفال الحجارة بالثباتِ، و أغرقتْ
كلَّ المعابرِ و الحدودِ ببحرِها
،،،ِ
هل جاءَ شيخُكَ في المنام لبرهةٍ؟
أ سمعتَ صوتَه قادمًا
في الأفق يصرخُ و المدى :
قم يا فتى
ما أخّرك ؟!
ردِّدْ معي مما حفظتَ مرتلاًّ
من سورة الإخلاصِ و التكويرِ و الفرقانِ، قم
صوتُ المؤذِّنِ في المساجدِ قد علا
أقم الصلاةَ ؛ ففجرُ يومكَ قد بدى
قم يا بن مِصرَ،
-خذ المدى-
فهي البدايةُ، وحدكَ استعذبتَ جُرحَ قصائِدٍ
فكتبتَها
و البلبلُ الصدّاحُ مسرورًا شدا
أتممْ إذنْ بالشكر و العرفانِِ للرحمنِ ما أعطاكَ من حرفٍ و صبْرٍ في الشدائدِ و الردى
قم للقصيدِ أتِمَّها
و ارسم على وجهِ الصغارِ
بشائرَ النصر المُبين مؤزَّرا
و اقرأ ثلاثَ معوِّذاتٍ قبل ذاكَ و سورةً مَكيَّةً
لا تنسَ ما علَّمتُكم :
مثقالَ حبَّة خردلٍ ؛ سيفيدُكم
كن للحروفِ أنيسَها
لا تشكُ جُرحًا إنْ يصاحبْهُ الندى
قمْ و ارشفِ البنَّ (المحوَّجَ) بالضميرِ،
اختمْ بصبرِكَ قصةً و قضيَّةً
من سالف الأزمانِ عن أجدادكم :
صونوا ترابًا فيه نامت أمُّكم
و جدودُها
من ألفِ عَصْرْ.
قُمْ يا بنَ مِصْرْ.
،
،
،
آخر تعديل وطن النمراوي يوم 07-30-2010 في 04:48 PM.
رد: لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
نِعم المهدي و المهدى إليه
شاعرتنا الكبيرة / وطن ...
الحمد لله أنني كنت أول
الواصلين لهذه الرائعة
أستاذتي .. للشعر طعم ٌ آخر
عندما تسكبه حروفك الاصيلة
لقد وقفت مبهورا ً بعبقرية السبك
فهذا النص يحمل معان ٍ عميقة جدا ً
حري ٌ بنا أن نقف عندها طويلا ً ..
و أتمنى من يجيء بعدي أن يترك القصيدة
لؤلؤة ً تنير سماءات نبعنا الكريم ...
حماك الله ... اخيتي .
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...
رد: لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
لغة رصينة لا هشاشة فيها ولا ترهل.. وصياغة بارعة للصورة والفكرة بما يتناسب مع موضوع النص..
أختي الكريمة الشاعرة القديرة وطن النمراوي.. أبدعتِ بحق فتقبلي تحياتي الصادقة على إبداعك الوارف.
مودتي وتقديري
رد: لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد اللطيف غسري
لغة رصينة لا هشاشة فيها ولا ترهل.. وصياغة بارعة للصورة والفكرة بما يتناسب مع موضوع النص..
أختي الكريمة الشاعرة القديرة وطن النمراوي.. أبدعتِ بحق فتقبلي تحياتي الصادقة على إبداعك الوارف.
مودتي وتقديري
صباحك خير و بركة، أستاذي عبد اللطيف
أشكرك جدا لمرورك الكريم بحرفي
أسعدتني كلمات ثنائك و إطرائك، حماك الله
فإن يشهد لحرفي شهادة طيبة شاعر متألق كأستاذي عبد اللطيف فهذا والله غاية ما أتمناه
و لك مني مثلما أديت من التحية بل أزيدها أضعاف أيها المتألق.
و لك مني التقدير و عميق امتناني.
رد: لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسامة الكيلاني
نِعم المهدي و المهدى إليه
شاعرتنا الكبيرة / وطن ...
الحمد لله أنني كنت أول
الواصلين لهذه الرائعة
أستاذتي .. للشعر طعم ٌ آخر
عندما تسكبه حروفك الاصيلة
لقد وقفت مبهورا ً بعبقرية السبك
فهذا النص يحمل معان ٍ عميقة جدا ً
حري ٌ بنا أن نقف عندها طويلا ً ..
و أتمنى من يجيء بعدي أن يترك القصيدة
لؤلؤة ً تنير سماءات نبعنا الكريم ...
حماك الله ... اخيتي .
و نعم من مرّ بحرفي فأكرمني بكلماته الجميلة
أشكرك جدا أخي أسامة على كرمك و طيبك الذي تترجمه كلماتك
و ما قراته هنا إنما كلمات أهديتها لأستاذي جمال الذي كان و باقي الكرام من أساتذتي أصحاب الفضل عليّ بما قدموه لي من دعم و نصح و توجيه.
لك تحياتي و عميق امتناني و تقديري.
نص أصيل ولغة قوية وسبك متين ومعاني رفيعة وغرض نبيل
بورك قلم نزف هذا البوح وقلب صاغه وحروف رتلته
تحياتي ومودتي
و كريم كلما مر بحرفي أكرمه بالرضا و حلو النعوت
أستاذي الفاضل عبد الرسول، مساء الخير
فضلكم الكبير عليّ أنت و أستاذي جمال و باقي الكرام لا يمكن نكرانه أو نسيانه حماكم الله
أسعدتني جدا بهذا المرور الراقي و الذي اعتدته منك
بكم يكبر حرفي و بدعمكم و تشجيعكم لي و نصحكم و توجيهاتكم
طبت و سلمت و طابت أيامك
أشكرك جزيلا لكل ما أكرمتني و حرفي به
لك تحياتي آلاف، و عميق امتناني.
رد: لا، لستَ وحدكَ يا بنَ مِصْرْ / مهداة لأستاذي جمال مرسي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة عمر
حرف وثير أختاه قد شرّعت به كلمات من أجمل ماكان
ديباجة مرصعة بأجود المفردات فكانت تستلظ فكرنا بشتى العبارات
وددتُ لو لازمت حرفك لأطول الفترات حتى انهل من معانيه الزكيات
بارك الله فيك
لك مني اجمل تحية
مية مرحبا و ألف أهلا و سهلا بك أديبتنا المبدعة سارة و أول مرور بحروفي
أسعدتني جدا إذ لمست رضاك عن حرفي المتواضع أسعدك الله
و لولا تشجيع أساتذتي و أخوتي و أخواتي الكريمات ما كان لحرفي أن يبدو جميلا
ممتنة لك جدا و تقبلي تحياتي و شكري الجزيل لك و مدن