رمضان مبارك
كل عام والجميع بخير
مع بالغ التقدير
د.ماجدة غضبان
نقوش أثرية على وجه البحر
النقش الأول
قبل السياب
ما كان المطر يعني شيئا،
ولا جيكور
كانت ملكة المدائن،
ولا بويب كان يجري
دون توقف
بين الكفوف التي احتضنت
بحنوٍّ بالغ
قصيدة المطر!
********************
اعلمُ انكِ خلف جدار
أو في قلب الصخرة
أو مجرى النهر،
اعلمُ انكِ جذور الشجرة
وحلو الثمرِ
وتحدّي الظل
لهجيرة صيف،
اعلمُ إني حيث أسير
أكون بين يديكِ
وانزعُ من وجهكِ بقايا قشور،
واكشف عن سحركِ
وأتلاشى فيكِ كشعاع من نور!
************************
مثقلٌ بالحلي
ذلك التمثال
ضجرٌ من الوقوف
وسط طواف لا ينتهي
يتمنى لو إن عينيه
ترمشان للحظة
أو تتحركُ يداه إلى الأعلى
أو يرتفعُ صوته
بين لغط العابدين:ـ
اصمتوا أيها الجهلة!
**********************
في القاع
في جوف البئر
تلمعُ وحيدة
عوراء
أهل القرية
يدركون وجودها
غير إنهم يتجنبون الحديث
عن دمعها السخي
يحاولون أن ينسوا
ـ عبثاـ
إنهم يشربون حزنها
قطرة بعد أخرى
********************
هل تختفي الموسيقى
حين تصمت آلات العزف
وينتهي الحفل؟
ما الذي ينقر نافذتي إذن
ويجعلني أهيم
حين تغادر المدينة طرقاتها
ويعشى الحراس
ويفقد الملك عرشه
وتتساقط النياشين والأوسمة
وتتسابق الأسمال
بعيدا عن الأجساد العارية
خلف جيش من حروف الموسيقى
المبعثرة كالنجوم
المنتظمة كمسير المؤمنين
المدركين
إن كلَّ الحياة
ليست في بعض هذه المدينة؟؟؟!
************************
الشِّباكُ في البحر
تحتالُ بصمت
على الأسماك اللامعة
تحتال بتروٍّ
على الصياد
الذي عاد ببعض السمك
ونسي في القارب
يوما مضنيا آخر
لن يعود إليه أبدا
******************
مثلما أحصي
النجوم والكواكب
هي أيضا تحصي خطواتي،
مسيري وتوقفي عند واحة نخيل،
تجلو لي نهارا
سبيل البشر،
وترفعني ليلا
لأرى النجوم والكواكب
ذرات رمل
في كثيب صغير
*********************
أين النصف الآخر
من وجهكِ
أيتها اللؤلؤة الخبيئة؟،
أين نصفك الذكري؟،
أين ظلك حين ترعبك الشمس
بتلألئها؟،
حين تصبحين وحيدة؟،
قرطَ أذنٍ
تستبيحها الأصوات
بلا رحمة؟
************************
جالسة انا
على منحدر الزمن
ارتقُ رحلتي
تقطر من متاعي
بداهة الاشياء
وعطر الصمت الجليل
بعض الأصوات عَلِقت
ـ ربماـ
على الشجيرات الصغيرة
والصخور الغائبة عن وعي الطريق،
شيء من الامس لمع
على كف النهر،
شَعر الصبيّة الحريري
رفَّ كراية
على شجرة الشوك المتباهية
بلونه الذهبي
كأن المكان يضجّ بأهله،
بدبيب لا ينتهي
مستمتعا بلذة التكرار
ولون الضياع
كأن في المكان
رزمة أحزان
ضمّتني إليها
وامتزجت بدمي
وارتعشت معي
حتى ضباب الكهولة ـ
يرفعنا بطيشٍ ونشوة
عُباب زمنٍ بلا ملامح!
******************
في هذا الليل
بعض من ظلام قلبي،
وفي نجومه
بعض من بريق ابتسامة
أغوتني يوما
لأحصد حقلا من الضحكات،
وفي غموضه
كلُّ ما تسلسل بعدها
من انهُر تبحث عن محطة ليل
واحدة!
*********************
الانتظار يعني أحيانا
إن تُوصدَ الباب
بوجه الطريق،
أن تُزيلَ الصخورَ المنتصبة
أمام جحافل التجاعيد،
أن تعتادَ ظمأ المداد
وعواءَ الكلمات الغرثى
وتكوّر السطور حول نشيجها
خلف الأسوار المتتالية
لمعبدك الحصين!
************************
هل اكتفيتُ بتوغلي
في الشِّعاب المنيعة؟
هل كلَّتْ عيناي
وهي تنظر إلى ما بعد الجبل،
ما بين كتفي الضفاف،
ما وراء امتداد البحر،
ما يلي تمنّع الصحراء
وخُيَلاء المدن؟
هل اكتفيتُ بعد ترحال طويل
بصرّة ضئيلة
أضمُّها بكلِّ الشوق
إلى صدري
ليفوحَ عطرُ امرأة
وتتهدلُ خصلةُ شعر
وتفرُّ بذرةُ حبٍّ ضوئية
تغادر كفي
تطير بعيدا
كعصفور ذهبي؟
*********************
النقش الأخير
اللحظة التي بدا فيها الحب
من بين أغصان شجرة التوت
هي اللحظة التي لن تحضر موتي
ولن تكفن جسدي
ولن تُدفن في قبري
لكنها ستتوارى بين أغصان أيار
تواصل إطلالتها الحانية
على القلوب المغرمة
بمفاتن شجرة التوت!
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-20-2010 في 12:12 AM.
الشاعرة المتألقة الدكتورة ماجدة غضبان
نقوش أثرية على سطح البحر تحمل الكثير من الرمزية
الموغلة في شعر السياب وفي النقش الأخير اللحظة
التي بدأ فيها الحب بين أغصان التوت.
رائعة سيدتي بهذا الجمال الّذي يطلع من حبرك النوراني
تقبلي تحياتي الخالصة ودمت في رعاية الله وحفظه
العزيزةد. ماجدة غضبان
كل عام و أنت بخير
نقوش أثرية على سطح البحر
رغم أنها على سطح الماء لكن لا أعتقد أن البحر
بقادر أن يمحو نقوش كهذه التي تتخللها روح السياب
حرف راق أستاذتي الراقية
فقط أرى طول النص ليس لصالحه
لأنه يعتمد على ذاكرة القارىء
و هي عندما تمتلأ بكل هذا الجمال
يصعب معها متابعته
شكرا لك هذا الجمال الذي سكبتيه بين أيدينا
محبتي و تقديري
عايده
هل اكتفيتُ بتوغلي
في الشِّعاب المنيعة؟
هل كلَّتْ عيناي
وهي تنظر إلى ما بعد الجبل،
ما بين كتفي الضفاف،
ما وراء امتداد البحر،
ما يلي تمنّع الصحراء
وخُيَلاء المدن؟
هل اكتفيتُ بعد ترحال طويل
بصرّة ضئيلة
أضمُّها بكلِّ الشوق
إلى صدري
ليفوحَ عطرُ امرأة
وتتهدلُ خصلةُ شعر
وتفرُّ بذرةُ حبٍّ ضوئية
تغادر كفي
تطير بعيدا
كعصفور ذهبي؟
رمضان مبارك أستاذتي المبدعة الدكتورة ماجدة
و كل عام و أنت بألف خير
نقوشك جاءت غاية في الروعة و البهاء
توقفت عندها كلها ؛ فكل نقش كان صورة لجب عميق به ما به
و لكن هذين النقشين استوقفاني بإعجاب شديد
فهذا الصنم الذي تمنى لو أن يصرخ بهم أن اسكتوا أيها الجهلة ما كان صنما بل هم من كانوا الأصنام !
مثقلٌ بالحلي
ذلك التمثال
ضجرٌ من الوقوف
وسط طواف لا ينتهي
يتمنى لو إن عينيه
ترمشان للحظة
أو تتحركُ يداه إلى الأعلى
أو يرتفعُ صوته
بين لغط العابدين:ـ
اصمتوا أيها الجهلة!
و هذه التي رموها في غيابات الجب و شربوا دموعها و غضوا السمع عن أي حديث عنها و ربما عن أناتها...
قد استوقفتني عندها حسن صياغتك المعنى : عين واحدة تذرف دمعا يكفيهم جميعا !!
في القاع
في جوف البئر
تلمعُ وحيدة
عوراء
أهل القرية
يدركون وجودها
غير إنهم يتجنبون الحديث
عن دمعها السخي
يحاولون أن ينسوا
ـ عبثاـ
إنهم يشربون حزنها
قطرة بعد أخرى
سلمت و بوركت و حييت لهذا النص الجميل
لك تحياتي و تقديري و مثلها لحرفك المتألق دائما
و ما لهذه النقوش سوى التثبيت لجمالها
فقط تمنيت على أستاذتي ماجدة أن تمر بنصوص المبدعين في الدار و تتفاعل معها
فبها الكثير من الجمال الذي يستحق مرورنا به جميعا و إبداء آرائنا بها.
اللحظة التي بدا فيها الحب
من بين أغصان شجرة التوت
هي اللحظة التي لن تحضر موتي
ولن تكفن جسدي
ولن تُدفن في قبري
لكنها ستتوارى بين أغصان أيار
تواصل إطلالتها الحانية
على القلوب المغرمة
بمفاتن شجرة التوت!
..............................
د. ماجدة
كل عام وأنت بخير
لوحات ولا أجمل !
سعدت بالتنقل بين ألوانها وجمالياتها
وكان النقش الأخير (مسك الختام)
تحياتي إلى ألق حروفك سيدتي