آخر 10 مشاركات
دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-26-2010, 01:29 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي
 
الصورة الرمزية عزيز العرباوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عزيز العرباوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
Wink بساتين الصمت : قصة

بساتين الصمت : قصة قصيرة :




ما أتعس هؤلاء النساء القادمات من الحاضرة بأزيائهن الهندسية !
يبدو عليهن من أول نظرة أنهن مثل عصافير فقدت حريتها واقتيدت إلى سجون أكثر ظلاما وانتهازية، وأحزانهن تبرز بين شفاههن خطوطا سوداء قاحلة، وبين عيونهن سوائل كدرة، وأحيانا حمراء فاقعة. بينما هذه الخطوط والسوائل الملونة لا تبدل من حسنهن وجمالهن شيئا، ولا تغير من حفاوتهن المليئة بالحب والعشق والنفس التي تنظرهن الانطباع بأنهن حمامات مطوقات توحين بالحياة والبقاء، أما الروح الطيبة المرحة فحدث ولا حرج!! .
ولكنني كرجل يمكن أن أتساهل مع عيونهن الخارجية لا الداخلية قطعا، بل وأتحرى وعيهن في أحيان كثيرة، إذ أن العشق المحروم منه منذ ولدت لا يصلني عبر الفاكس الشفوي أو عبر الابتسامات المتسللة إلى الفضاء، أو حتى عبر جميع النظرات المتخفية والظاهرة لتلك النساء الحائرات اللاتي شاركنني المنفى والموت .
وما أقبح هذه الأقسام بجدرانها التافهة، وألوانها الميتة، بل وبأفكارها الشوفينية! .
تدل عليها علامات الخوف والهلع مثل رواية من الكلمات صف بعضها فوق بعض حتى حققت أهدافها. تمرر إلي نشرات سكيزوفرينية لا أدري محتواها ولا مرسلها، نشرات شتى معظمها ألغاز فنية غير مفهومة، ولكنها تدل على حب وإعجاب وتفاعل عبارات تنتشر في داخلها، ربما عشق أو إعجاب حريمي جذاب، ضحكات امرأة رقيقة تتبعها همسات مجهولة، أو ربما روايات وقصص حب تستعرض على وجوه الحاضرين .
تظل النساء ترسلن تلك الإشارات المفعمة بجرس الحب والإعجاب، والمترعة بالنظرات المترددة، عبر نوافذ الحرية، فتتطاير في الهواء لتمتزج بنترونات الأكسجين لتكون عالما آخر من النفائس، إلى أن يصل وجه مرقط منقط بالسواد، يحتج على أن ضحكاتهن تسكب الجدية والواقعية من مؤتمراته واجتماعاته، فيخرسن ويسترسلن في البكاء .
غير أنني كنت أعجب لهذه الاختلافات وأتتبعها في كتاباتي، أسجلها كأسرار التاريخ، حتى يأتي بأسرار وحوادث أكثر جدية .
انتظرت اليوم كالعادة حادثة وقصة جديدة تحدث بين أبطال هذه الحياة تنقذني من صمتي وفشلي في الكتابة، وعرفت أنني بعد ساعات سأشهد قصة عشق متردية تستمر أياما وتنتهي بعدها إلى السراب.
حين يخرج يونس إلى الطبيعة شريدا حزينا من الأوضاع الداخلية لتلك الفصول، لأن كلام ذلك المستبد يكتم الأنفاس والتفكير في آن. ولكنني كنت أستعذب في تفكيري تلك الأفكار المستحدثة التي كان يحملها يونس وينشرها في الهواء على حبال من سراب .
وقتئذ، كنت فرحا، وتسليت بتلك الصور المتواترة التي اختلف فيها الحاضرون. آنذاك، كانت الحياة ترسم لي لوحة فنية غامضة لا ينتهي الخيال فيها وتبتعد عن الواقعية أكثر منها عن التعبيرية .
بعد لحظة الصمت هذه، أزاح يونس الغبار الخيالي عن عينيه وعن تفكيره وتوجه إلى مقعد خشبي وجلس بجانب فتاة شقراء فارعة الطول، ثم نظر إليها بنظرات متوسلة كادت تفقده رجولته، وأطل على داخل الفصل بنصف نظرة، بينما كنت أراقب هذه الصورة الغارقة في النور الرخو الذي تتساوى فيه ساعات النهار مع الليل، بياض يبدو فيه الفضاء صحنا هوائيا مشروخا تبعثرت أقطابه، كانت الفصول تتوزعها الأجساد المؤنثة، والأجساد المذكرة القريبة إلى الأنوثة .
تعمقت فيها بنظري من النافذة حتى ملت عيناي، فقعدت على كرسي يتيم لا تبرحه أنثى في انتظار لفتة حريمية ما، لم يكن انتظاري طويلا، لمحت جسما أنثويا جميلا جذابا يقترب مني، طـأطأت رأسي خجلا، كأني لمحت معلمي يحمل سوطا، كان أمرا مغريا، لكني تركت المكان مختفيا عن الأنظار، أخلاقي لا تسمح بذلك .
اقتربت من يونس وجليسته، بحيث لا يرياني متخفيا وراء شجرة فارعة الطول، أرهفت السمع متلصصا، وسمعت هذا الحوار الرقيق منه، والغليظ منها:
_ إذا رغبت زيارتك في البيت، فهل تقبلين؟
_ ومن قال لك أنني أستقبل الرجال في بيتي ؟
_ هل تخافين مني ؟ إن قصدي طيب، أقسم لك. لا أريد إلا أن أرافقك في وحدتك الليلية، فالليل طويل وموحش .
_ إما أن تتأدب في حديثك، أو تنهض من جانبي ولا تكلمني أبدا.
_ آسف، لم أقصد إزعاجك .
ولكنني أعرف أنه كان يقصد هذا الإزعاج، وبقلق أيضا، سواء كان يقصد ذلك أو لا يقصد، فالفتاة قد فهمت مطامعه وأهدافه ولا يمكنها أن تصدقه أبدا رغم ما يبدو في عينيها من إعجاب نحوه عندما تراقبه وهو يتحدث إليها. هذا نصيبها في أول رجل تعجب به، وهذا قدرها المستور، وقد وعت ذلك جيدا، ولابد أنها اكتشفت عاداته وسيئاته من خلال الحوار الذي جمعهما، ولم أتمكن من إحاطته كله .
همست في نفسي: لابد وأن يخرج عن هذه التراتبية شخص ما، لن يبقى الكل صامتا في هذه البقعة الأرضية كأنه مومياء فرعونية، النساء والرجال معا، سكنت دقائق معدودة وبدأت بقراءة كتاب، حتى لا يجف فكري جفافه النهائي .
التفت إلى يميني، وسمعت صوتا طفوليا يأتي من وراء الفصل الدراسي، ذلك التلميذ الجيد الجاد يخاطب رجلا مسنا بصوت جهوري: "لن أذهب إلى المدرسة اليوم، أقسم بذلك يا جدي". أنا أعرف أنه سيأتي إلى المدرسة، وأنا جد متيقن من ذلك كل التيقن. كلمات تعيد حركات غير مطاقة في عقلي. بالفعل، لم يحصل على مراده. ثم قال الشيخ: "أي بني! تعال إلي أقول لك شيئا، لا تخف مني يا بني، أنا لن أضربك، ولن أضغط عليك يا طفلي العزيز، أنت حر في أن تذهب أولا، حسن، افعل ما تريد، لا تذهب إليها، ولن أتدخل في ذلك، أنت الذي سيستفيد ويتعلم وليس غيرك. ولا يهم أي أحد هذا الأمر، تعال فقط، قبلني يا طفلي العزيز". توقف الطفل قليلا، ثم فر مسرعا لا يلوي على شيء. قال الشيخ: "اللعنة عليك يا عفريت، ألا تستحي من جدك؟ لو تمكنت منك فسأريك النجوم في عز الظهر".
لم يعد صوت الطفل باديا، ولا حركته، ولا صوت جده المسن، تطلعت من النافذة، فسمعت صوتا نسائيا، وهمسات حريمية لنساء مجتمعات في ركن الفصل الخارجي، تتبعها حشرجات المسؤول على المدرسة، وحركات أطفال ينتظرون شيئا لم يحصلوا عليه .
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية زوالا، قلت في نفسي سأذهب إلى البيت لأهيئ طعام الغذاء، ثم أعود .
شرع المؤذن بصوت متشنج يعلن وقت صلاة الظهر، فحولت مسألة الجوع إلى ما بعد الصلاة والبحث عن الحسنات، متجاوزا في داخلي طقطقات معدية وقلقلة معوية أحسست بها تقطع أوصالي. استسلمت في سري ثم في جهري، حتى أيقنت أن هذا الجوع الطفولي لا يمكنه أن يتركني حتى أنتهي من أمر الصلاة، شلت يداي عن الاقتراب من ماء الوضوء، حدقت في الطاجين ورأيته يستغيث بشهوة. لابد أنه هو أيضا أحس بنفس الألم والجنون، ترددت مرات كثيرة قبل أن أستسلم للجوع .
انتهيت من إعداد الطعام وأكلته بشراهة، أحسست بموجة من الراحة والطمأنينة تغمرني، وفجأة سمعت دقا على الباب وحركة قلقة تماثلها. فتحت الباب وأدخلت يونس إلى الصالة، وأغلقت الباب وراءنا. جلسنا واحدا قبالة الآخر على فراش يثلج الصدر مقارنة مع فراش الأصدقاء. كان الصمت يملآ المكان وحشة وسكونا مغالى فيه، يونس يتابعني بعينيه، فقلت له:
_ مبروك للحب الجديد، يا سيدي، سمعت الحوار كله .
_ أنت مخطئ وحسود .
_ أرجوك، في هذا الأمر لا أقدر أن أكون كذلك. أخلاقي لا تسمح بذلك .
_ وسمحت لك بالتجسس، المهم، كل شيء انتهى قبل بدايته، اطمئن ونم على جنب الراحة .
_ حب وطمع، لا يمكنهما أن يلتقيا .
انفجر وصاح في وجهي وكأنه صعق صعقة كهربائية، أفقدته صوابه:
_ أنت لا تعرف شيئا عن الحب، اصمت وابق في جهلك وكبتك الدائم .
تمالكت نفسي قبل أن أجيبه:
_ شكرا لك على كل حال، فأنت ضيفي وأعذرك .
كنت أعذره فعلا، بل ومتسامح معه إلى حد النهاية. ولكنني كنت أود من كل قلبي أن يكون في هذه المرة صادقا وعاشقا حقيقيا لامرأة، لكنه خيب آمالي فيه .
خرجنا معا بعد أن ألح علي بذلك، واتجهنا إلى الفصول الفارغة، الكل غادر، جلسنا على مقعدين والصمت يلف المكان بغباره، كان ينفخ بحنق وشرود مبهمين. كنت أراقبه وهو شارد الذهن لا يبالي بوجودي. ثم أدار وجهه نحوي وبدأ يتطلع في صورتي المشخصة أمامه، وبالفعل قمت بذلك أنا أيضا، ثم انهمكنا في قطف الثمار المرة في بساتين الصمت !! .....


عزيز العرباوي
كاتب وباحث






آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-25-2012 في 10:27 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 02:00 PM   رقم المشاركة : 2
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة

ما أروع ما تكتب استاذي

لغتك بانسيابيتها تجر المتلقي حتى نهاية الكلمات

محبتي












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 05:50 PM   رقم المشاركة : 3
نبعي
 
الصورة الرمزية عزيز العرباوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عزيز العرباوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
ما أروع ما تكتب استاذي

لغتك بانسيابيتها تجر المتلقي حتى نهاية الكلمات

محبتي

شكرا جزيلا لك أخي شاكر على قراءتك الرائعة

أسعدني كلامك الجميل

تحياتي






  رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 09:27 PM   رقم المشاركة : 4
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة


ما أجمل سردك ووصفك لكل حالة تمر بها النفس البشرية

قرأتك فوجدتك تظهر أدق التفاصيل وتربط الأحداث ببعضها

استمتعت بكل ما خطته أناملك من حروف جميلة ومعان رائعة

تحياتي ومودتي












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2010, 06:07 PM   رقم المشاركة : 5
نبعي
 
الصورة الرمزية عزيز العرباوي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عزيز العرباوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  

ما أجمل سردك ووصفك لكل حالة تمر بها النفس البشرية

قرأتك فوجدتك تظهر أدق التفاصيل وتربط الأحداث ببعضها

استمتعت بكل ما خطته أناملك من حروف جميلة ومعان رائعة

تحياتي ومودتي

كل الشكر الموفور لك أخي عبدالرسول على قراءتك

أسعدتني كلماتك الراقية

تحياتي ومودتي






  رد مع اقتباس
قديم 03-04-2012, 02:06 AM   رقم المشاركة : 6
قاص واديب
 
الصورة الرمزية د.ثروت عكاشة السنوسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د.ثروت عكاشة السنوسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة

الراقي/ عزيز العرباوي
يثبت العمل القصصي لجودته وتميزه
مع تحيات لجنة القصة







  رد مع اقتباس
قديم 07-25-2012, 10:33 AM   رقم المشاركة : 7
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: بساتين الصمت : قصة

أعيد هذه القصة العميقة في معناها الى النور
رمضان مبارك
نتمنى أن تكون بخير
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حروف الصمت محمد جابر المتولى شعر التفعيلة 7 01-22-2012 09:04 PM
الصمت يسرا القيسي القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية 7 11-04-2011 01:32 PM
جدار الصمت خالد يوسف أبو طماعه إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 8 08-13-2011 01:26 AM
عقوق الأبناء / أمية بن أبي الصلت عبد الرسول معله اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 8 04-03-2010 10:20 PM


الساعة الآن 09:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::