آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-08-2011, 03:44 AM   رقم المشاركة : 1
كاتب وباحث





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هشام البرجاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 إِلِينا Eleena
0 Je l'aime à mourir Je
0 ذكرى القادسية

افتراضي مدينة الجثث الزرقاء

النص إهداء إلى الصديق عماد السامرائي، الذي اضطرته دياجر الوطن الذبيح

إلى الهجرة،

حاملا منساة الأديب المتشبث بالأرض

حيث يكون...

راجيا له زمنا آخر...مجلوا من الأسواء

و إهداء إلى الطغاة...و هم يتساقطون تباعا..



===============================================


مدينة الجثث الزرقاء



(1)



ها هي المدينة

مدرسة و مكتب للعمدة و محكمة و مستشفى و منازل مأهولة متناثرة، و محلات متعددة الاختصاصات
و ساحة تضج بالحياة كلما أزف موعد السوق الاسبوعي.

ها هي المدينة

و هناك قصر النبيل .

له ذوق خاص في المعمار، إذ آثر تشييد منزل فاره على الطريقة الأوروبية الكلاسيكية، و لتوفير مصاريف البناء قام بتخفيض مرتبات أجراء معمل يملكه في أحد أطراف المدينة، كما أجبر زوجته على التقشف، رغم أن الأهالي يعتمدون على حبها للانفاق الباذخ، فهي تتسوق كل يوم، تقتني ملابس جديدة و تمنح الاعانة الشهرية لجمعية الايتام باسم زوجها النبيل.

استغرقت تحضيرات القصر ثلاث سنوات لم تتعلم أثناءها السيدة الاقتصاد، فقد استأنفت حياتها الفارهة في أعقاب إعلان النبيل عن اختتام أعمال بناء القصر الذي سيدير انطلاقا منه شؤون المدينة.

سيطر على منصب العمدة لعشر سنوات مثلما كان أسلافه. ينتخب الأهالي العمدة، بيد أن عائلة النبيل توارثته وغدا عمليا منصبا جينيالوجيا.

لا يترشح أي من السكان للتضييق على النبيل، ذلك أن مكانته البورجوازية تجعله زاهدا في الممتلكات العامة، و كي يبقى للانصاف موقعه السامي، فالخدمات التي وفرها النبيل شملت جميع السكان و كثيرا ما أعربوا خلال الأمسيات الثقافية و الاحتفالات الجماعية عن تأييدهم المطلق للنبيل.

اعتاد على تمويل مؤسسات الرعاية الاجتماعية الموجهة للمعاقين و الأيتام مثلما خصص مصاريف لتطوير المدرسة و ساهم في انشاء ثلاث مدارس أخرى.

صرف الى العبادة مبنى واحدا، فالتنوع الديني في المدينة لا يسمح بانشاء مبنى للعبادة لكل جماعة دينية. و للتعبير عن سيادة السلام الأهلي، كانت الديانات تمارس جنبا الى جنب في المبنى الذي قسم الى عدة أقسام تبعا لعدد الديانات التي تشهد حركة دائمة في الأتباع، فالديانة التي تمثل الأغلبية السكانية هذا العام قد تتحول الى الأقلية خلال العام المقبل و تعود مجددا للاستحواذ على الأغلبية طبقا للقناعات التعبدية المتغيرة لدى الناس. تخليدا لعراقته الجينيالوجية حرص النبيل على استدعاء وجهاء الجماعات الدينية الى احتفال سنوي بهيج يرسم ذكريات الانجازات التي قدمتها العائلة السعيدة للمدينة.


(2)


استيقظت المدينة مثلما أراد المعتاد اليومي، و بدأت أوائل إياه الشمس بغسل جدران القصر، فتواجده فوق التلة العالية يفرض على الشمس الطالعة أن تبدأ بغمره بنورها قبل أن تصل الى باقي أجزاء المدينة. و حين تميل نحو رقدتها المؤقتة يكون القصر آخر من تستودعه أسرار يوم آخر من حياة هادئة الوطيس

لم يغير انسجام المدينة سوى سلسلة جرائم تستهدف فتياتها انطلقت بعد أيام من احتفال زوجة النبيل بعيد ميلادها الخامس و الأربعين، ساد اعتقاد راسب لدى الناس مؤداه أن أحد المدمنين على الخمر يحاول النيل من استقرار المدينة

بدا النبيل خلال هذا الصباح أكثر حبورا، فقد قرر البدء في انشاء مؤسسة لرعاية أسر الفتيات اللائي شملتهن سلسلة جرائم القتل المروعة.

إذ تصاعدت خلال الفترات الأخيرة عمليات استهداف فتيات المدينة، و بذل مجلس المدينة تحت رئاسة النبيل العديد من المخططات الأمنية لاكتشاف أغوار القاتل الذي أذاع الرعب داخل تفاصيل المدينة، فما إن تنتشر بوادر المساء حتى يأوي السكان الى منازلهم و يحكموا اغلاق المنافذ اليها ثم يسيطر الصمت الصاخب على أرجاء المدينة.

بعد تزايد أعداد الضحايا، أقر الاداريون مشروع بناء المؤسسة التي ستتكفل بمتابعة أسر الضحايا تفاديا لانهيار الاستقرار الاجتماعي الذي يزرع فكرة ضرورة الاذعان للنبيل في التصور العام للأهالي. لاثبات رغبة مسؤولي المدينة في مطاردة قاتل الفتيات أشرف النبيل شخصيا على تدبير الاعانات الدورية التي تمررها المؤسسة الى المشمولين بارهاب الزائر الليلي. و كي يحرص رجال الأمن على سلامة أسرهم فقد أتاح لهم النبيل صلاحية المكوث في منازلهم لحمايتها و الابقاء على دوريات الحراسة الليلية لمواجهة الطوارىء.

عند انقضاء أشهر في دراسة مكونات القضية، استشف المحققون أن القاتل لا ينفذ جرائمه إلا لدى اكتمال القمر.

كلما شارف القمر على الاكتمال يبادر رجال الأمن الى تشديد اجراءات المراقبة و الحراسة، غير أن صعود شمس اليوم الموالي لاكتمال القمر يكشف عن جثة فتاة جديدة أراق القاتل دماءها بهدوء.

يرقب اكتمال صورة القمر، و ينتزع قلب الفتاة ثم يضعها داخل صندوق خشبي و يضع قلبها المنتزع بجوار الصندوق و قصيدة شعر يوضح تاريخ ارسالها اليها.

لدى اكتشاف الصندوق يستدعى النبيل و الأمنيون للاطلاع عليه، يقوم رئيس الشرطة بفتحه و يصاب الناظرون بذهول عميق، الفتاة مرتبة بعناية فائقة في كفنها الأبيض، غير أن أكثر ما استدعى استغراب الحاضرين الابتسامة الخفيفة التي تبدو على شفاه كل الفتيات اللائي استهدفهن الزائر الليلي. بل إن وجود الابتسامة الخفيفة و القلب المنتزع و صفاء الجثة يمثل أقوى دليل على أن الأنثى الراقدة في الصندوق إحدى ضحايا السفاح الأنيق. بعد الانتهاء من تفحص الجثة و اعادتها الى الصندوق استعدادا لتشييعها الى مثواها الأخير قال رئيس الشرطة :

- يبدو أن هذا الرجل يؤدي الطقوس الجنائزية بعد الانتهاء من قتل ضحاياه كما أن كل جرائمه اتسمت بالأناقة.

قاطعه النبيل بسرعة خاطفة :

- لا يوجد ما يثبت أن القاتل ذكر، احتمال كونه أنثى غير مستبعد. لدى أي أنثى نداء داخلي صاخب يدعوها الى ارتكاب أي فعل يؤكد لها أنها المرأة الوحيدة التي تملأ عيني الرجل الذي أهدته قلبها.

تدخل أحد عملاء الشرطة مستفهما :

- هل تقصد حضرة النبيل أن اقتراف هذه الجرائم البشعة يحتمل أن يكون صادرا من امرأة؟

استطرد النبيل :

- افتراض رئيس الشرطة أن القاتل ذكر سينشر الريبة في انطباعات نساء المدينة حول أزواجهن و انتشار هذا الانطباع قد يجهز على ما تبقى من مؤسستنا الأمنية. فلتطلعوا مدير مؤسسة رعاية أسر الضحايا على المعلومات المتصلة بالفتاة كي يتمكنوا من الحصول على الاعانات اللازمة. جراح هذا القاتل يجب أن تتوقف

هتفت أم الضحية مترنحة بعد أن كفكفت دموعها المخضلة :

- جراح القلب لا تشفى حضرة النبيل.

اقترب النبيل منها و استل منديله ليجفف زخات الدمع المنهمرة من عينيها :

- بما أننا سيدتي عاجزون حتى الآن عن كشف مرتكب الجرح فعلينا على الأقل أن نبذل جهودا خاصة لتضميده

أجابت الأم الأليمة :

- فليدم حنانك المتدفق لسكان هذه القرية أيها النبيل.

جهز رجال الدين صندوق الفتاة، لم يستبدلوا الصندوق الذي دفنه فيها القاتل تنفيذا لتعليمات النبيل، فقد بدا لائقا. و نفذت مراسيم الدفن بحضور العشرات من أهالي المدينة.

تزامنت مراسيم الموت مع عودة ابن النبيل من سفره الدراسي. عقب الانتهاء من دفن الفتاة تناول النبيل الحديث بعد أن تحلق حوله الأهالي :

- لقد تزامن وقوع هذه الجريمة مع عودة ابني من سفره الدراسي، كنت أخطط رفقة والدته لاجراء حفلة بهيجة على شرفه، لكن الروح التي صعدت الى بارئها ليلة أمس تستحق أن نعلن الحداد تخليدا لذكراها.

نهض من بين الجمع أحد آباء ضحايا الزائر الليلي :

- أيها النبيل، إنني الآن أتكلم باسم أهالي المدينة دون استثناء. لقد ساهمت بعزم و صرامة في تطوير مرافق المدينة كما انصب اهتمامك على القطاعات الخدمية و نتائج اجتهاداتك الدائمة و انتمائك النقي لهذه المدينة ماثلة للعيان و للتاريخ. بعد ظهور هذا القاتل بيننا تكرمت بافتتاح مؤسسة لرعاية أسر الضحايا. لكل هذه الاعتبارات الراقية سيادة النبيل لن نسمح لهذا المجرم بحرمانك من الاحتفال بعودة نجلك السعيد، و لن نسمح له بحرماننا من الافصاح عن سعادتنا بعودة النبيل المقبل.

بعد انتهاء الرجل من حديثه، تعالت أهازيج الجمع خفاقة :

- فليحيا النبيل...فليحيا النبيل.

استجابة لارادة الأهالي، أقيمت حفلة فخمة بمناسبة عودة نجل النبيل من سفره الدراسي. دعي كل أهالي المدينة الى القصر الذي احتضنهم جميعا، و شعروا بالدفء بين ثناياه، فهو القصر الذي يأوي الرجل الذي يبذل كل شيء في سبيل رقي مدينتهم. تبادل الأهالي أنخاب الفرح و المجد، و اعترت أسر الضحايا علامات السعادة...فلأول مرة يكتمل القمر دون جثة جديدة...و لأول مرة يتناسى الأهالي مأساة الفتيات البريئات اللائي رحلن نحو السماء. كل هذا الشعور بالاطمئنان يفسر بتواجدهم جميعا في حضرة النبيل و داخل قصره. لقد كانوا يفكرون بنفس الطريقة، القاتل لا شك أحد سكان المدينة إذ لم يقدم إليها أي غريب منذ سنوات و بالتالي فهو لن يستهدف قصر النبيل الذي غمر عطفه و حنانه كل السكان. بعد انتهاء الحفلة و انصراف المدعوين، انفرد النبيل بزوجته الفاتنة :

- تناقص عدد النساء اللائي كنت تعتقدين أنهن أجمل منك

ارتسمت ابتسامة الاطمئنان على شفتيها :

- تختار العبارات المنسجمة مع انطباعاتك الشخصية، بالنسبة لي لقد تناقص عدد النساء اللائي يمكن أن يهددن صورتي في عينيك

- أنت تدركين يا سيدتي أن النساء جميعا يعتقدن أن مشكلتهن هي أنهن لسن أنت لكن مشكلتهن أنك أنت كل نساء هذا الكون

رمقته بنظرة متلألئة من عينيها بينما كانت منهمكة في التجمل أمام مرآتها الفسيحة. استدار نحو النافذة المطلة على المدينة و التي يراقب من خلالها شروق الشمس و غروبها. أخذ رشفة طويلة من غليونه قبل أن يصدر تنهيدة عميقة رافق صدى صوتها خيوط الدخان و هي تتلاشى أمام ناظريه.

استغرق في تأملاته البعيدة قبل أن يوقظه عناق زوجته له :

- ما لم أفهمه صرفك لكل هذه المبالغ من أجل تلك الصناديق الخشبية التي تضعهن فيها

- أؤمن أن لكل واحدة منهن الحق في أن تموت مياسة.

(3)

اكتمل القمر مرات عديدة بعد ذلك العناق الذي جمعهما رغم أنها حددت له أوصاف السيدة التي يجب أن يقتلها لأنها تفترض أنها أجمل منها. كلما اكتمل القمر تسهر الليلة و تلاحق لهفتها أنفاس الفجر، لكن الصدمة تكررت. بات واضحا أن عزوفه عن قتل السيدة التي منحته أوصافها ناجم عن سقوطه في شباك غرامها. بدأت تحادث نفسها و الكآبة تمزق مشاعرها :

- هل أحبها؟ لقد اكتمل القمر عشرين مرة حتى الآن و ما زالت تلك السيدة على قيد الحياة؟ يستحيل أن يقترف هذه الجريمة. لقد أحببته، أخلصت له، حبه يسري في عروقي فلماذا؟ إذا لم يكن لي فيجب أن يموت...أجل يجب أن يموت، لن يستمر حزن الأهالي طويلا عليه فابننا قادر على وراثته.

أشرقت شمس ذلك اليوم مثقلة بسحب رمادية، لم يأت الهدهد الى حديقة القصر كعادته كل صباح. كان النبيل جالسا الى النافذة يراقب شروق الشمس. جلست الزوجة و ابن النبيل الى المائدة ينتظران التحاقه بهما. مضت لحظات قاحلة.

ناداه الابن...بلا جواب.

عندما اقترب منه ألفى لون وجهه شاحبا. كان غليونه في فمه، بدا كل ما فيه يوحي إلى الناظر إليه أنه فارق الحياة، إلا عينيه فقد لزمهما ذلك البريق المتوهج الذي كان يرى فيهما دائما.

باستطاعة المسافر عبر عينيه أن يدرك أنه كان يوزع نظراته الأخيرة على المقبرة التي أنشئت خصيصا لاحتضان أجداث الفتيات اللائي قتلهن الزائر الليلي. عندما تناهى الخبر المكفهر الى أسماع الأهالي خرجوا جميعا الى الشوارع. تصاعدت أصوات النحيب و الصراخ و شهدت بعض الأحياء حالات انتحار جماعي، ارتدت المدينة من أقصاها الى أقصاها...ثوب الحداد القاتم

أقام الأهالي تمثالا عظيما كتذكار يخلد سيرة النبيل، تمثال عظيم غرس بذور الضغينة في قلب الزوجة، فقامت بعد انقضاء أسابيع قليلة باستدعاء الأهالي لتؤكد لهم أن الشخص الذي بالغوا في احاطته بالهيبة و العظمة هو الذي انتزع قلوب فتياتهن المتضوعات.

في اليوم الموالي لتصريحات زوجة النبيل الراحل، انطلقت مظاهرات حاشدة تندد بأقوال الزوجة و تطالب باعدامها، و تزعم ابن النبيل أي النبيل الجديد المظاهرات و اللقاءات الخطابية التي أجمعت على ادانة و تجريم أقوال زوجة النبيل الراحل، و اتفق النبيل مع النائب العام على اصدار مذكرة اعتقال بحقها و حرر مدير المستشفى وثيقة طبية تؤكد أن زوجة النبيل مصابة بارتجاجات نفسية جراء عدم تحملها لفراق زوجها الذي ملأ حبه قلبها.

تسارعت الأحداث، اعتقلت الزوجة و وضعت في جناح المرضى العقليين. كلما زارها أحد الأطباء أو الممرضين تشد ثيابه بقوة و تؤكد له أن زوجها هو القاتل الذي نشر الرعب في المدينة و أنهما خططا معا لتلك الجرائم ليحافظ كل منهما على حبه النقي للآخر. كانت تقضي لياليها في الصراخ و تكرار اتهامها للنبيل الراحل، لم تنجح الأدوية في التخفيف من آلامها، ظلت تحترق و تذوب....إلى أن أشرق الصباح الذي خمد فيه الصراخ الليلي بعد مرور سنوات على اختفاء جرائم الزائر الليلي...

أقيمت لها جنازة وضيعة، حيث حضرها المكلفون بالدفن فقط

و ما أن ووري جثمانها الثرى و سكبت عليه آخر حبة تراب هتف المحتشدون خارج المقبرة :

- فليحيا النبيل ابن النبيل.












التوقيع

لا تأكلي الشمس...فما في حوزتي سوى كلمات و وردة ...هي لك

آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 09-08-2011 في 01:08 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 09-08-2011, 10:12 AM   رقم المشاركة : 2
أديبة
 
الصورة الرمزية ميرفت بربر






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ميرفت بربر غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 رحلة في قلبك
0 هَمْس الروح
0 همسة شتوية ..

افتراضي مات النبيل .. عاش النبيل





قصة كلاسيكية تأخذنا الى روح الأدب العالمي، لها نكهة خاصة، و روح مختلفة، اعتمدت على سمة السرد الكلاسيكي لتجمع عدة قضايا في قصة واحدة .. و تجمع بين النقيضين حب و دماء، التضحية و الجريمة، العطاء و الأنانية؛.. حب يعانق السماء، و يجعل من مَنْ يحمله بين جنباته ينفذ رغبات حبيبته المستهجنة فيقوم لأجلها بقتل كل النساء الجميلات في القرية لأجل إرضائها.
تلك الشخصية النبيلة التي احبها الجميع لكل ما فيها من خير، حولته زوجته الى قاتل ليلي، يصطاد الطرائد التي تشير إليها لأعتقادها المريض بأنه لا يجب ان يكون هناك من هي اجمل منها في القرية، فهل كانت تخشى على زوجها من الجميلات؟ ام لا تريد ان تنظر الى المرآة في تلك القرية من هي اجمل منها هي.

نص راقي، يصل بنا الى نتيجة غير متوقعة للحب، حين تعطي الزوجة صفاتها هي لتكون الضحية المقبلة، فقد وصل بها المرض الى ان رفضت حتى ان ترى بالمرآة امرأة جميلة، و تظن بأنها اجمل منها!.. كانت انانية، فحين لم ينفذ طلبها، ارادت له الموت، فهل احبته كما احبها؟ .. اظن بأن النبيل قرر الإنتحار حتى لا يموت بيد زوجته، ربما هي قتلته مع اني استبعد هذا الخيار .. لأنه قرر ان يموت نبيلاً .. كانت انانية بحبها حتى بعد ان مات رغبت بأن تسحق و تشوه ذكراه الطيبة بين الناس لتموت ذكراه، فهل احبته؟ .. و هل استحقت حبه لها؟.

افكر بشخصية تلك المرأة التي كانت سخية و معطاءة، هل كانت تغدق على أهل القرية لتساعدهم ام لتتفوق على النبيل؟!!..

ترى ما المقصود بالعنوان، مدينة الجثث الزرقاء؟.. أهي المشرحة، أم المقبرة؟..


د. هشام

نص راقي أخذني معه برحلة مشوقة حتى آخر كلمة
دمتَ متألقاً و لقلمك الوارف دوام لطاعة لإبداعاتك


ميرفت








  رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 04:14 AM   رقم المشاركة : 3
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

الأستاذ هشام البرجاوي
أسعد الله أوقاتك
( تثبت )
ولي عودة إن شاء الله
تحياتي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 05:58 AM   رقم المشاركة : 4
أديبة
 
الصورة الرمزية سفانة بنت ابن الشاطئ





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سفانة بنت ابن الشاطئ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرجاوي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
النص إهداء إلى الصديق عماد السامرائي، الذي اضطرته دياجر الوطن الذبيح



إلى الهجرة،

حاملا منساة الأديب المتشبث بالأرض

حيث يكون...

راجيا له زمنا آخر...مجلوا من الأسواء

و إهداء إلى الطغاة...و هم يتساقطون تباعا..

[/align]


أولا اسمح لي أن أرسل من هنا تحية للشاعر والكاتب العراقي الرائع
عماد السامرائي حيث أتمنى بدوري أن يكون بألف خير .. وأن تتحقق
كل آماله وأحلامه .. فكم تمنيت أن يكون معنا هنا في نبع العواطف
لقد اشتقنا كثيرا لقلمه الباسق
كما أنحني أمام هذه اللفتة الباذخة في إهداء هذا النص الرائع له
فنعم المهدي ونعم المهدى له ..
و دامت صداقتكما ترفل بالمحبة والوفاء ...

مودتي المخلصة

سفــــانة













التوقيع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الوجد محبرة القلب ~ ~ والحرف يشعل الرماد

زوروني في مدونتي اللؤلؤة


شكر خاص للراقي شاكر السلمان
  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 08:38 AM   رقم المشاركة : 5
أديبة
 
الصورة الرمزية سفانة بنت ابن الشاطئ





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سفانة بنت ابن الشاطئ غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء



بقدر ما كان الحب كبيرا بقدر ما كان الدم سيالا ..
(مدينة الجثث الزرقاء )

من خلال تعرفنا مثلا على المرحلة الزرقاء في حياة بيكاسو كانت توصف بالبؤس والتشريد .لذلك كانت لوحاته تكاد تكون من لون واحد ضارب إلى الزرقة في مرحلة معينة من حياته عكست ملامحها . فسميت المرحلة الزرقاء

وهنا في هذا النص رسم الكاتب ملامح القصة باللون الأزرق فنجد أن هنالك ( أجساد - شحوب الألوان - شرود افكار - برودة مشاعر -ثلاجة للموت - قبور متناثرة )

اخترت بطل قصتك نبيلا فألبست الحب النبل من خلاله ..
لكن أحب أن أترك لك هذا التساؤل :

لما اخترت الطغاة لإهدائهم هذا النص ؟

وقد كان واضحا حرصك على إظهار صفة النبل حتى لحظة القتل وما بعدها ..

هل ترى أن الطغاة لديهم نبل ما من خلال تصرفاتهم مع الشعب؟؟

تحية مع الاحترام













التوقيع


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الوجد محبرة القلب ~ ~ والحرف يشعل الرماد

زوروني في مدونتي اللؤلؤة


شكر خاص للراقي شاكر السلمان
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 10-02-2011 في 01:15 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 10:03 AM   رقم المشاركة : 6
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تقديري ومحبتي












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 09:51 PM   رقم المشاركة : 7
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سلوى حماد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

عزيزي د. هشام،

جميل أن نهدي عصارة فكرنا لمن يستحق، والأخ العزيز عماد ابن سامراء العريقة وصديقك الأقرب يستحق هذا الإهداء وأكثر.

الانطباع الذي سيطرعلي عند قراءتي للقصة ومشاهدتي للمشاهد التى استطعت بحرفية ان تصورها بشخوصها بدا وكإنني اتابع مسرحية على مسرح واقعي بشخوص حقيقيين.
يخيل لي ان النبيل هنا يمثل الحاكم الذي يملك الثروة والنفوذ والقرار، يملك كل شيئ لكنه مملوك للسلطة التى صورها الكاتب في صورة زوجة جميلة لعوب لها تأثير واضح على النبيل الذي كان ينساق الى رغباتها التى كانت تتناقض كثيراً مكوناته الانسانية.

الحالة العامة تشبه الى حد كبير أي مجتمع ، حاكم يملك الثروة التى تحيطه بهالة من القدسية في وسط مجتمع أفراده بسطاء لا يملكون إلا لقمة عيشهم، يستغل النبيل /الحاكم هنا قدرته المادية في تعميق وترسيخ بقائه عن طريق عمل العديد من المشاريع النفعية التى تجعل من حوله لا يرى الا هو ولا يأتمر الا بأمره وبهذا يكون قد ضمن التفاف الأغلبية حوله.
استطاع النبيل ان يحافظ على أمنه وأن يرسخ وجوده عن طريق خلق فزاعة تشغل بال الناس قبل أن يتجهوا الى التفكير في التغيير أو إعمال الفكر والتساؤل فابتدع الجرائم الليلية التى كانت كفيلة بإن تشغل تشغل حيز تفكيرهم المحدود ، وبالطبع يتجه الجميع الى النبيل صاحب النفوذ الذي هو نفسه صاحب الأيادي البيضاء ويزدادوا التصاقاً به والتفافاً حوله فهم لم يتعودوا على اتخاذ قرارتهم لإنهم أوكلوا المهمة للنبيل في اتخاذ اي قرار....وكلما شعروا بالخوف وعدم الطمأنينة يلتفون حوله أكثر.

داوم النبيل على تلبية رغبات الزوجة/السلطة ، اليد التى تبطش في الظلام هي نفسها اليد التى تمتد بالعطاء للمحتاجين فينسون وتستمر الرحلة.

أعتقد أن النبيل قد قٌتل لإنه لم يعد لديه ما يقدمه ، والسياسة لا تؤمن بدوام الحال فلكل زمن دولة ورجال، فكان لابد من قتله والإتيان ببديل جديد يقدم ما عجز النبيل عن تقديمه (عشرون قمراً مروا ولم يقدم النبيل أي ضحية).

من هذا السرد المسرحي الرائع استخلصت التالي:
· ان السلطة لها طغيان لا يقاوم وبالتالي يمكن ان تغير مسار من يطمح فيها كما حصل للنبيل الذي تلطخت يده بالدماء بالرغم من انه ليس مجرماً بالفطرة وهذا واضح من الصفات التى وضعها الكاتب في بداية السرد.
· ان الانطباع الذي يأخذه الناس عن اصحاب الأيادي البيضاء يلغي التفكير في أي جوانب سلبية تجاه هؤلاء الأشخاص ولذلك لم يستطع الناس في النص ان يصدقوا ان النبيل قد قام بأي فعل مسيئ.
لهذا يتجه الكثير من اصحاب النفوذ في البداية وكخطوة أولى نحو السيطرة التامة بتحسين صورتهم عن طريق عمل الخير وتقديم العون للمحتاجين.

· ان الشعوب هي من تصنع الديكتاتوريين وتغذي الديكتاتورية بسلبيتها وتسليمها لزمام الأمور لمن يقودها ، النبيل هنا سيطر على منصب العمدة وبصفة متوارثة دون ظهور أي منافس له اذ ان الشعب فضل الإنقياد عن القيادة.
· ان الشعوب عندما لا تشارك في القرارات المصيرية تصبح أشبه بجثث متحركة بدم متجمد ، ولهذا كان العنوان مدينة الجثث الزرقاء.
د. هشام،
سرد كلاسيكي جميل حملني على جناح الدهشة . مشاهد حية استطعت بجدارة ان تنقلها لنا بإسلوبك التصويري المبهر، أرجعتني لعهد المقطوعات السردية العالمية التى كنت أدمن قراءاتها في ذلك الزمن الجميل.

راقت لي فكرة المزج بين الجانب الإنساني والجانب السياسي هنا مما أضفى على النص دفئاً محبباً رغم عنوان النص الذي اتسم بالبرودة.
استمتعت كثيراً بما قرأت ، ودعني أقولها بعيداً عن المجاملة وانت تعرف جيداً انني لا أجامل، أنت من القلائل الذين مازالوا يمسكون بخيوط الكتابة الكلاسيكية الراقية التى بدأت تتلاشى في عصر كتابات الوجبات الأدبية السريعة.

لقلبك الفرح الدائم ولقلمك الباذخ كل التحايا المعطرة بالتقدير،

مودة لا تبور،نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سلوى حماد












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فلسطينية أقولها بكل فخر ودوماً سأكون
نغمة عز ترحل بين الفاء والنون
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 09-22-2011, 01:09 AM   رقم المشاركة : 8
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

الأنانية وحب الذات والتلاعب بمقدرات الآخرين من أجل التمسك بالسلطة محاور رئيسية جاء بها النص


قصة معبرة من واقع مؤلم
دمت بخير
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 09-27-2011, 11:53 PM   رقم المشاركة : 9
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء


الأديب القدير هشام البرجاوي
أجدك قد حققت العدالة من خلال هذا النص
فكل منهم أخذ نصيبه من العقاب
النبيل هذا الرجل الذي يمارس القتل بهذه اللذة إرضاء لزوجته كان لابد أن يقتل بيدها وهذه هي عدالة السماء
الزوجة المتغطرسة التي أوحت لزوجها بارتكاب كل تلك الجرائم لم تتردد في اتخاذ قرار قتله تلك الزوجة التي أرادت لنفوذها أن يستمر من خلال إبنها انتهى بها المطاف بفقدان كل شيء .. فقدت ملكها ومكانتها .. وماتت ميتة وضيعة لايمكن أن تخطر على بال
والأهالي أيضا أخذوا نصيبهم الذي يستحقونه حين هتفوا للنبيل ابن النبيل ذلك الابن الذي أزاح والدته عن طريقه فتزعم المظاهرات و اللقاءات الخطابية التي أجمعت على إدانتها وتجريمها كيف لا وهي تضع عقبة في سبيل استلامه منصب أبيه الذي لابد أن يكون نبيلا مهما قيل أو سيقال
أستاذنا الرائع هشام البرجاوي
كنت رائعا بحق
الكلمات تعجز عن التعبير
مدينة الجثث الزرقاء نص ستحتفظ به الذاكرة طويلا
تقبل مروري وتقديري الكبير













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-2011, 11:32 AM   رقم المشاركة : 10
كاتب وباحث





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هشام البرجاوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 إِلِينا Eleena
0 Je l'aime à mourir Je
0 ذكرى القادسية

افتراضي رد: مدينة الجثث الزرقاء

كان مرورك هنا معطرا كالعادة

أسلوبي و توجهي في الكتابة هكذا

لمُواطن العالم مثيل أدبي، فلنحاول العثور عليه

كل التقدير أستاذة ميرفت












التوقيع

لا تأكلي الشمس...فما في حوزتي سوى كلمات و وردة ...هي لك

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخبب والمتدارك - د. بديار خشان خشان قسم مدرسة العروض والقافية والطريق للشعر 10 11-07-2011 12:56 AM
بغداد مدينة النكبات الهام فارس نبع من على جدران الزمان 5 07-27-2011 12:07 AM
عندما تبكي سمائي الزرقاء ! أمل الحداد إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 23 07-14-2011 04:34 PM
مدينة الازمان يوسف أحمد إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 7 07-12-2011 03:51 AM
الأسباب البيئية لحدوث صعوبات التعلّم عند الأطفال رائدة زقوت المرأة 0 03-15-2010 11:10 AM


الساعة الآن 10:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::