قصة قصيرة
في ساعات ليل شات ..عقب امطار غزيرة هدأت السيدة نور في غرفتها الطينية المتواضعة واثاثها البسيط وحولها اطفالها الصغار،من بعد يوم مضن من العمل في الحقل القريب من دارها،وما بين السهد والنوم سمعت صوتا خفيفا ،مواء قطة متعبة تسلل الى صيوان اذنيها التي تلفه بالخمار الاسود وانتابها الخوف في قلبها ، هرب نعاسها وراحت تفكر ترى ماتريد هذه المسكينة ...هل هي جائعة ام مريضة ام برودة الجو رغمها لتلك النبرات الباكية واين ستنام هذه القطة بأي زاوية من الغرفة ولشدة البرد التفت نور بلحافها القديم الذي كابد معها اعوام طويلة للدفاع عنها واطفالها لتدفيء في ليال نحسات كهذه، تغلب النعاس فاخذها الى حين غفلة وعلى انغام هذا الحيوان الصغير الذي يثير صوتها غضبا يشق سدف الظلام الى مسامعها لتستيقظ حتى الفجر .
وفي الصباح المبكر راحت السيدة تفتش عن امر هذه القطة فوجدتها قد وضعت صغارها تحت سريرها القديم ,خافت نور ان تتقدم اليهن ،توقفت بدهشة وقالت:محدثة نفسها الافضل ان ارمي الصغار خارج المنزل وسوف تكتشف الام المكان وتنقلهن الى مكان اخر ففعلت ذلك حتى وصلت بهن على حافة نهر عميق مليء بالقصب والبردي كانت نور مترددة من هذا الاجراء بحركات يشوبها الحذر ... وبعد ساعة راحت تتابع مصير هذه القطط الصغيرة فوجدت ان احدهن قد ماتت ..بردا وجوعا وقفت السيدة نور ذات العمر الخمسيني ,فحزنت حزنا شديدا فحملت البقية الى احد زوايا المنزل ,وفي حالة الاضطراب هذه ,راحت تلوم نفسها قائلة الهي لم فعلت هذا لقد جنيت على هذا الحيون وتمضي ساعة اخرى لتتفقدهن - فلم تجد واحد منهن فبدات "تولول "وتدور هنا وهناك وتسال عيالها ياالهي اين ...اين ثم تسال نفسها وتجيب وتتوقف ،لربما جاءت الام وحملتهن الى مكان لااعلمه وبين هوس التساؤلات الكثيرة حل المساء بظلمه شديدة وجاءت الام المسكينة وقد وقفت على نافذة لتنقل الخبر اليقين للسيدة نولر بانها لم تجد عيالها صوت حزين وكانها تعاتبها على تشريد عيالها وقتلهم , بكت السيدة ولم تنم ليلتها وبين هذا الالم وذاك دخلت القطة المسكينة مسرعة من احد نوافذ الدار لتقف عند باب الغرفة يملا جفنيها الدموع والحزن الشديد لتنقض الى السرير القديم تفتش عن صغارها ولكن يااسفا لم تجد شيئاا,وبعد دقائق تكرر ويلاتها (مواءها المقطع المتعب)بليل حالك ألظلمه مع صقيع ومطر كافواه القرب وتعيد القطة المحاولات في البحث حتى نهضت السيدة لتضع يديها على خدها المخضب بالدموع وهي تنظر لهذا الحيوان الصغير المعذب الذي يبحث تارة ثم يهرب خوفا تارة اخرى..وحتى ينبثق فجر الصباح الشاتي لتهرب القطة المسكينة تجري في الحي لااحد يعرف همها سوى هذه السيدة تدور بين جدران مهدمة ,الانقاظ ,القمامات ,بيوت مهدمة من قصف الاحتلال ,مداخن ,تنظر في اوجه الناس لكن ابت ان تجد ظالتها فقد لفترست الحيوانات الكبيرة صغارها .... وتحدق السيدة بعيون اغرورقت بالدموع واجفان لم تذق طعم النوم ليومين ونبض قلب متوجع ,وتقول كيف بي لو فقدت صغاري كحالها وتشهق بالبكاء...انني سببا في تعاستها ,رفعت اكفها بباب الضراعة لحظة تواجد قلبها المؤمن قائلة اللهم ارحم ..اللهم ارحم...غفرانك يارب وتنتم على اوتار جرحها الراعف..وكيف بمن قتل الشعوب واهلها دون وجدان او ضمير يحاسب.