هاشم سلامة- اصبح التلفزيون من اهم الوسائل التثقيفية والترفيهية والاعلامية للصغار والكبار، لدرجة اخذ يشكل المرتبة الاولى من حيث التأثير في الاطفال واخذ يشارك الابوين في تربيتهم وقد اشارت الدراسات الصادرة عن منظمة اليونسكو ان الاطفال في البلاد العربية من سن السادسة الى السادسة عشرة يقضون بمعدل 12-24 ساعة اسبوعيا امام التلفزيون.
ان اول اتصال بين الطفل والتلفزيون يبدأ في سن الثانية من عمر الطفل عندما يبدأ بالانصات الى البرامج، مع الزمن يبدأ هذا الطفل بتحديد البرامج التي يختارها. وقد تبدأ العلاقة بين الطفل والتلفزيون منذ الشهر الخامس.. بدليل استجابة الطفل للمؤثرات الضوئية والصوتية الصادرة عن التلفزيون، والتفاعل البدائي معها.
ولكي يكون التلفزيون أداة تربوية يراعى ما يلي:
1 - ان يكون العاملون في حفل البرامج التربوية من معدين ومخرجين ممن لهم خبرة كافية في التربية، وعلم الاجتماع والنفس، بحيث يوصلون رسالتهم الى الاطفال بقبول واقناع وتأثير.
2 -ان يكون التوجيه التربوية التلفزيوني مثيرا ومقنعا ومرفقا بالمشاهد المصورة والمقاطع النابضة بالحركة التي ترافق الفكرة التربوية.
3- التكرار: وذلك على نمط الاعلانات التجارية، فالتكرار يعمل على تكوين تراكمات نفسية تربوية لدى الطفل، ويقاوم الرفض اللاشعوري الذي قد يبديه لاول وهلة.
ولكي تؤدي الرسالة التلفزيونية التربوية دورها بنجاح، يجب ان تعمل على بناء الطفل فكريا وعلميا وسلوكيا، وعلى نشر الوعي التربوي. والعمل على نشر الافكار التي تمهد للتغيير في السلوك والعادات السلبية. والعمل بذات الوقت على بناء منظومة من الافكار البناءة لدى الطفل وان تكون القصص المصورة والمشاهد المعروضة مبسطة حتى يستطيع الطفل استعابها.. والتمثل بها في حياته.
وعلى المخرجين والمنتجين والمعدين للبرامج التلفزيونية ان ينتهجوا مبدأ التقويم لبرامجهم.. هل وصلت مبتغاها ام لا وذلك بالقيام بدراسات علمية واستطلاعية تشمل المشاهدين اطفلا وآباء لمعرفة مدى النتائج والتأثيرات للبرامج المعروضة في نفوس الاطفال والاباء على حد سواء. وعلى ضوء هذه النتائج يستطيع المعدون والمخرجون تكييف برامجهم مع ما يتطلبه المتلقي بمعنى ان التغذية الراجعة هي من عناصر التقويم المهمة.
ويشير عالم النفس هيمان الى ان التلفزيون كوسيلة اتصال يتدخل بشكل غير مباشر في تنشئة الاطفال الصغار، وذلك في صيغة معلومات ونصائح تربوية توضع في متناول الاطفال وذويهم،
ويضيف هيمان الى ان فوائد اخرى للتلفزيون هي:
1 - يساعد في اثراء حصيلة الاطفال اللغوية.
2 - يشبع في الاطفال رغبة الخيال.
3 - يخلص الاطفال من السأم والملل.
4 - يعتبر من اهم الوسائل الترفيهية للطفل، فهو يخفف التوتر ويساعد على استرخاء الطفل واستمتاعه.
وبالرغم من اشارة علماء اخرين الى مخاطر التلفزيون.. الا ان هذه المخاطر يمكن تحويلها الى منافع وايجابيات تربوية تصب في صالح الطفل وتنشئته..
وينصح المناصرون لايجابيات التلفزيون بأن لا يترك الطفل بمفرده مع التلفزيون، بل ان يوجه اهتمام الطفل للبرامج التربوية الهادفة، وكذلك يجب توجيه الاسر الى ما ينفع اطفالها من برامج وتبصيرها بالبرامج التي تحقق الاهداف التربوية المرجوة لهم.
وتنصح الخبيرة في الاعلام التربوي والمربية جوكوفكايا الاباء بأن:
1 - يطلع الاباء على توقيت البرامج الاسبوعية حتى يوجهوا اطفالهم الى هذه البرامج في مواعيدها.
2 - يسمح للاطفال في ايام العطلات بمشاهدة بعض افلام الكبار التي لا تحدث آثارا سيئة في نفسياتهم.
3 - يتحادث الاباء مع ابنائهم حول البرامج التي شوهدت.. ومدى استفادتهم منها واستيعابهم لها.
4 - يسأل الاباء اولادهم ما هي العبر التي استفادوها من مشاهدة هذا البرنامج او ذاك.
وخلاصة القول فان التلفزيون سلاح ذو حدين.. ومن هنا يجب اعتماد السلاح النافع منه، بحيث يبني الاطفال قناعات وانطباعات، بأن التلفزيون ليس للتسلية وحسب، بل هو أداة تعليمية تربوية كالمدرسة وان مقدم البرنامج انما هو معلم كالمعلم الذي يراه الطفل في مدرسته.