في نشوةٍ الحلم
( 1 )
ما أنداكَ أيُّها الصباح!
شيءٌ ما,,
تغلغلَ اليوم في أوردتي,,
كشلالِ سرور,,
فيه أمواج الزهور,,
سمعتُ همساً منْ أهدابِ جفون
لعيونٍ نجلٍ كبحور,,
تأخذني كموجةٍ في تياراتٍ كهربائية,,
تذوبُ المعاني,, ويرتجفُ قلبي ,,
وقلمي كإعصارٍ,,
غمستُه في مدادٍ لأنوارِ الصباح,,
فتجلتْ الشمسُ,,
بثغرها القرمزي,,
وقالت:
أنتَ بعمري,,
ومنْ حوليَ الأقمار,,
إشعاعُ روحكَ يتمددُ في السماء,,
في العشي والإبكار,,
يتلألأُ منه الضياء,,
أرحل حيث أنت برضاك
أكون كما تشاء ..
( 2)
فقلتُ لها:
أنتِ يا ملاكي روضةُ الحسنِ,,
كمْ يرف ُقلبي,,
ويشدو بمغناكِ,,
وما شكوت منَ الجوى,,
ولكنْ ظمأ في مهجتي
فأسعفيني,,
ببردٍ منْ ثناياك,,
يا لطرفكِ الوسنان!,,
فيه نفثه سحرٍ,,
يأسرُني ليجعَلني
من أسْراك,,
أنتِ غصنُ بانٍ بقدكِ المياس,,
فيه رقةٌّ وانثناء,,
( 3 )
فلوتْ بجيدها العاجي
وقالت:,,
أنا حوريةٌ مع النجوم ,,
في صدرِ السماءِ,,
على صدري ترقدُ أحلامُكَ,,
العطشى,,
تصََّبرْ ففي الصبرِ ارتواء,,
فقلتُ يا ساكنة القلب,,
أنا المعذبُ ,,
لي منك رجاءٌ,,
لا تضنِّي عليَّ ,,
فالكريم ُمنْ طبعهِ السخاءُ,,
( 4 )
يا مبتغى الروح!
يا زهرة أحلامي و أملي,,
ليتني فراشةٌ
أحومُ حولَ مبسمكِ
كغريق أصابهُ ذهول,
ليت شعري كم حلمتُ,,
أنْ أعبثَ بخصال شعرك
المسدول,,
كبليني ,,
واجعلي فؤادي ,,
مصفدا بأهدابك مَغلولُ,,
يوسف الحسن