عيون صاخبة
لكن يعتريها شيء من بقايا تردد خجول
هي صاخبة في داخلها
أصغي لك الآن فأسمع حوارا أنت فيه صامتة:
(-هل تذكرني جيدا؟ لا عليك إذا كنت تنساني... الآن يكفيني أن أخطر على بالك من وقت لآخر, لا عليك إذا كنت تنساني الآن فإن هناك أشياء كثيرة تستطيع أن تذكرك بي.
- نعم... عندما سألتني سؤالك كنت أعيش لحظة من لحظات نسيانك, ولكن النسيان يا عزيزتي كلما طال كلما كانت لحظة الذكرى أعمق وأقوى) |
هي عينك, وهو شعرك, دائما ما يتحاوران ويلوم أحدهما الآخر على نسيانه وجفائه, ومنهما تبدأ قصة الجمال...
العين الساحرة التي تكاد شرارات الحيرة تخرج منها وتصيد قلوب الناظرين, العين الساحرة التي تقع هناك في وجهك...
هناك خط غير منظور ينساب من الشعر نزولا, ويقسم الوجه إلى قسمين متشابهين تماما وبجانب هذا الخط على اليمين من الأعلى قليلا تربض عين وعلى اليسار تربض عين أخرى كل واحدة منهما تختبئ عن الشعر في حجرة يغطيها من أعلاها الحاجب |
قالوا قديما أن الشعر حاول مرة احتلال مكان العين لأنه يغار منها فهي ترى وهو لا يرى وقيل أنه انهزم في هذه المحاولة ونسي هناك جزءا صغيرا منه لتأخذه العين حصنا لها من نظرات هذا الشعر المليئة بالغيرة وأصبح اسم هذا الشيء الحاجب وتحته يوجد حصن آخر للعين يغطيها من أعلى ومن أسفل هو الجفن عندما ترمش العين يبدو هذا الجفن واضحا تماما ويلتصق تماما بها ويحميها من نظرات الشمس ومن نظرات العيون الأخرى وتنبعث من هذا الجفن شعيرات مرتبة بانتظام وإتقان هي الرموش الأهداب إنها توجد هنا لتمهد للدخول إلى عالم سواد العين |