قد أرسمُ وجهك ِ مثل الشمسْ
قد أنثرُ شعرك ِ شلالاً ...
فوق الأكتاف ْ
قد أجعلُ ثغرك ِ .. ملهمتي ..
اللؤلؤ يلمع داخله ُ
مثل الأصدافْ
قد أجعلُ رسمي معجزةً
لكنك ِ أجمل من رسمي
ونقاؤك ِ أنقى من لوني
وعطاؤك ِ أزخر من وصفي
وجهك ِ مصباح ٌ يا قدسُ
يطرد أشباح العتمات ِ
يبتهجُ الإحساس بنورك
ويريحُ النفس بهاؤك
آتيك ِ وكليّ تحنانٌ
آتيك ِ لأخشعَ سيدتي
أرتشف العزة َ من عطرك
عطر التاريخ ِعلى الأسوارْ
آتيك وكليَ آذان ٌ
أسمعُ أنشودة َ ماضينا
عن هذا الحاضر ِ سيدتي
عن هذا القاصر ِ سيدتي
عن هذا الفاجر ِ سيدتي
أسمع ُ أصوات َ الأجداد ْ
أنـّات بكاء ٍ يا قدسُ...
دمعُ منهمر ألحظه ُ
مثل الأمطارْ
يتساقط ُ حزنا ً سيدتي
من كل جدار ْ
بابُ العامود يزلزله ُ..
صوتُ الأصفاد ْ
بابُ الأسباط يزلزله ُ
أن يسمع سيدتي لغة ً
من دون الضاد ْ.
يا لوحة عشق ٍ يا قدسُ
خالدة فيها الألوان ْ
لونٌ ممزوج ٌ بالحبِّ
لون مأخوذ من دمنا
كي يسطع فجرٌ ذهبيٌّ
في أفق مساجد قبلتنا ..
فوق الصلبان ْ
باقية شمسك يا قدسُ
رغم الغربان ْ
تكثر كي تحجب أضواءك ْ
تفردُ أجنحة ً سوداءْ
تجمع أفواجاً هوجاءْ
لتبث السمَّ بأجوائك
لكني في كل مساءْ
ألمحُ في وجهك أضواءْ
تبزغ من بين الجدران ْ
تسطعُ مع كل أذان ْ
تكسرُ أجنحة َ الغربان
تطرد أفواج الغربان
رغم الأحزان..
العشق الهادر في قلبي
يبقى يتشبث بالشريان
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 05-27-2012 في 01:23 PM.
اليوم أراه كأمس
والموطن مثل الرمسْ
لا فرق هنالك قد اضحى
ما بين الأمل المنشودْ
..أو بين اليأس
إحباط تلو الإحباط
ما عاد الدوح لوِروار
قد صار الدوح لوطواط
يمتص غصون الأشجار
يسقطها مثل الاعصار
يتقيأ كل عصارتها
في كأس يبقى يملؤه..
بدماء سوداء تغلي
حتى ينصهر الكأس
وأنا ظمآن محترقٌ
من قدمي ولحد الرأس
***
لا املك أن أشكوْ أبداًًًًَََََََ
فالصارخ لا يُسمع صوتهْ
والصامت يبقى مذبوحاً
صرخاتي تبدو مثل الهمس
فالصمت دواء..
..والبوح بكاء
فيعود صدى..
ترفضه مني الأجواء
ذاكرتي اهترأت ..واندثرتْ
قد سقطت منها الأسماء
ونسيت ملامح وجهي والأشياء
***
يختلط الحزن مع النشوه
يأسرها..يذبحها قهرا
آه ٍما أقسى الذبح
فتصير الألحان نشازا
والبلبل صوته مثل النبح
والصحوة تصبح كالغفوه
والبسمة أرسمها عُـنوه
تلحظها.. تقرأها شقوه
هذا التوهان هو الآتي..
والحاضر يبدو والماضي
ليل مرعبة ظلماته
آخرهُ مجهول جدا ً
لا يبدو أن بآخرهِ
قد يظهر صبحْ
***
النشوة شهد ٌ ممنوعٌ
لكنّ النشوة إدمان
والفرحة تُوأدُ حتى قبل ولادتها
والعيش مقامرة مُرّه
طاولة ليست للربح
إذلال فوقه ُ خُسران
تجد الأشياء لها ثمن ٌ
في الدنيا إلاّ الإنسان.
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 05-27-2012 في 01:21 PM.
إن بدّل الثعبان جلدهُ...
فلا تصدقوهْ
فانهُ مخادعٌ
وجلدهُ ملوّث ٌ
فانه ُ سيان..
جلدهُ القديم والجديدْ
لو يطلب الغفران..
لا ترحموهْ
صلابة الحديد لا يفـّلها ..
سوى الحديد ْ
صدٌّ وعصيانْ
فسمّه ُ يسري بنبعِكمْ
فلتقلعوا أنيابهُ..من جذرها
فنابهُ قد سَدَّ ضوءَ شمسِنا
مصَّ العطورَ من زهور عمرنا
فقـّس بيضهُ الخبيث وارتبى..
في زرعنا
دماؤنا شرابه ُ
فكم سطا على بيادر البلادْ
وكم جنى على العبادْ
يمنعُ عنا نشوة ً نصبو لها
يسلبنا حصادَنا
فلتسحقوا أوكاره ُ
قد كان قيداً حولنا..
يعصرنا ..
ويمنع الهواء عنـّا
من بطشهِ ضاق المكان
فحيحه ُ غطـّى على موالِنا
لم يترك الأفراح تأتي صوبنا
يؤخر الفجر الذي
كنـّا انتظرناهْ
فاستكثر الأنداء في إصباحنا
وزينة الأعياد قد مزقها
وغادرتْ جدراننا
كم من طيور ٍ هاجرتْ ؟..
تاركة ً أغصاننا
فإنهُ يسلبها أعشاشها
إذا أتى وقت الصقيعْ
يحمي صغارهُ بها
يحرمُ نحلنا رحيقه ُ
إذا أتى الربيعْ
فليبدأ الطوفان..
كي يجرفُهُ... يغرقُهُ
في موجنا
فعلـّهُ يتركنا
يفكَّ قيد فجرنا
وإن أبى..
فإننا لهيب بركانْ
نحرقهُ
لقد طغى ..
وانهُ آن الأوانْ
لدحرهِ من حولنا
من بالنا..
ومن أناشيدَ حفظناها بغصبٍ..
عن بطولاتٍ لهُ
مزورّه
لقد سئمنا صُورهْ
تلك التي تعلقتْ
على جدار كل بيتٍ عنوةً
وكل دكان ٍ وكل مدرسه
آن الأوان
أن يبدأ العصيان
إنـّا سئمناهُ ليرتحل سريعاً
لا عرش قد ينقذهُ أو صولجانْ
لقد كسرنا قيدنا
ما عاد يقبل الحصانْ
ترويضهُ
هوى اللجام والصهيل صادحٌ
هتافنا بأفقنا.. بجرأةٍ....
ثار الحصان