بَدأوا بهدب العين ِ...
ثمّ إلى الضفائر ْ
نيرانـُهم تسري بها
قد أطفأوا في جسمها..
نارَ السجائر ْ
ماذا سنفعل يا تـُرى ؟؟
نبقى نشاهدهم ..
لكي نرضي الخواطرْ؟
من وجهها قد ينزعون نضارة ً
فيها حروف الضاد ِ..
تزهو يانعه
من سمعها قد يسلبون ..
صهيل خيل الفاتحين
في افقها نثروا السواد ْ
هل سوف نبقى كالرمادْ
وبلا لهيب ْ
يدوي بنا صوت النحيب ْ
وبعجزنا نبقى نـُجاهرْ
ما سَننقذُ من شذاها ..
بعدما يستنزفون رحيقها ؟
ماذا سيبقى من غصون ٍ..
أو سنابل أو بيادر ْ ؟
السور يصرخُ والمآذن دامعه
والقدس بين خطابكم
وسكوتكم أني أراها ضائعه
والكل صم ٌّ دونما..
حِس ٍّ يحركهم ولا
نظر ٌ يوجههم لها
ليروا بأعينهم فداحة جرحها
فيثيرهم هولُ المناظرْ
القدسُ تصرخُ والفضاء مكبل ٌْ
والليلُ يزحفُ نحونا
والفجر يخجل أن يرشّ ضياءَهُ
في افقنا
إذ اننا في ظلمةٍ
لم ندر ِ كيف نصدها
متشتتون بفرقة ٍ وتمزق ٍ
لم نعتصم بالحبل ِ بل ْ
سادت بدنيانا قوانينُ العشائرْ
إني أرى أزهار زخرفة النوافدِ ذابله
وحروف خط ّ الثلثِ ..
حول القبة ِ الثكلى..
أراها شاحبه
تيجان أعمدة المداخل ترتجي
من يوقف الإعصارَ قبل سُقوطها
فأنا أراها مائله
ساحات أروقةِ المساجدِ دُنـِّسَتْ
من نعل ِ أحذية العساكرْ
هل مَْن يَحسُّ بجرحها ؟؟
هل من صلاح الدين..
يأتي فاتحا ً
ولها مناصر؟
أم أنهم ثملوا بجبن ٍ دائم ٍ
وتخدرتْ بهم الضمائرْ ؟
فمتى أرى تلك البنادق مشرعه
في وجه قرصان البلاد
إذ أنهمْ لعدوّهمْ رُحماء ُ..
أمّا همْ .. لنا مثل العناترْ
قد حاولوا أن ينزعونا..
من ضلوع الأرضِ من شريانها
إنـّا هنا دَمها المُكابرْ
نبض ٌ يزلزلهم يضخُّ بقاءنا
في رحمها
في طحلب الأسوار..
في زهر الزخارف عشقنا
تلك التي ما غادرت جدرانها
من عصر كنعانْ
من عصر فرعونْ
من قال إنـّا قد سئمنا
من قال إنـّا قد تعبنا
إنـّا هنا أغصان ليمون ٍ وزيتونْ
إنـّا هنا متشبثونْ
من قال إنـّا قد نهاجرْ
وأعيننا تـُحدّق في مدى الأفق ِ
وترقبـُهُ..
بلهْف ٍ من لظى الشوق ِ
لتحفل َ بالضياء إذا بدا يوما ً
فإن الضوء موعدنا..
ولكن ْ .. قد تأخر حيثُ يسجنهُ
وراء الأفق ديجور ُ
نـَكنُّ لهُ تشوّقنا..
ونفديهِ بورد ٍ من حدائقنا
بنحلات ٍٍ تحط ُّ على زهور الدوح ْ
بأعشاب ٍلها عشق ٌ لرمل السفح ْ
ولا ننسى ولا نقنط ْ
ولو تمضي عُصور ٌ ..
سوف نحضنه ُ
وفينا الصبرُ ميسور ُ
فما يشفي الجراح سوى...
ضياءٍ من سنى الفجر ِ؟
وقلع ِ مخالب الغدر ِ
وجمع ِ شتات أعشاش ٍ
تحنّ لها طيورٌ لا تغرّد منذ أعوام ٍ
لأن غناءها أضحى نحيبَ النوح ْ
وكنـّا مثل جذع ٍ..
يحمل الأغصان في كِـبر ِ
لكلّ طيور بيدرنا.. ولكنـّا
تـَبعثرنا .. وأصبحنا
كقش ٍ في رياح العصف منثور ُ
ولو كـُنـّا كجذع ٍ..
لن تـُكسّرنا رياح القهر ْ.
ولكنـّا ضِعافٌ في تبَعثـُرِنا..
عُراة ُ الصدر ْ
ونمرح في ضياء البدرْ
كأن الليل لا يجثو..
على ضوء ٍ هزيل ٍ
ليس يُرشدنا لعهد الفجر ْ
فهل يأتي ليمنحنا..
شعاعا ً كي يُجمّعنا ..
بدرب ليس يتركنا
وفيه البيت معمورُ ؟
ونحن هنا .. على أمل ٍ
سنبقى سائرين على درب ٍ
به الأشواكُ مُشرعة ٌ
كأسياف ٍ تـُجرّحنا ..
نـُقطـّعها .. وتؤذينا
فنركلها .. بارجلنا
وحتى الآه نكتمها .. بداخلنا
ونبقى مثل طود ٍ لا تزلزلنا
رياح ٌ قد تداهمنا .
فتردعها ..
صدورٌ من بواسلنا ..لها سور ُ
ليالينا سنمحوها
بيوم ٍظل ّ مبسمه ُ
يبشرنا بأضواء ٍ..
تأخر ركبها لكنْ
على مرمى نواظرنا..
نلاحظهُ..
به ِ حَدٌّ لكبوتنا
به ِ ألحان أغنية نردّدها ..
على مرِّ السنين ولا ننسى
معانيها..
به ِ فجر ٌ ..به ِ نور ُ
أسد ٌ تـُسمّى .. إنما=قد حزتَ أطباع الضِباع ِ
تهوي على جثثِ الورى=بشراهة ٍ من غير داع ِ
فهم ُ الضّحايا ما لهم ْ=عن حقهمْ غير الدفاع ِ
من غير أسلحة ٍ..وهم=تحت اللظى وبلا قلاع ِ
قد كنتَ تحكمهم بلا=حرية ٍ وبلا استماع ِ
هم حول عرشك .. مثلما=يجثو العبيد بلا انقطاع ِ
ماذا اختلفتَ عن العدا؟=قد جارَ جُندك َ في البقاع ِ
قد خِبت َ في الخيرات إذ ْ=لك َ في المنايا طول باع ِ
ستتوه ُ في ليل ِ المدى=من غير فجر ٍ أو شعاع ِ
بئست ْ جهودك َ فارعوي=ملعونة ٌ تلك َ المساعي
ظهرتْ خصالك َ كلها=وحشا ً نراكَ بلا قناع ِ
اليوم صرت َ كثعلب ٍ=هيهات تشمخُ كالسباع ِ
لا بد أن يهوي الذي=ظلم الورى بعد ارتفاع ِ
القحطُ الماطرُ قد يأتي
ومواسم تبدو مجهوله
تتخالط فيها الأطوارْ
فالحزن تبسمهُ واجمْ
والفرحةُ آهٍ تذبحني
أشواك مثل الأزهار
بوْحٌ قد يملأ آفاقي
مختبئ داخل أحداقي
ولقاء يصبح تغريباً
وإيابٌ مثل الإدبارْ
****
القحطُ الماطرُ قد يـأتي
ومواسم تبدو مجهوله
تيارٌ ضد التيارْ
أمطارٌ تهطل في آبِ
وربيعٌ يقطع أثوابي
برياحٍ مثل الإعصارْ
وزهور خريفٍ في بابي
تستلقي فوق الأوتارْ
لتردد أغنيةً سكنتْ
في صدري لؤلؤة بمحارْ
****
القحطُ الماطرُ قد يـأتي
ومواسم تبدو مجهوله
بركان طال الأقمارْ
قد صارت عندي الأشعارْ
لغزاً من غير جوابِ
دمعاً في حضن كتابي
مسماراً في نعش المشوارْ
أملاً قد جفّ فلا نبعٌ
قد يرجع خضرة أهدابي
فيعود لموطنهِ الشنّارْ
****
القحطُ الماطرُ قد يـأتي
ومواسم تبدو مجهوله
الغدر يجيء بأشكالٍ
هيهات تُغيرهُ أعذارْ
عسلٌ في شربهِ أضرارْ
مرٌّ كالعلقم ألعقُهُ
قد أمضغهُ...
أو أرفضهُ....
آهٍ كم يحمل من أسرارْ
فالليلُ أضاء بأعماقي
فجراً مجهولاً من غربٍ
فجراً تنقصهُ أنوارْ